أنت هنا

23 جمادى الأول 1432
المسلم ـ خاص

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر ـ المشرف العام على ديوان المسلم ـ أن مظاهرات يوم الجمعة الماضي التي شملت معظم أنحاء سورية قد كشفت  عن أن ظلم الطائفة النصيرية  للمسلمين في سورية والذي طال أمده أكثر 45 سنة لا يزال على نفس وتيرته القمعية، منتقدًا موقف الغرب الصامت إزاء ما يجري في سورية.

 

وأوضح الشيخ العمرأن "هذا  نظام نصيري باطني يعد أقوى حلفائه  هم اليهود والرافضة" مبررًا سكوت الغرب عن المجازر هناك بعلاقة سورية القوية بالصهاينة وبإيران من جهة أخرى، ثم علاقة إيران باليهود وأمريكا ، وعلاقة إيران بسوريا وحزب الله، وأكد ان هذا كله هو لحماية اليهود وحماية مصالح الغرب وتتطويق الخليج وخصوصا المملكة العربية السعودية.

 

وأشار د. العمر إلى ما ورد في مقال كتبه أحد الكتاب المحسوبين من اهل الخير بعنوان "سذاجة التحليل العقدي" قبل فترة طويلة، لافتًا  إلى أن التفكير بهذه الطريقة هي السذاجة بعينها، وذلك لأن قوى الكفر الآن هم يدير المعركة،  تحت دوافع الدين والعقيدة  وإن اتخذت لافتات أخرى، والذي يريد ان يبعد المعركة عن هويتها الحقيقية مخطيء، بل المدار الحقيقي لكل ما يحدث عقدي.

 

وأضاف الشيخ في درس شرح منار السبيل يوم الأحد بجامع الراجحي بمدينة الرياض أن "ما تقوم به إيران داخليًا وخارجيًا، وما يقوم به هذا النظام النصيري في سوريا بقتل أهل السنة  هو حرب عقدية" مستشهدًا بقوله تعالى " وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا " وتابع د. العمر "لاحظوا كيف يتعامل الغرب عقديًا مع العبيديين في ليبيا"

وقال فضيلته : "الغرب يتعامل بمنطلق عقدي ويفرق بين أهل السنة وغيرهم،  ولا يتعامل معهم كما يتعامل مع غيرهم"، وهو يدرك أنهم هم العقبة أمامه، "فمن الذي يقف وراء الجهاد في العراق وفلسطين؟ انهم اهل السنة"

وعلى الصعيد ذاته في تعامل الغرب من المسلمين من منطلق عقدي، أشار د. العمر إلى أن"الغرب لديه مراكز بحث ويعلم ان العقيدة هي المحركة للشعوب لذا يتعامل هو أيضًا عقديًا حتى مع بعض المسلمين من الصوفية، لأن بعض الصوفية يدربون أبناءهم على التعامل  الغرب، والعمالة والسكوت والخذلان لأهلهم ، فهم يتعاملون مع الصوفية كبديل لأنه معروف أن بعض اصحاب البدع قد لا يكونون مقبولين في بعض البلاد فقد لا  تقبل بعض الشعوب المسلمة  الرافضة أو النصيريين لكن قد  تقبل الصوفية"

واستدرك فضيلته  قائلاً إن "الصوفية درجات حتى لا نعمم الحكم (على عموم الصوفية ففيهم من لا يقبل التعامل مع الغرب أو السكوت عن جرائمه)، لكن غلاة الصوفية يربون أتباعهم على البعد عن هذه القضايا ، وعن الجهاد في سبيل الله جل وعلا وعن مقاومة العدو، وهذا ما يريده العدو"

 

كما سأل د. العمر الله سبحانه وتعالى ان يثبت إخواننا في سورية التي فتح نظامها الباب للتشيع واسعا، داعيًا الشعب السورية بأن لا يرفعوا رايات  غير شرعية، لكن يطلبوا رفع الظلم الذي يشاركهم في طلب رفعه العالم كله، دون رفع راية إسلامية أيضًا، فليس من الحكمة أن يجيشوا العدو ضدهم.

 

 

وتطرق د. العمر إلى تأثير ما يجري في الدول المحيطة بالمملكة على الوضع الداخلي، مستفتحًا بقوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ " وأيضًا في سورة القصص " أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "
وأوضح د. العمر أن الموقف من هذا الطوق يكمن في معنى الآية: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ"، مشيرًا إلى أنه يخشى من أن تسلط العقوبة علينا بسبب  بعض الممارسات غير الشرعية كالتي تحدث في  مهرجان الجنادرية وفي قطاع التربية والتعليم ،وأيضًا الفساد الذي يجري في المعارض وغيرها
وذكر المشرف العام على موقع "المسلم" بأحداث غزوة أحد حيث انتصر جيش المسلمين بادئ الأمر، لكن جزءا من الرماة خالفوا أمر النبي فهزموا كما أوضح رب العزة في قوله تعالى " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "، واستشهد أيضاً بقوله تعالى: " وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً"، مستنكراً المخالفة الصريحة لأمر الله، حين يلتقي كبار مسؤولين بالطلاب والطالبات وجها لوجه،
ثم ذكر " وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ "، موضحًا  أنه مجرد الصلاح لا يكفي، إذا وجد الإصلاح، لأن السكوت على المنكرات لا يعفي من العقوبة، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش "أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه فزعاً وهو يقول : " لا إله إلا الله . ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا – وحلق بين إصبعيه السبابة والإبهام – " فقالت له زينب رضي الله عنها : يارسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث "، كذلك الآية الكريمة في سورة الأعراف "فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ"

وأوضح الشيخ: "فقد تنصح قد تعظ قد تحاول ولا يلتفت لك أحد، فكن من الذين يتأهبون لركوب سفينة النجاة"، فالقرآن واضح لمن يتدبره، يقول الله تعالى: "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ"

وحث د. العمر على عدم الاستسلام لليأس "والرجوع للعلماء الذين تخصصوا بالاحتساب فلا بد أن نستمر بالاحتساب سواء من خلال هيئات أو غيرها مع الانضباط بالضوابط الشرعية دون الاندفاع، فلا تنهي عن منكر يسبب لك منكرا أكبر"

وتابع "عن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، لو وجدت مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. قال: كلا والذي بعثك بالحق، إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور ، وأنا أغير منه والله أغير مني".