رسالة من فلسطين إلي الشعب السوري مع التحية
28 رمضان 1432
حمزة إسماعيل أبو شنب

الشعب السوري المعطي ؛ تحية طيبة لكم من إخوانكم في فلسطين ، تحية يعتصرها الألم على ما تتعرضون له على يد الطاغوت نجل الطاغوت ، من سفك للدماء وانتهاك للحرمات والتعرض للمساجد والملاحقة والتعذيب والاعتقالات  .
ما تتعرضون له اليوم من ظلم وقهر هو نتيجة أنكم شعب يرفض البقاء تحت ظلم طاغية، ويرفض أن يجعل من الشام العتيدة بلاداً لتمرير سياسة مزيفة في المنطقة العربية والإسلامية لصالح مشاريع تتعارض مع الإسلام فكرة ومنهجاً.

 

لقد اخترتم الطريق وأنتم تعلمون بأن الطريق صعب ومليء بالمتاعب، ومع ذلك قررتم المواصلة، رغم أزيز الرصاص وتوديع الشهداء وفقدان الأحباب لكن بقيتم على الطريق ولم تتراجعوا.

 

نرسل لكم اليوم التحية من قلب فلسطين ومن وسط قطاع غزة ، رغم عتاب بعض الكتاب علينا لعدم التحرك لنصرتكم سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة ، لكن ما لنا باليد حيلة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها من حصار ومن مضايقة ،وللأسف من جيراننا حتى بعد الثورة فلا تغير على الأرض .

 

موقفنا من ثورتكم هو موقف المؤيد له والمناصر لقضيتكم ، كيف لا وأنتم الحضن الدافئ للشعب الفلسطيني ، وأنتم بلاد الخلافة ، وأنتم من ستغيرون وجه المنطقة العربية ، لنشكل معاً خط مواجهة وجبهة موحدة ضد الكيان المسخ الذي يتخوف من نجاح ثورتكم ؛ لأنه يعلم بأنه سيكون الخاسر الأكبر في المنطقة العربية من نجاح الانتفاضة وسقوط النظام .

 

نعلم بأن هناك عتاب على الموقف الرمادي لبعض القيادات الفلسطينية من الثورة السورية ، ولكن أنتم تعلمون قبل غيركم بأن هذه المواقف نابعة من مصلحة فلسطيني الشتات الذين يعيشون في كنفكم وعلى أرضكم ، وأن أي موقف ضد النظام سيغير توجه النظام لنقل المعركة لداخل هذه المخيمات ويسوق المبررات كلها من أجل ذبح أبناء المخيمات .

 

إن التجربة مع الطاغوت الأب كانت في لبنان عام 1976 م مريرة ، ومذبحة تل الزعتر مازالت راسخة في الأذهان عندما وفرت القوات السورية الغطاء للمليشيات اللبنانية المارونية لاقتحام المخيم وذبح أهله ، لذلك كان الموقف رمادياً حتى لا تتكرر التجربة في مخيم اليرموك وضد أهله .

 

الإخوة في الشعب السوري ؛ لقد حاول النظام تشويه صورتكم أمامنا من خلال المسلسلات الهابطة والفن السخيف ،حتى كان يعتقد البعض بأن الوضع في سوريا منحل أخلاقياً ، ولكن أثبتم من خلال جُمَعِكُم ومن خلال تظاهراتكم بعد التراويح بأن المساجد هي مركز ثورتكم مظهرين الصورة الحقيقية لدولة الخلافة في العهد الأموي الذي يجتمع فيه العلم والجهاد .

 

الإخوة الأحباب في سورية؛ نحن معكم في ثورتكم ولا نمتلك لكم سوى الدعاء بأن ينصركم الله على هذا الطاغية، فلا تعتبوا على شعب فلسطين الجريح، فأنتم تعلمون بأننا نعاني منذ سنوات طويلة ضد الاحتلال وأعوان الاحتلال في الضفة الغربية.
ثباتكم هو الذي سيمكن لكم وينصركم على النظام رغم الجراح والدماء، فنحن في غزة نخوض معركة منذ سنين ولم ننكسر، فبالصمود تنكسر كل الحملات فلم يكسرنا الحصار ولا الحرب رغم الشهداء ورغم الألم إن موعدكم الصبح، أليس الصبح بقريب؟