رئيس مركز تبيان للتأصيل: رسالتنا تقريب العلوم الشرعية بشكل معاصر ونسعى لـ"التأصيل" النخبوي والنسوي
11 رجب 1432
محمد لافي

أكد فضيلة الشيخ الدكتورعبد الله بن منصورالغفيلي رئيس مجلس إدارة مركز تبيان للتأصيل والاستشارات على أن المركز يسير بخطى ثابتة ومتواصلة نحو الهدف المرسوم له في تقريب العلوم الشرعية بمنهجية علمية ووسائل معاصرة وتقديم الرؤى التطبيقية لبرامج التعليم الشرعي المنهجية وتقديم البحوث والدراسات في مجال التأصيل العلمي الشرعي.

 

وأوضح أن دورات النخبة التي يقدمها المركز وصارت أنموذجاً للدورات العلمية التخصصية. تمتاز بمناهج علمية تم اختيارها بعناية وتدرجٍ يتناسب والمستوى العلمي للطلاب في مراحلهم المختلفة.

 

وكشف فضيلته عن إطلاق الموقع الإلكتروني للمركز قريباً على الشبكة العالمية والذي سيكون, أول موقع متخصص يُعنى بالتأصيل والمنهجية العلمية.

 

"المسلم" التقى الدكتورعبد الله الغفيلي وأجرى معه حواراً عن طبيعة المركز ونشاطاته ورؤيته المستقبلية.

 

بداية: بحكم أن مركز تبيان لا يزال فتياً في نشأته، هل لكم أن تعطونا نبذة عن أهداف المركز وما يقوم به من برامج؟
كما تفضلت بأن المركز مازال فتياً, إلا أنه ولله الحمد يسير بخطى ثابته ومتواصلة نحو الهدف المرسوم له, ورسالتنا في المركز هي تقريب العلوم الشرعية بمنهجية علمية, ووسائل معاصرة, وتقديم الأساليب الملائمة للتعلم والتعليم, والتعاون مع الجهات ذات الاهتمام المشترك.

 

أما عند أهداف المركز؛ فالمركز يقدم الاستشارات العلمية والمنهجية إضافة إلى تقديم الرؤى التطبيقية لبرامج التعليم الشرعي المنهجية, كما يقوم المركز بتطوير برامج التعليم الشرعي والارتقاء بها. و يقدم البحوث والدراسات في مجال التأصيل العلمي الشرعي إضافة إلى المساهمة في تنسيق البرامج العلمية المنهجية وإدارتها. وتكوين حلقة وصل بين المتخصصين ببرامج التأصيل العلمي الشرعي.

 

أما البرامج التي يقوم بها المركز, فهو يقوم بإعداد المناهج التعليمية في العلوم الشرعية, وتنظيم الدورات والملتقيات والمحاضرات العلمية. إضافة إلى عقد الملتقيات وحلقات النقاش حول التأصيل العلمي والمنهجي, وتقديم المعلومات العلمية والمنهجية عبر قوالب التقنية الحديثة. كما يقوم المركز بإعداد البحوث والدراسات في مجال المنهجية العلمية و نشر المواد العلمية المنهجية ورقياً وإلكترونياً, وقريباً إن شاء الله سيتم إطلاق الموقع الإلكتروني على الشبكة العالمية والذي سيكون حسب علمي أول موقع متخصص يُعنى بالتأصيل والمنهجية العلمية.

 

مركز تبيان من المراكز التي تعنى بتأصيل العلوم الشرعية، فما هو المقصود بتأصيل العلوم ؟
المقصود بتأصيل العلوم هو البناء العلمي المنهجي للطالب في العلوم الشرعية من خلال الإحاطة بالأصول الحاكمة لها.

 

من جملة ما يعتني به المركز وضع مناهج لتخريج طلاب علم مؤهلين، وفيما أتصور فإن عملية وضع المناهج عملية مرحلية فهل هناك برامج عملية تنفذ فيها هذه المقررات؟ وحبذا لو حدثتنا عنها؟.
نعم هناك برنامج عملي وضع منذ قرابة عشر سنوات, ولعل المركز انبثق عن هذا البرنامج وهو برنامج دورات النخبة العلمية والمقامة في جامع الناصر, وهي الأب الذي صار ابناً للمركز من خلال إشرافه على عدد من الدورات كدورات النخبة العلمية ومن هذه الدورات مثلاً دورات علمية مكثفة، تأسست عام 1423هـ ، تقام سنوياً لمدة ثلاثة أسابيع من الإجازة الصيفية، في جامع الناصر بحي الأندلس بمدينة الرياض بإشراف وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وتنظيم مركز التبيان للاستشارات, وأيضاً دورات علمية مكثفة, موجهة للمبتدئين في طلب العلم من طلاب المرحلة الثانوية والجامعية تقوم على شرح مناهج علمية تأسيسية من مقدمات العلم الشرعي بأسلوب علميٍ منهجيٍ يتوافق مع المرحلة العلمية والعمرية للمنتظمين في الدورات من طلاب العلم المبتدئين.
وتعتمد الدورات على تفرغ الطالب في الفترة المسائية لحضور دروس الدورات ومراجعتها، مع شحذ همته بتفعيل قدراته، وإيجاد جو المنافسة العلمية له وهي موزعة على ثلاث مراحل، يُعقد لكل مرحلة دورة خاصة، وقد روعي في توزيع المراحل منهج التدرج.

 

وتتميِّز دورات النخبة العلمية بمناهج علمية تم اختيارها بعناية و تدرجٍ يتناسب والمستوى العلمي لطلاب كل مرحلة من مراحل الدورات الثلاث, فالمرحلة الأولى: تحتوي على شرح كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب, و الأصول من علم الأصول للشيخ محمد بن عثيمين, نخبة الفكر للإمام ابن حجر, أخصر المختصرات في الفقه للإمام ابن بلبان ( الطهارة و الصلاة ).

 

أما المرحلة الثانية فتحتوي على شرح منهج العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية, و الآجرومية في النحو للإمام ابن آجروم, وأصول التفسير, ومنظومة القواعد الفقهية للشيخ عبد الرحمن بن سعدي, إضافة إلى أخصر المختصرات في الفقه للإمام ابن بلبان ( من الجنائز إلى نهاية الجهاد ).

 

والمرحلة الثالثة فتكمل فيها دراسة كتاب أخصر المختصرات للإمام ابن بلبان بداية من البيوع وانتهاءً بآخر الكتاب مع شرح الفرائض.
وفي هذه السنة استحدثنا مرحلة تأسيسية للمبتدئين تحتوي على شرح الأربعين النووية, وعقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين, رسالة لطيفة في أصول الفقه لابن سعدي, البيقونية في مصطلح الحديث, حلية طالب العلم لبكر ابو زيد.

 

وقد شارك في إلقاء دروس دورات النخبة العلمية على مدى السنوات السبع الماضية عدد من أصحاب الفضيلة من العلماء وطلبة العلم ومنهم: د. عبد الرحمن بن صالح المحمود, و أ.د. ناصر العمر,  و د. يوسف بن عبد الله الشبيليي, والشيخ: فهد بن عبد الرحمن العيبان, و د. عمر بن عبد الله المقبل,  د. سلمان بن صالح الدخيّل, د.أحمد بن عبدالرحمن آل الشيخ, الشيخ أيمن بن عبد الله العليان, الشيخ: صالح بن علي الرزقان, ود: تركي بن محمد اليحيى, والشيخ سلطان الناصر, الشيخ عصام العويد, والشيخ زياد العامر . وغيرهم

 

عوداً للمناهج والمقررات هل يعنى مركز تبيان أو في منظوره القريب أو البعيد وضع مناهج ومقررات لطلاب العلوم الذين يعيشون في بيئات مختلفة غير حنبلية، مالكية أو شافعية مثلاً؟ وهل يقدم المركز خدماته لمن هم خارج المملكة ولا سيما الاستشارية؟
بكل تأكيد, وللعلم فالعلوم الشرعية مترابطة ترابطاً وثيقاً وموضوع الخلاف المذهبي ينحصر في المسائل الفقهية وبالتالي فطالب العلم أياً كان حنفياً أو مالكياً أو شافعياً أو حنبلياً يحتاج الى تأصيل في جميع العلوم كعلوم العقيدة والتفسير وأصول الفقه والحديث, وهي علوم مترابطة كما تعلم وليست خاصة بمذهب دون غيره, والمركز رغم حداثة نشأته وتجربته, إلا أنه قد بدأ بعض المشورات العلمية خارج المملكة ولديه طلبات لوضع مناهج لبعض الجامعات التي تعنى بالتعليم الشرعي خارج المملكة ونحن نأمل في مد جسور التواصل الى كل من نستطيع خدمتهم من طلبة العلم.

