قطار المصالحة الفلسطينية هل يواصل سيره؟
30 جمادى الأول 1432
حمزة إسماعيل أبو شنب

شكَّل توقيع المصالحة الفلسطينية بين حركة حماس وفتح قبل أيام في القاهرة مفاجأة لبعض المراقبين والمحللين في السرعة التي تم التفاهم فيها والاتفاق بين الجانبيين على القضايا الخلافية بعد محاولات عديدة من قبل النظام المصري السابق ولكن سرعة التوصل لاتفاق أولي شكّل هاجس ومخاوف لدي الشارع الفلسطيني بأن الاتفاق لن يصمد كثيراً في ظل غياب البرنامج السياسي الواضح والاختلاف التام في الرؤية بين حماس وفتح .

 

مما لا شك فيه بأن العقبات ستتوالى على قطار المصالحة لأن الأسباب الحقيقية التي دفعت الجانبيين للتوقيع تجعل عملية الفراق بينهما أسهل وأسلس، فإذا نظرنا للوضع السلطة في رام الله نجدها توجد في موقع لا تحسد عليه نتيجة فشل خياراتها التفاوضية بالرغم من كل ما قدمته من تنازلات لكن دون إحراز تقدم والتعويل على الادارة الأمريكية قد فشل ولن يؤتي أكله وسقوط النظام المصري الحليف الرئيسي للسلطة رام الله جعل الآفاق أمامها مغلقة بالرغم من محاولاتها الخروج من هذا الإحباط بموضوع إعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر من العام الحالي واعتراف بعض الدول العالمية ولكن تبقى تعيش حالة من الاحباط والتخبط في المواقف في ظل الثورات العربية وغياب الدور الأوروبي التي كانت تعتبره الأكثر حيادية .

 

أما على صعيد حركة حماس فالأمر يختلف، فهي تعيش حالة من الانتعاش السياسي في ظل نجاح الثورة المصرية وإن كانت تبحث عن مخرج في ظل الأزمة السورية الداخلية ولكن حماس أرادت بالتوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية أن تعطي وزارة الخارجية المصرية إنجازاً في ظل المتغيرات العربية وانشغال مصر في أوضاعها الداخلية فلم ترد أن تبدأ علاقتها مع مصر الثورة بصدام فآثرت الموافقة على المصالحة الفلسطينية بالإضافة إلى أن الخارجية المصرية ربطت جميع التسهيلات على الحدود مع غزة بالموافقة على المصالحة الفلسطينية .

 

إذن انطلق قطار المصالحة الفلسطينية الداخلية بالتوقيع بالأحرف الأولى ولكن يبدو لي بأن هذه القطار لن يستمر بالسير كثيراً فسيتوقف إن لم ينزلق وينحرف عن مساره في ظل الضغوطات المتواصلة على سلطة رام الله من قبل الإسرائيليين الذين كان موقفهم واضحاً من الاختيار بين السلام وحماس والإدارة الأمريكية التي تهدد بقطع المساعدات التي تعيش عليه السلطة الفلسطينية .

 

لقد علمتنا التجارب السابقة بأن أبو مازن وسلطة رام الله لا تستطيع أن تقف في وجه الضغوط الخارجية وهي دائماً تستثمر التقدم في المصالحة لصالح الضغط من أجل المفاوضات وهو شعار أبو مازن في ظل تصريحاته بعد التوقيع الأولي بأن الملف السياسي بيده لذلك يتعزز لدي بأن القطار لن يكمل مشوره لن الاختلاف بالجوهر لا بالمضمون حتي بعد التوقيع النهائي يوم الأربعاء القادم .