أدلة استعانة الأسد بالمليشيات الشيعية
7 جمادى الثانية 1432
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

القوات التي يركن إليها الرئيس السوري بشار الأسد في قمعه لحركة الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله هم "مرتزقة من جيش المهدي العراقي، وحزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني".

 

ليست هذه اتهامات جوفاء تكال بالباطل إلى النظام السوري من معارضيه بل لها شواهد وشهود عيان.

 

أحد هذه الشواهد هو شريط فيديو منشور على موقع "يوتيوب" ويظهر عناصر أمنية في سوريا وهم يقومون بتحطيم الممتلكات الخاصة وبالتحديد السيارات في مدينة حماة التي يغلب عليها الطابع السني والتي شهدت مظاهرات معارضة للنظام.

 

ويربط الفيديو بين هذا السلوك "الأمني" وسلوك القوات الإيرانية في طهران إبان المظاهرات المعارضة للنظام، حيث يظهر في الجزء الثاني من الشريط عناصر أمن في طهران وهم يحطمون الممتلكات الخاصة للسكان في أحد الأحياء بنفس الأسلوب الذي تم في حماة.

 

فإذا لم يكونوا عناصر من إيران فعلا فهم على الأقل تلقوا تدريبات على أيدي تلك القوات. ويدعم هذا الطرح أيضا تلك السفن التي عبرت قناة السويس من إيران متوجهة إلى سوريا قبل شهرين بدعوى عمل تدريبات عسكرية مشتركة.

 

وقد أعاد الاتهامات (باللجوء لجيش المهدي وحزب الله والحرس الثوري وكلها ميليشيات شيعية) إلى الواجهة المعارض السوري محمد مأمون الحمصي الذي قال في حديث مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية الثلاثاء: "الأسد كان يعول كثيرا على الجيش (السوري)، وعندما بدأ الجيش ينحاز إلى المواطنين استعان الأسد بالمرتزقة -كنوع من الاستعاضة- الذين تنتمي عناصرهم إلى جيش المهدي العراقي، وحزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، وهناك شهود عيان على ذلك".

 

ودليل الحمصي على قوله هو أن هناك حافلات "دخلت سوريا ليلا عبر الحدود مع لبنان، وفي اليوم التالي حدث صدام بين متظاهرين وعناصر مجهولة الهوية في المسجد الأموي"، كما أن "الأطباء الذين عالجوا المصابين أكدوا أن هوية المعتدين لبنانيين".

 

وفي حمص أيضا، "أطلق شخص النار فقتل 9 شباب في 3 دقائق، وبعد القبض عليه تبين أنه لبناني".

 

ودليل آخر، هي حافلات تم تصويرها ومكتوب عليها رموز فارسية حيث "حملت قناصة إيرانيين ظهر وجودهم في درعا، وقام أحد الشاب بتصويرهم واستشهد نتيجة ذلك". وهذا، على حد ما قال الحمصي، "يؤكد أن النظام استعان بالمرتزقة لقتل شعبه، وهو ما جعل المتظاهرين يرددون في كل المحافظات السورية: لا بِدْنا (لا نريد) إيران ولا حزب الله.. نريد النصر من عند الله".

 

وهذه الشواهد "تدل على وجود غرفة عمليات واحدة مشتركة اجتمعت فيها عناصر الشر هذه لسحق الشعب السوري، الذي يدفع حاليا فاتورة التصدي عن الأمة العربية للأطماع الإيرانية ويدفع ثمن انتمائه السُني، وإذا سحق الشعب السوري فسيكون ذلك بمثابة هزيمة للأمة العربية وإركاع للسنة لصالح إيران".

 

والحمصي من أبرز المعارضين السوريين، وهو نائب سابق في البرلمان السوري فقد عضويته وجرد من حقوقه المدنية بسبب مواقفه السياسية المطالبة بالإصلاح، ليكون أول نائب سوري يدان أمام المحكمة في قضية سياسية وهو عضو في مجلس الشعب، كما صدر في حقه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات في عام 2002. ويعيش الحمصي حاليا في كندا بسبب اضطهاد النظام السوري له.