حملة 17 يونيو.. الأبعاد المشبوهة والمخاطر المحتملة
18 رجب 1432

انتشر مراسلو الصحف العالمية هذا الصباح في شوارع المملكة ، انتظارا لرصد الحدث المزمع لقيادة المرأة للسيارة وأيضا لطريقة تعامل المرور والأجهزة الأمنية مع الحملة التي أطلقتها مجموعة من الفتيات على المواقع الاجتماعية تحت شعار "سأقود سيارتي يوم 17 يونيو" والذي يوافق اليوم - الجمعة - والذي يأتي وفق مخطط تتبناه الجماعات الليبرالية في داخل المملكة وخارجها وجعلت فيه تلك القضية هي هدفها الأول .

 

 

فمنذ أن انطلقت تلك الحملة على تويتر والفيسبوك ووصل عدد الفتيات المنضمات إلى الحملة إلى حوالي 7 آلاف امرأة إلا وقامت حملة أخرى مضادة لها تحت عنوان "حملة العقال" شارك فيها أكثر من 7000 آلاف رجل , وأثارت تلك الحملة منذ انطلاقها جدلاً شديدا في الأوساط السعودية بين مؤيد ومعارض , فبين تهديد مجموعة من الشباب باستخدام العقال لضرب النساء اللواتي سيقدن سياراتهن إلى رد التهديد من جانب بعض الفتيات باستخدام الأسلحة البيضاء في حال تعرضهن لأي ضرر وهن يقدن سياراتهن , وذلك في بزوغ لانشقاق خطر , أفلح في إيجاده من قام بتلك الحملة في شق الصف وإيجاد فجوة بين قطاع عريض من أفراد المجتمع , وشُغل الجميع عن القضايا الأهم والأخطر وعن الموضوعات التي تستحق أن تصرف فيها الأوقات لتبنى فيها الأمم .

 

 

ولا يخفى حرص المنظمات العالمية وبعض الجهات الاستخباراتية العالمية لمتابعة قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة ولا يخفى مَن وراء تلك الحملات ولا تخفى أغراضهم في تفكيك أواصل المجتمع السعودي واستثارة الفئات المتماسكة التي ما عرفت الاختلاف ولا التنازع قبل ذلك , ولا يخفى أيضا أن الأمر لا يخص المرأة السعودية ولا حريتها ولا حقها ولكن الأمر لا يعدو كونه مواجهة للتقليل من مكانة علماء الدين وهيبة الدولة .

 

 

ولا يخفى على الأذهان الموعد المحدد لها ودلالته حيث أن هذا الموعد الذي يوافق الخامس عشر من رجب وهو اليوم الذي تحتفل فيه الشيعة بوفاة السيدة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , لأن أول من دعت للقضية هي الشيعية وجيهه الحويدر , فهي التي تبنت قيادة المرأة السعودية للسيارة وقامت بمظاهرة في إحدى مدن فرجينيا في أمريكا أمام عدد كبير من معارض السيارات الأمريكية بعنوان "السيارات تريد نساء سعوديات أن تقودها ". وذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي لعام 2009 .

 

 

ومما يزيد الأمر شبهة ويثير العديد من التساؤلات قيام منظمة العفو الدولية (أمنستي) بمطالبة السلطات السعودية بالسماح للنساء بقيادة السيارات وذلك في احتفال المنظمة بالذكرى الخمسين لإنشائها , على الرغم من عدم تبنيها لحقوق الأقليات أو المستضعفين في العالم وخاصة حقوق الإنسان المسلم في غزة وما يعانيه من انتهاكات دائمة ومستمرة وشبه يومية , وكذلك فقد استحوذت القضية على اهتمام مبالغ فيه من منظمة هيومان رايتس ووتش التي صدر منها تصريح بأن " منع السعودية للمرأة من قيادة السيارة يفتح الباب أمام إدانة دولية للسعودية " وأيضا دعت منظمة نسوية لبنانية الاعتصام أمام السفارة السعودية في بيروت دعماً ومساندة للنساء السعوديات في كفاحهن من أجل في قيادة السيارات !!!! .

 

 

إن هذه الدعوات التي تلبس لباس الخطاب المثقف الداعم للحقوق وتخفي ملامح مجهولة مريبة لتدخلات خارجية غربية وأخرى شيعية إيرانية لها حساباتها الخاصة لتحتاج من بنات المسلمين وأولياء أمورهم إلى نظرة تعقل وفهم لكل أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد المجتمع السعودي المسلم السني , فالغرب والشيعة هم من أشعلوها وتركوا المسلمين فيها يتناطحون, ووقفوا هم في مقاعد المتفرجين لأنهم ضمنوا أن كل النتائج في صالحهم وستكون كلها ضد هذا الوطن ووحدة أبنائه .

 

 

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث