مصائب اليمن عند إيران فوائد
7 رجب 1432
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

الأزمة التي تتصاعد في اليمن الآن نتيجة لإصرار صالح وعائلته على البقاء على مقاعد السلطة رغم الاحتجاجات التي تعم البلاد منذ أشهر وانضمام كبرى القبائل وبعض القادة العسكريين  وسرايا الجيش للثوار ينذر بكارثة حقيقية ستتعدى عواقبها اليمن إلى بقية دول المنطقة..

 

وهذه الكارثة ليس فقط بسبب تدهور الوضع الامني في البلاد وتأثير ذلك على الوضع الاقتصادي المتدهور أصلا فحسب بل لان البلاد تشهد دعوات انفصالية في الجنوب وفي الشمال وإذا كانت دعوات الجنوب تعتمد على أسباب سياسية واقتصادية نتيجة لاتهام صالح وسلطته بإهمال الجنوب طوال فترة الوحدة وتجاهل إشراكه في خطط التنمية وعدم تولي أبنائه لمناصب رفيعة في الجيش وفي السلطة خوفا من انقلابهم على النظام إلا أن الوضع يختلف كليا في الشمال حيث يسيطر الحوثيون الشيعة على أجزاء منه مستغلين انشغال الجيش بمواجهة المظاهرات وحالات الانشقاق, وهي فرصة ذهبية لهم ليعيدوا تنظيم أنفسهم وتلقي المزيد من الاسلحة الجديدة لكي يعلنوا الانفصال وإقامة دولة شيعية في اليمن تدعمها إيران وحزب الله..

 

الحوثيون دخلوا في حروب عديدة ضد نظام صالح وتمكن الجيش اليمني المتحد من هزيمة الحوثيين وإجبارهم على الموافقة على هدنة, لكن مع تفكك الجيش وحدوث انهيار في أركان الدولة واندلاع مواجهات بين القوات الموالية لصالح وبعض القبائل وحالة الفراغ التي تشهدها السلطة بعد نقل صالح للعلاج في السعودية والحديث عن خطورة حالته الصحية وامكانية عدم رجوعه للبلاد دون معرفة كيفية الترتيب لنقل السلطة هذه الامور جميعا ستصب ولا شك في مصلحة دولة مثل إيران تريد أن تجد لها موطأ قدم في كل دولة من دول المنطقة عن طريق طابورها الخامس الذي حركته في وقت سابق في البحرين من أجل الانقلاب على الحكم قبل أن تحبط دول الخليج المخطط..

 

الآن هناك دولة على مفترق الطرق وهناك عناصر مسلحة مدربة لها أجندة طائفية مستعدة للانقضاض وهو ما يثير المخاوف من عملية مسلحة تؤدي إلى وجود دولة شيعية على حدود المملكة العربية السعودية التي تعتبر أكبر دولة سنية في المنطقة والشوكة المعلقة في حلق إيران..إيران اعترفت أنها نشرت غواصات في البحر الأحمر لجمع معلومات عن "الدول المعادية" وفي وقت سابق شنت حملة عنيفة على السعودية لانها وقفت بجانب البحرين قبل أن تسقط بين أيدي الشيعة, وهو ما اثار غيط طهران وهددت بأن السعودية لن تكون بعيدة عن الاضطرابات, في إشارة للشيعة السعوديين الذين حاولوا تنظيم مظاهرات للمطالبة بما أسموه "حقوقهم المسلوبة" ..لقد سعى الحوثيون لنقل معركتهم إلى داخل السعودية خلال الحرب الاخيرة مع النظام اليمني وقتلوا العشرات من الجنود السعوديين قبل أن تتمكن القوات السعودية من ردعهم, وهو أمر إن دل فإنما يدل على أن أحد الاهداف الاساسية للحوثيين هو التحرش بالمملكة ومحاولة إثارة الاضطرابات فيها خدمة لمخططات "الاب الروحي" للشيعة في الوطن العربي..

 

ليس بعيدا عن ذلك مقتل 3 من حرس الحدود السعودي أول أمس بعد محاولة جديدة لاختراق الحدود السعودية المتاخمة لليمن وهي حدود طويلة يصعب السيطرة عليها بشكل كامل وهو أمر لم يحدث منذ فترة طويلة ولكن مع التردي الامني في اليمن قد يصبح متكررا ..إيران تسعى بكل ما أوتيت من قوة لزرع دول شيعية في المنطقة لدعم مخططاتها بالاستيلاء على الخليج, وتصريحات المسؤولين الإيرانيين عن ردع الاعداء و"القوة المهولة" التي يدعون امتلاكها هي نوع من الحرب النفسية ضد انظمة وشعوب المنطقة, في نفس الوقت تقدم إيران نفسها كحامية للشيعة في كل مكان حتى وصل الامر بإرسال سفن للدفاع عنهم في البحرين وهي طريقة استفزازية تشير إلى أن طهران انتقلت من التقية والخفاء في تنفيذ أهدافها إلى العلانية والتبجح وهو تحول خطير يبين تحول موازين القوى الذي تستشعره إيران بعد سقوط العراق في أيدي الاحتلال والصفقات التي عقدتها إيران معه لكي توطد من نفوذها..اليمن على فوهة بركان يؤجج نيرانه حب السلطة المسيطر على عدد من الحكام العرب الذين استولوا على السلطة كبدائل للاستعمار فأصبحوا أذنابا له وكل يوم يمر تتكشف معه حقائق وأسرار عن كيفية وصولهم للحكم وما الثمن الذي دفعوه للوصول والبقاء.