الداخلية المصرية على فيسبوك لتحسين صورتها
12 ربيع الأول 1432
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

"فقط أردنا أن نقول للشعب المصري: لا تنسوا أننا منكم.. أولادكم-إخوانكم- آباؤكم- أخوالكم- أعمامكم- جيرانكم- أصحابكم. ووالله نحبكم ونخاف عليكم. نعلم أن هناك فاسدين، ولكن نتوسل إليكم.. تذكروا أن الفاسدين في كل مجال".

 

هذه الرسالة هي أول ما تجده عندما تدخل إلى صفحة وزارة الداخلية المصرية على موقع "فيسبوك" الاجتماعي. فالوزارة استحدثت تلك الصفحة للتواصل مع الشعب المصري بعد المواجهات الأخيرة بين الشرطة في طول البلاد وعرضها خلال ثورة 25 يناير.

 

الوزارة أنشأت هذه الصفحة في محاولة لتحسين صورتها أمام الشعب وجسر الفجوة بينهم واستعادة الثقة المفقودة بسبب ممارسات الشرطة القمعية وغير الدستورية بحق المواطنين.

 

وعلى صدر صفحة الفيسبوك تقول الوزارة: "عدنا بالرغم من أننا لم نذهب.. عدنا مرة أخرى ولكن تحت شعار: نحن نحميكم.. نحن نخدمكم".

 

وتعرض الصفحة عددا من المقاطع المصورة لضباط الشرطة ممن اعتبرته "نماذج مشرفة". وأشاد أحد المقاطع بالضباط معتبرا أن الضباط الـ 390 الذين قتلوا خلال فترة الاحتجاجات هم من الشهداء.

 

وتعرض الصفحة صورا لضباط الشرقة الذين سقطوا في الاحتجاجات جنبا إلى جنب مع المحتجين الذين سقطوا برصاص الشرطة، وتقول إن كلهم من الشهداء.

 

ورفض بعض زوار الصفحة اعتبار القتلى في صفوف الشرطة شهداء، وفي أحد التعليقات على قال المستخدمين: "يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته"، وقال آخر: "مع كامل احترامي، الشهداء هما المتظاهرين، أما الشرطة فياليتك تقول قتلى، حتى يبقى التعبير واضح ودقيق".

 

وتشدد الوزارة في صفحتها على أن ضباط الشرطة لم يهربوا ويتركوا مواقعهم خلال أحداث الانتفاضة الشعبية، وهو خلاف ما يشير إليه المحتجون وتؤكده الوقائع.

 

وانسحبت الشرطة من كافة شوارع العاصمة والمحافظات يوم 28 يناير بعد مظاهرات مليونية جابت القاهرة، ما أدى إلى حالة من الفوضى خاصة بعد أن أطلق عدد من الضباط سراح السجناء. وانتشرت حالات السلب والنهب الجماعي، أعلن حظر التجول ونزلت قوات الجيش إلى الشوارع.

 

وإلى الآن مازالت تكال الاتهامات إلى وزارة الداخلية ووزيرها آنذاك اللواء حبيب العادلي الذي أقاله الرئيس مبارك وحمله مسؤولية الفوضى الأمنية. لكن العادلي بدوره قال إنه لم يتخذ هذا القرار وأن تلك القرارات تكون "أوامرا عليا"، في إشارة إلى مسؤولية الرئيس مبارك.

 

لكن على صفحتها على فيسبوك تؤكد الوزارة أن ضباطها لم يهربوا ويتركوا الشوارع، زاعمة أن وجود قتلى في صفوف الشرطة يشير إلى دورهم في مواجهة المخربين. لكن المحتجين يؤكدون أن الشرطة هي من صوب السلاح في وجه المتظاهرين السلميين ما أدى إلى سقوط نحو 300 قتيل منهم.

 

وقال محررو الصفحة إن أحد الزوار قال إن له ثأر عند الشرطة، لكنه أعلن أنه يسامح فيه، معتبرا أن كل مكان به الصالح والطالح، وداعيا الله أن يعينهم على إعادة الأمن للبلاد.