المتحدث باسم حكومة غزة: اتفقنا على أدق التفاصيل بالمصالحة.. الانتفاضة الثالثة سيقررها الفلسطينيون بأنفسهم
29 جمادى الأول 1432
إيمان يس

في خطوة فاجأت الجميع وتحت رعاية مصرية أعلنت كل من حركتي فتح وحماس عن التوقيع بالأحرف الأولى على ورقة تفاهمات تمهيدا للتوقيع على اتفاق مصالحة سيتم خلال أيام قليلة بحضور كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته.
فما الذي تم التوافق عليه ؟وما هي آليات تشكيل الحكومة الجديدة ؟ وهل هناك ضمانات كافية تحول دون انهيار الاتفاق كما حدث من قبل؟
طرحنا هذه التساؤلات وتساؤلات أخرى عديدة على أحد أعضاء الوفد المفاوض والناطق باسم الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة طاهر النونو ، فإلى نص الحوار

 

 

من المعروف أن المشكلة الأمنية كانت هي العقبة الأساسية في سبيل التوصل للمصالحة، فما الذي تم التوافق عليه بهذا الشأن
تم الاتفاق في هذا الموضوع على  تشكيل لجنة مشتركة بالتوافق على أسس وطنية وأسس ومهنية لإعادة بناء وتشكيل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة على أن يكون هذا خلال فترة الحكومة الانتقالية التي ستكون لمدة عام ، خلال هذا العام سيتم الانتهاء من كل تفاصيل الواقع الأمني على أساس الشراكة السياسية والأمنية بحيث نحن وفتح نكون شركاء في وطن واحد.

 

هذا يدفعنا للسؤال عن ما تم التوافق عليه بخصوص الحكومة الوطنية هل ستكون حكومة تكنوقراط أم ستقوم على التمثيل النسبي للفصائل المختلفة؟
يست حكومة فصائلية لكنها حكومة كفاءات وطنية ، نحن نفضل مصطلح كفاءات وطنية على مصطلح تكنوقراط ، لأن هذه الكفاءات هي كفاءات مستقلة لها بعد وطني تعمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية ، فكل ما تم التوافق عليه من تطبيقات في ورقة القاهرة ستكون مهمة هذه الحكومة وذلك لتحقيق المصالحة الشعبية ، أيضا هناك  أولوية خاصة لإعادة الإعمار.

 

هل معنى ذلك أنكم وافقتم على ورقة القاهرة التي كنتم ترفضونها من قبل؟
 ما حدث أننا أولا توصلنا إلى ورقة تفاهمات حول نقاط الخلاف في ورقة القاهرة وتم تثبيتها والتوقيع عليها ثم بعد ذلك تم التوقيع على الورقة المصرية وبالتالي أصبحت ورقة التفاهمات المفسرة هي جزء من الاتفاق وأصبح لدينا ورقة القاهرة وهذه الورقة وهي ورقة التفاهمات الفلسطينية.

 

ما أهم ما تم تعديله أو التفاهم عليه في ورقة القاهرة ؟
هناك ثلاث نقاط جرى التفاهم حولها؛ أولها موضوع منظمة التحرير وإعادة هيكلة المنظمة وفق اتفاق القاهرة 2005 فكما تعلمين المنظمة لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني فحركتي حماس والجهاد غير ممثلتين في المنظمة وبالتالي كان لا بد من إعادة هيكلتها لتحقق القيادة المشتركة، الموضوعان الآخران هما الجانب الأمني وتشكيل الحكومة الانتقالية لمدة عام اللذان تحدثنا فيهما.

 

من هم أعضاء اللجنة المكلفة بتعيين وزراء الحكومة الجديدة ؟
سيتم هذا بالتوافق بين كافة الفصائل الفلسطينية وتحديدا حركتي فتح وحماس وستكون من كفاءات وطنية مقبولة لدى كل الأطراف الفلسطينية ؟

 

ألا ترون أن الاتفاق ينقصه الكثير من التفاصيل وكما يقولون أن الشيطان يكمن في التفاصيل ؟
بالتأكيد الاتفاق دقيق، فالورقة المصرية تشمل كل التفاصيل ،نحن لن نختلف على أسماء الوزراء هذه ليست قضية مركزية ، القضايا المركزية والتي كانت محل الخلاف فيما مضى تم حلها بأدق التفاصيل في الورقة المصرية وورقة التفاهمات الفلسطينية التي وقعنا عليها اليوم

 

بحسب الاتفاق متى سيتم إجراء الانتخابات؟
سيكون بعد عام من توقيع الورقة المصرية

 

 

بعد هذه التغيرات التي تشهدها الساحة العربية هل أنتم بصدد إنشاء مكتب لحماس في القاهرة؟
لم نناقش هذا الموضوع مع الإخوة في القاهرة ، نحن نعتبر القاهرة بيتنا ونزورها وقت ما نشاء.

 

في رأيكم هل هناك تغير حقيقي في الدبلوماسية المصري تجاه القضية الفلسطينية بعد الثورة أم أن التصريحات فقط هي التي تغيرت
دعينا نتحدث عن دور مصري فاعل إيجابي وكبير لإتمام هذه المصالحة ، نحن لا نتحدث عن "ما قبل وما بعد" هذا شأن مصري داخلي، نحن نتحدث عن دور مصري إيجابي في المصالحة منذ أن بدأ الحوار إلى هذه المرحلة ومنذ الجلسة الأولى للحوار إلى هذه الجلسة الختامية كان هذا الدور فاعل ومقدر من الأطراف التي ساهمت في هذا الحوار.

