أنت هنا

الجدول التفصيلي لتلاوة القرآن الكريم في رمضان
1 رمضان 1437
اللجنة العلمية

الجدول التفصيلي لتلاوة القرآن الكريم في رمضان

 

رمضان شهر القرآن، ابتدأ نزول القرآن فيه، قال تعالى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ([1])، ونزل القرآن بذكر الصوم وإيجابه، وشرع الإكثار من تلاوته فيه، وبين أن هذا هو دأب الصالحين الصادقين، فقال سبحانه: (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتًا وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَارًا) ([2])، ورغَّب بأن يجعل الإنسان لبيته قسطًا من قراءة القرآن الكريم في يومه وليلته، فقراءة القرآن الكريم هي التجارة الرابحة، وذلك في جميع الدهور، وعلى مدى الأيام والشهور؛ لكن لها في رمضان شأن أعظم وآكد؛ فإن النبي "صلى الله عليه وسلم" "أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. وكان جبريل -عليه السلام- يلقاه كل ليلة في رمضان يعرض عليه النبي "صلى الله عليه وسلم" القرآن فإذا لقيه جبريل -عليه السلام- كان أجود بالخير من الريح المرسلة"([3]).

 

 

          وكان السلف –رحمهم الله- يكثرون من تلاوة القرآن الكريم في رمضان في الصلاة وفي غيرها، حتى قال الزهري: "إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام"([4]). وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان فرَّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف"([5]). وكان عامتهم يختم القرآن في مدد قصيرة، فمنهم من يختم كل عشر أو سبع أو ثلاث، يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، قال الحافظ ابن رجب –رحمه الله- : "وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقلَّ من ثلاث على المدوامة على ذلك، فأما الأوقات الفاضلة – كشهر رمضان – خصوصاً الليالي التي تُطلب فيها ليلة القدر – أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها ، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة ، وعليه يدل عمل غيره"([6]).                       

 

              

وفيما يلي البرنامج المقترح والجدول التفصيلي لختم القرآن الكريم في رمضان

     لكن قبل البدء بذكره يحسن التنبيه على ما يلي:

أولاً: الأوقات التي يتسنى لنا تلاوة القرآن الكريم فيها في شهر رمضان تختلف بحسب الأشخاص، لكن الغالب تكون في الأوقات التالية:

-        بين الأذان والإقامة لكل صلاة.

-        بعد الصلوات المفروضة.

-        قبيل الإفطار.

-        وقت السحر.

-        وينبغي كذلك استغلال أوقات الفراغ في العمل أو مكان الدراسة، أو أوقات الانتظار، وأثناء قيادة السيارة –لمن كان حافظًا- بل وحتى الوقوف عند إشارات المرور.

ثانيًا: تختلف همم الناس، وقدراتهم، وطاقاتهم، فمنهم من يختم في الشهر مرة، ومنهم من يختم مرتين، ومنهم الثلاث، ومنهم المكثر.

ثالثًا: ما أجمل أن يصاحب تلاوة القرآن حفظ أجزاء منه في هذا الشهر.

رابًعا: فيما يلي الجدول التفصيلي لختم القرآن للمرة والمرتين والثلاث، مع ذكر القدر الذي يتطلب تلاوته في اليوم والليلة، واقتراحًا للوقت المخصص للتلاوة.

 
عدد مرات ختم القرآن
الوقت المقترح ومقدار التلاوة
بين الأذان والإقامة
وقت السحر
في الأوقات الأخرى وأوقات الفراغ
الفجر
العصر
مرة واحدة
خمسة أوجه
خمسة أوجه
خمسة أوجه
خمسة أوجه
مرتان
عشرة أوجه
عشرة أوجه
عشرة أوجه
عشرة أوجه
ثلاث مرات
خمسة عشر وجهًا
خمسة عشر وجهًا
خمسة عشر وجهًا
خمسة عشر وجهًا
 

               ومن وجد في نفسه قوة لتلاوة القرآن الكريم فعليه بتحزيب السلف -رضي الله عنهم- وهي الختمة الأسبوعية فعن أوس قال : "سألت أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم كيف يحزبون القرآن ؟ قالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده"([7]).

 
وفي الجدول التالي تفصيل ذلك :
اليوم
مقدار الحزب اليومي
من
إلى
الأول
سورة البقرة
النساء
الثاني
سورة المائدة
سورة التوبة
الثالث
سورة يونس
سورة النحل
الرابع
سورة الإسراء
سورة الفرقان
الخامس
سورة الشعراء
سورة يس
السادس
سورة الصافات
سورة الحجرات
السابع
سورة ق
سورة الناس
 

خامسًا: ينبغي كذلك أن يُخصص وقت لحفظ بعض الأجزاء من القرآن، أو مراجعة ما سبق أن حفظه الإنسان، ولو مراجعة حفظ جزأي عم وتبارك، وهو سهل متيسر، إذا حفظ الإنسان قرابة الوجه يوميًا، في أي وقت من ليل أو نهار.

سادسًا: من البرامج التي يُنصح بإقامتها والتي تتعلق بحفظ وتلاوة القرآن الكريم ما يلي:

 

1- حلقة خاصة لأفراد الأسرة لحفظ وتلاوة القرآن الكريم

Rounded Rectangle:      إقامة حلقة خاصة لأفراد الأسرة لقراءة القرآن الكريم, ولابد من تجهيز المكان المناسب لها, ويتعين مشاركة جميع أفراد الأسرة في هذه الحلقة مع مراعاة مستوياتهم وأعمارهم ومستوى حفظ كل واحد منهم, ولابد أيضًا من تخصيص وقت دائم من كل يوم يعلم عند الجميع طيلة أيام الشهر المبارك بأن هذا الوقت مخصص للحلقة الأسرية, ليقيس مدى نجاح الأعضاء ليشجع المتميز فيها ويأخذ بيد المقصر, ويفضل أن يكون المشرف هو الأب أو الأخ الأكبر أو الأم إن كان لها القدرة على ذلك, وسيكون لهذه الجهود - متى ما طبقت- الأثر الكبير على جميع الأعضاء بإذن المولى تبارك وتعالى.  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

1- مسابقة في حفظ وتلاوة القرآن الكريم

Rounded Rectangle: إعداد مسابقة في حفظ وتلاوة القرآن الكريم وتكون في الأقسام التالية:<br />
•	مسابقة في حفظ السور القصيرة، أو حفظ بعض الآيات المتعلقة بأحكام الصوم، وبشهر رمضان المبارك .<br />
•	مسابقة في تلاوة آيات القرآن الكريم.<br />
•	مسابقة في تفسير الآيات التي يتم حفظها أو تلاوتها.<br />
•	مسابقة في أحكام التجويد.<br />
وغيرها من المسابقات التي تتعلق بالقرآن العظيم, ويراعى أيضًا وجود مشرف لهذه المسابقات, ومراعاة الأعمار والعقول لأعضاء الأسرة، والوقت المناسب لاستلام وتسليم الأسئلة والإجابات. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 
 
 
([1]) الآية رقم (185)، من سورة البقرة.
([2]) الآية رقم (39)، من سورة فاطر.

([3]) أخرجه البخاري، في كتاب الصيام، باب أجود ما كان النبي "صلى الله عليه وسلم" يكون في رمضان، رقم (1803).

([4]) التمهيد، لابن عبد البر (6/111).
([5]) لطائف المعارف، لابن رجب، ص (183).
([6]) لطائف المعارف، لابن رجب، ص (183).

([7]) أخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الصلاة، باب تحزيب القرآن، رقم (1391).