وعود عباس وحقائق حماس
25 ذو القعدة 1432
حمزة إسماعيل أبو شنب

هذه هي المرة الأولى التي يقف أبو مازن داخل المقاطعة  وأبو العبد هنية في غزة بين جماهير غزة على أرض الكتيبة  في نفس اليوم ، نعم هي الأولى التي يخاطب فيها الرجلان الجماهير الفلسطينية بمناسبة الإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين في إطار عملية التبادل بين حركة حماس والاحتلال ، هي الأولى التي يقف فيها قيادات من حماس على منصة عباس في رام الله ويخطب فيها أحد قيادات فتح في مدينة غزة .

 

نعم الجميع وقف لاستقبال الأسرى وكلاهما أرسل العديد من الكلمات والعبارات التي كان لها صداها لدى محبيه ، ولكن المفارقات كثيرة فهذه المرة الأولى التي يقف عباس ليستقبل منفذي العلميات البطولية التي طالما وصفها بالحقيرة تارة وبالعبثية أخرى يقف ويرحب بأسرى طالما رفع شعارات ضد عملهم المقاوم والتي كان آخرها في خطابه بالأمم المتحدة .

 

وقف ليخطب أمام أسرى لم يفلح في إطلاق سراحهم طوال عشرين عاماً من المفاوضات وطالما طلب من حماس أن تطلق سراح شاليط الذي بصفقته هم أُطلقوا ، كيف لا وهو من قال سلمونا الجندي وأرفع الحصار عن غزة وهو القائل قبل أيام :أدعو حماس لإطلاق سراح شاليط كبادرة حسن نية .

 

أمام هذه الحقائق لم يتغير عباس ولم يغير قناعاته فبشر الحاضرين بأنه سيعود للمفاوضات من جديد بعد وقف الاستيطان وعلى أساس حدود الــ67 ، لم يتغير عندما أطلق عبارة من المفترض أن تحمل في طياتها بشرى لأهالي الأسرى عندما قال بأن هناك وعداً من قبل نتنياهو بالإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى ، هذه هي الحالة التي يعيشها عباس منذ ملف المفاوضات وهو يعيش على الوعود والمبادرات ولا تغير .

 

أما على الجانب الآخر في أرض الكتيبة لم يكن يحتاج إسماعيل هنية أن يتحدث أو يقول عما أنجز فالصورة كانت أبلغ من بلاغة رئيس الوزراء ، والطرقات من معبر رفح جنوباً حتى وسط مدينة غزة كانت ترسم معالم البسمة في وجه الناس الذين كان يقفون في استقبال المحررين ، فخرج الأطفال والنساء والرجال والشيوخ ليرفعوا شارة النصر ويهللوا بالتكبير، معالم العزة والانتصار كانت تفيض من عيونهم لأن الجميع كان يعتبر نفسه شريكاً في إنجاز الصفقة .

 

هذا المشهد  كان هو الكفيل بالمقارنة بين من يفاوض بعزة وبإرادة ومن يعبث من أجل المفاوضات، صورة الناس كانت تكفي لأن يفهم أبو مازن بأن الحقائق تصنع بدماء الرجال على الأرض لا بطاولات المفاوضات.
نعم وقف أبو العبد وهي المرة الأولى في صفقة تنجزها حركة حماس وذراعها العسكري وقدم للجماهير المحتشدة حقائق حماس و الأسرى على منصة المهرجان ليتجلى المشهد بين وعد عباس وحقائق حماس .