 

ماذا عن معبر رفح؟
**تحدثنا مع الإخوة في القاهرة حول معبر رفح وهناك وعود بأن يتم تغيير كبير في الأداء ونحن ننتظر هذا الوعد ولكنا ثقة بأن مصر ستفي بما وعدت

 

 

ما هي الآلية التي تم الاتفاق عليها لإعادة تشغيل المعبر ؟بمعنى آخر هل سيتم فتحه وفق اتفاقية المعابر لعام 2005 التي كانت تشترط وجود رقابة أوروبية؟
الاتفاق على الرقابة الأوروبية كان اتفاقا فلسطينيا أوروبيا مصر لم نكن طرفا فيه حديثنا كان عن فتح المعبر من الطرف المصري وليس الطرف الفلسطيني وهو ما يهمنا بكل تأكيد أما الأداء على الطرف الفلسطيني الآن فسوف يكون أحد مهام الحكومة جديدة، فهي من تقرره ، أما بالنسبة للآلية التي سيتم إتباعها لفتح معبر رفح فقد وعدنا الإخوة المصريين بالسماح لأعداد أكبر ونوعيات أكثر بدخول الأراضي المصرية وهذا ما نأمل بتنفيذه في المستقبل القريب ولكننا لم ندخل في التفاصيل والتغيرات التي ستتم ولكن وعدنا أنها ستكون تطورات إيجابية.

 

بمناسبة الحديث عن فتح المعبر وكسر الحصار ، ماذا عن أسطول الحرية 2، ترددت أنباء عن تأجيله بسبب خوف المتضامنين بعد مقتل الناشط الإيطالي؟
لا نعتقد ذلك ، ما حدث كان بفعل مجموعة خارجة عن القانون وخارجة عن عادات وثقافة الشعب الفلسطيني ، هناك أساطيل وهناك عشرات السفن وآلاف المتضامنين وصلوا إلى قطاع غزة وغادروه بسلام، ونحن قادرون على حفظ الأمن فقد كان هناك سرعة في التوصل للخاطفين واعتقالهم، ولذلك أؤكد أن هذا حدث استثنائي ، ونحن على تواصل دائم مع المتضامنين الذين يؤكدون لنا أن هذا الحدث لن يؤثر على موقفهم الداعم لقضيتنا سواء من خلال الأسطول أو غيره.

 

عودة إلى المصالحة، في رأيكم ما تأثير المصالحة على إعلان قيام الدولة الذي يفترض أن يتم في سبتمبر المقبل، وهل تراه إعلان ممكن، أيضا ما مدى تأثيره على القضية الفلسطينية ككل؟
هذان الموضوعان منفصلان تماما لا علاقة لأحدهما بالآخر، موضوع إعلان الدولة حتى الآن لم يعرض علينا ولم يناقش، وسيجري نقاشه بشكل موسع في القيادة المشتركة التي تم التوافق على تشكيلها، وهي التي ستقرر في النهاية ما الذي سيحقق مصلحة الشعب الفلسطيني،وبالأكيد لن يُقبِل أي فريق على اتخاذ قرار منفرد كما أنني أؤكد أننا لن نترك مجالا لأي قضية ما مستقبلية أن تسبب خلافا يصل بيننا لدرجة الانقسام، وهانحن مقبلون على مصالحة بنوايا صالحة لتكون مصالحة مستمرة.

 

لكن هناك حديث عن انتفاضة ثالثة ستندلع إذا لم يتم إعلان الدولة في هذا التاريخ ؟
موضوع الانتفاضة هو شأن فلسطيني يقره الشعب الفلسطيني بظروف وآليات معينة ونحن أصلا في حالة مواجهة مستمرة مع الاحتلال ونعتبر أنفسنا في حالة انتفاضة مستمرة منذ الانتفاضة الأولى إلى يومنا الحاضر ضد الاحتلال الصهيوني.

 

صرح نتنياهو بأن على فتح أن تختار إما المصالحة أو المفاوضات ، ما تعليقكم؟
نتنياهو يعمل كل ما بوسعه لتحطيم الجبهة الفلسطينية الداخلية وتحطيم مقدرات الشعب الفلسطيني واستمرار الانقسام، ما حدث خيب آمال نتنياهو وهو الآن يتخبط في سياساته وبالتالي الشعب الفلسطيني بشقيه اختار المصالحة ونأمل ألا يثني شعبنا عن هذا الخيار شيء.

 

تعالت الدعوات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لانتفاضة فلسطينية ثالثة تتزامن مع 15 مايو وهو ذكرى إعلان دولة الكيان الصهيوني ، كيف ترون إمكانية الاستجابة لهذه الدعوة؟
كما قلت الشعب الفلسطيني هو من يقرر متى ينتفض بنفسه وبالآلية التي يراها ربما تكون هذه الدعوات واقعية وربما لا، ولنترك للأيام القادمة أن تجيبنا حول هذا الموضوع.