هل قتلت مخابرات الاردن فيكتور؟
16 جمادى الأول 1432
حمزة إسماعيل أبو شنب

لا يمكن عزل قضية مقتل الصحفي الإيطالي فجر الجمعة في غزة عن الأحداث الجارية على الساحة الأردنية بأي شكل من الأشكال فهناك قاسم مشترك يربط بين القضيتان ، يتجلى في طريقة تعامل الحكومة الأردنية مع السلفية الجهادية داخليا وخارجيا .
حاليا تشهد الساحة الأردنية حراكا سياسيا يطالب بالإصلاح السياسي كما يحدث في بقية الدول العربية ، هذا الحراك يشارك فيه الإخوان المسلمين والسلفية الجهادية ، وقد كانت آخر فعالياته تجمع السلفية الجهادية في مدينة الزرقاء وما تبع ذلك من قمع الحكومة لهذه الفعالية ، كما قمعت المظاهرات التي دعا إليها الإخوان المسلمون من قبل حيث اتهمهم النظام بأنهم إرهابيون.

 

لقد حاول الأردن أن يدير صارع الثورات الداخلية بطريقة مختلفة عما قامت وتقوم به الأنظمة العربية الأخرى ، فكانت جريمة قتل الصحفي الإيطالي في غزة بطريقة بشعة على يد مجموعة سلفية مغرر بها ، لتحمل معها إشارات سرعان ما استفادت منها الحكومة الأردنية ، الإشارة الأولى هو أن السلفية الجهادية تنظيم إرهابي وهذا ما أعلن عنه صراحة نائب وزير الداخلية الأردني ، والإشارة الثانية هي أن الإخوان المسلمين في قطاع غزة هم رعاة الإرهاب بدليل رعايتهم لهؤلاء المجرمين ، الذين كان من بينهم مواطنا أردنيا ، وبذلك يكون النظام الأردني قد وجه ضربات لعدة أطراف في آن واحد ، وهذه الأطراف هي السلفية الجهادية في الأردن وهي أن حال هذا التيار لا يختلف كثيرا عن حاله في غزة الذي يقوم بقتل الأبرياء ، والطرف الثاني الذي تلقى الضربة هم الإخوان المسلمون في الأردن ، حيث أنهم أيضا لا يختلفون كثيرا عن إخوانهم في غزة الذين يرعون الجماعات الإرهابية المتشددة ، ومن ثم فإن حركة حماس التي يعاملها النظام الأردني كعدو استراتيجي هي أكثر المتضررين من هذه اللعبة الوقحة.

 

لقد أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن وجود متهم أردني في قضية مقتل الصحفي فيكتور ، وأن التعليمات صدرت للمجموعة الخاطفة عبر الأنترنت ، وقد صار معروفا منذ مدة طويلة أن هؤلاء النفر يتلقون الأفكار المسمومة والتعليمات والفتاوى عبر الانترنت ، من "علماء ومشايخ" يبدو يعملون تحت غطاء المخابرات الأردنية ، والذي لا يخفي عن الجميع دورها في ملاحقة السلفية الجهادية في أفغانستان وباكستان والعراق ، من خلال تجنيد أشخاص لاختراق التنظيمات الجهادية ، ولعل الشهيد الطبيب همام خليل البلوي منفذ العملية الشهيرة التي أوجعت المخابرات الأمريكية والأردنية في أفغانستان قد كشف لنا الكثير عن دور المخابرات الأردنية في ملاحقة التنظيمات الإسلامية.

 

خلاصة القول هو أن السلفية الجهادية تنظيم غير موجود فعليا على الساحة الفلسطينية ولا في قطاع غزة بالذات ، ومن المفيد هنا أن نقول إن الشهيد عبد الله عزام الذي يحظى باحترام عناصر السلفية الجهادية ، كان يعتبر حركة حماس هي الذراع الضارب للأمة الإسلامية والحركة الإسلامية في فلسطين ، ولم يسع يوما لإيجاد بديل لها لقناعته بحسن إدراتها للصراع.  

وستثبت الأيام بأن من يقف وراء هذا العمل الإجرامي هي المخابرات الأردنية سواء كانت أهدافها لصالح الحكومية الأردنية أم لصالح أطراف أخرى تتفق معها في العداء لحركة حماس في قطاع غزة ، وتهدف لإفشال أسطول الحرية 2 بطرق غير تقليدية.