شيخ الأزهر يهجو إعلامنا!!
19 شعبان 1432
منذر الأسعد

لعل من أهم مآثر الثورات الشعبية العربية الأخيرة ضد الطغاة،أنها تبشّر بتحرير العلم الشرعي من قبضة المستبدين، الذين لا يؤمنون بالإسلام عقيدة وشريعةً،وإنما يسخّرون الدين لخدمة سياساتهم الفاسدة،من خلال علماء السوء وفقهاء ذيل بغلة السلطان. فهؤلاء الطواغيت لا يقرون –غالباً-بالإسلام حتى بالمفهوم التغريبي الضيق :العبادة الفردية،يدركون راغمين أن الإسلام هو المحرك الرئيس-وربما الوحيد-للشعوب التي سيطروا عليها بالحديد والنار.

 

وليس يخفى على اللبيب أن الجامع الأزهر يتصدر تلك البشائر الموعودة، بناء على تاريخه العريق المستمد من مكانة مصر في العالم الإسلامي، ومن موروثه الباهر في الذود عن حياض الدين وبيضة الأمة، في فترات حالكة من تاريخ المسلمين.
صحيح أن مصر مشغولة في ترتيب بيتها الداخلي مع إيلاء الجوانب السياسية أولوية لازمة، لكن ذلك لا ينبغي له تبرير التقاعس عن إعادة الأزهر إلى أَلَقِه الذي رانت عليه عقود الطغيان والتوظيف البائس لأغراض السلطان الغشوم.

 

وها هي ترهات شيخ الأزهر أحمد الطيب تؤكد ضرورة المبادرة إلى إصلاح المؤسسة الأزهرية وتحريرها من تركة الطغاة،فالرجل يغازل المؤامرة الصفوية على الأمة،عن سابق عمد وتصميم، إذ يسبغ على رموز الرفض البارزين ألقاب "بطولة"زائفة، متعامياً عن مسلكهم الطائفي الحقود، بالرغم من حرصهم على حجبه بالنفاق "التقية".

 

نحن لا نترك للطيب فسحة من  حسن الظن،لسببين جوهريين، أولهما: أن الرجل ينتسب إلى أهل العلم وليس من عامة الناس، والثاني: أن العوام أصبحوا يعرفون حقيقة القوم بعد أن هتك الله سترهم وفضح خبيئتهم على رؤوس الأشهاد!! فأنى لرأس مشيخة الأزهر أي عذر؟!

 

فإن كان "الشيخ" لا يعلم ما فعله أذناب الرافضة بأهل السنة في العراق ولبنان والآن في سوريا، فتلك مصيبة وإن كان يدري فالمصيبة أعظم!! أو يجهل "الطيب"- حقاً- أن عمائم قم والنجف هي التي وطأت أرض الرافدين وأفغانستان للغزو الصليبي؟ حتى باعترافات رؤوسهم بالصوت والصورة؟!!!

 

وهل تكفير الصحابة ورمي أمهات المؤمنين من الفروع يا دكتور حتى نرتضي ادعاءك الساقط أن الاختلاف بيننا وبينهم خلاف فقهي يشبه الاختلافات بين الحنفي والشافعي؟!
وما رأيك في الذين شيدوا مقاماً يتبركون بزيارته لأبي لؤلؤة المجوسي لأنه قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟!إن كنت ترى هؤلاء إخواناً لك فهنيئاً لك بهم،أما ملايين المصريين ومئات الملايين من المسلمين فلا يقبلون بالمجوس الجدد إخوة لهم البتة!!

 

وليت الطيب وقف عند حدود ذلك الهراء الممجوج الذي يرفضه المسلم العامي غير المتعلم، فقد تجاوز الثناء على معتقدي الكفريات  الجلية وسدنتها،إلى الهجوم على من يتصدى لباطلهم من أهل السنة والجماعة،وبخاصة القنوات الفضائية النادرة التي تخصصت في فضح رزاياهم وسلطت الضوء على بلاياهم. فهنا سقط القناع،لجملة أسباب،أهمها:
= افتراء الطيب على هذه القنوات بأنها تسيء إلى الشيعة..فهي لا تفعل سوى عرض أباطيلهم من نصوص أمهات كتبهم ومن أحاديث كبار مَرَاجعهم،فأين الإساءة في النقل؟

 

= تعامى الذي يجب أن يكون رأس المدافعين عن أهل السنة،تعامى عن 47قناة رافضية تبث سمومها وكفرياتها على الملأ باللغة العربية، وتجاهل أنها استمرت سنوات في بذاءاتها،ثم قيض الله لنا قناتين فقط بإمكانات مادية قليلة، تولتا الرد على حقدهم!!
= من باب العدل الواجب حتى مع الكفرة، كان على المتسلط على الأزهر،التبين قبل الكلام الكاذب ،فقنواتنا تدعو معممي الرافضة للمشاركة في مناظراتها، بل تحثهم وتهيئ لهم سبل المشاركة بما يلائمهم،ونحن نطلب إليه أن يدلنا على قناة رافضية واحدة تقبل أن يحضر إليها أحد علمائنا ليناظرهم فيها على الهواء!!

 

= لا نتحدى الطيب -تقديراً لموقعه وليس لشخصه- ولكننا نأمل منه أن يأتي بشاهد يتيم على شتم أي قناة إسلامية حتى لرموز الجبت والطاغوت كالخميني  الهالك،وفي المقابل نحن مستعدون لتزويده بمئات الأفلام من قنواتهم التي تحتوي شتماً مقذعاً لخير البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

 

وختاماً:لو كان لدى الرجل ذرة من الحياء لاستقال من منصبه لأنه تولاه على يد حسني مبارك، الذي يهجوه الطيب الآن هجاء مُرّاً، وإن كان قد تولى الهجوم على المتظاهرين ضد نظامه في ميدان التحرير،وأسبغ عليه صفة الشرعية التي لا يجوز الخروج عليها!!!!!!
فيا أهلنا في أرض الكنانة: هذه فرصتكم الذهبية لاستعادة هيبة الأزهر ومكانته السامية في العالم الإسلامي،ليصبح مؤسسة إسلامية حقيقية ينهض بها العلماء العاملون وهم يختارون من يرونه أفضلهم شيخاً للأزهر، ويتابعون أداءه ويقومونه إذا أخطأ أو زل !!