 

هل تطمحون في أن يكون لكم تعاون وبرامج مشتركة مع مؤسسات أكاديمية أو دعوية أو تعليمية في داخل المملكة أو خارجها؟
نعم نأمل ذلك وقد بدأنا لكن على مستوى محدود والسبب كما أسلفت حداثة التجربة, وهناك طلبات لاسيما من بعض الجامعات والمدارس الشرعية في الخارج لكن لم يحن الوقت لتلبيتها.

 

على سبيل المثال يوجد في كثير من الدول القريبة والبعيدة شح في معلمي المواد الشرعية فهل من خطط المركز المستقبلية العناية بإمداد بعض هؤلاء بدورات شرعية مدروسة الأهداف؟
نأمل ذلك مستقبلاً إن شاء الله.

 

ماذا بالنسبة لغير متخصصي العلوم الشرعية الذين يحتاجون إلى تأهيل محدود يساعدهم على معرفة الأحكام الشائعة التي يحتاجون إليها في حياتهم العملية سواء أكانوا تجاراً أم مهندسين أم أطباء أم غيرهم؟
رسالة المركز واضحة وهي العناية بطالب العلم وتأصيله ومثل هؤلاء سيجدون لهم من يهتم بشأنهم والساحة مليئة بمثل هذه البرامج, علماً بأن دورات النخبة مثلاً ينخرط فيها عدد من أولئك أطباء ومهندسين وغيرهم, فليست متخصصة بالمتخرجين من الشريعة.

 

هل تدخل ضمن أنشطة المركز تقديم دورات لطلاب العلم لتنمية مهاراتهم في شؤون مختلفة؟
هذه مرحلة متقدمة بحيث إن الاهتمام الحالي هو على موضوع التأصيل العلمي والمنهجية العلمية, ولكن قد يحتاج طالب العلم إلى مهارات أخرى لا غنى له عنها في الوقت الحاضر كالتعامل مع الحاسوب والبرامج العلمية الإلكترونية وبالتالي فيمكن الاستعانة بمؤسسات أو برامج أخرى مكملة ولا يشترط بالضرورة إن تكون من ضمن أنشطتنا نحن ولكن بالتعاون والتنسيق مع ممن يهتم بمثل هذه البرامج والأنشطة.

 

هل البرامج العلمية المقترحة لطلاب العلم، تناسب طلاب العلم خارج بيئة الجامعة، أم هي موجهة لفئة عندها أساسيات معينة؟
نعم هي مناسبة لمن في الجامعة ولمن في خارجها, والبرامج تبدأ مع الطالب على افتراض البداية من نقطة الصفر ولذلك تم استحداث مرحلة تأسيسية في دورات النخبة للمبتدئين.
هل في المركز لجنة تربوية تعنى بتطوير أساليب التعليم وتستفيد من الوسائل والمستجدات الحديثة ولا سيما أننا رأينا أن المركز في مقرراته الورقية يسعى للاستفادة من الأساليب الحديثة فما هي خطته لذلك؟ هل هناك لجنة تطوير ومراجعة أم ماذا؟
يتعاون المركز مع بعض المتخصصين ولعل مثل تلك اللجنة تكون بعد استقامة المركز على سوقه.

 

ما هي تطلعات المركز ومشاريعه المستقبلية؟ وهل توجد له خطط قريبة وبعيدة؟
لاشك أن المركز يتطلع إلى التألق والوصول إلى الهدف المرسوم له, وهناك عدد من المشاريع الرائدة, التي يقوم عليها المركز, كمشروع دورات النخبة, ومشروع حلق النقاش العلمية, ومشروع التأصيل العلمي النسائي, ومشروع الدورات العلمية المتقدمة, ومشروع المناهج التعليمية, ومشروع التعليم عن بعد وكل هذا يسير وفق خطط وبرامج مدروسة والله الموفق.