أنت هنا

بيان جبهة علماء الأزهر
5 ربيع الأول 1432

قاتلوهم يعذبهم الله بأيدكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين

 
ورد إلينا من الشباب المرابط  يسألون عن حكم الشرع فيمن قبض عليه من ضباط أمن الدولة الذين خانوا الله ورسوله وخانوا الأمة وخانوا المؤمنين مع غيرهم من المجرمين، خَدَمة الشيطان وأعوان المزورين الذين روّعوا المجاهدين وذرا ريهم ونحن نقول :

 

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يار سول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: " فلا تعطه مالك" قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال: " قاتله" قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: " فأنت شهيد" قال: أرأيت إن قتلته؟ قال :" هو في النار". مسلم كتاب الإيمان باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه، وإن قتل كان في النار، وأن من قتل دون ماله فهو شهيد. 1/443

 

وإن هؤلاء المجرمين جاءوا ليعينوا  من سرق الأمة ونهب الدولة وأهان الملة وعليه فإن جريمتهم هي جرائم في حق أمة منهوبة وسلطة مغصوبة وكرامة مضيعة، ومع حرصنا على صيانة الدماء لأن صيانة الدم من أعظم مقاصد شريعتنا لكن ينازعنا هنا ضرورة درء المفسدة العظمى بمفسدة صغرى، وإن من المفاسد الصغرى إلى أن يقول القضاء بعد انتظام أمور الدولة فيهم كلمته أنه لا مانع شرعا من تشويه معالم المجرمين هؤلاء بما يجعلهم سلفا ومثلا للآخرين.

 

يقول جل جلاله "فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون" الأنفال57

 

وإذا كان الله رب العالمين نهى المسلمين عن أن تأخذهم رأفة بالزناة فلأن لا تأخذنا رأفة بأعوان صهيون وإن كانوا من بني جلدتنا أولى "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم"، لقد تترس اليهود بهم فعاملوهم المعاملة اللائقة بهم قياما بحق الله عليكم فأنتم الآن مع قادتكم في الميدان قد جعل الله إليكم أمانة القيادة لهذه الأمة الآن، إن هؤلاء المجرمين استحقوا في جرائمهم أكثر من عقوبة أقلها عقوبة الحرابة، وقد قال تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب عظيم* إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم" المائدة 33،34 ،حفظ الله مصرنا وشبابنا لدينه وعباده.

 

صدر عن جبهة علماء الأزهر في 28 صفر 1432هـ ، 1 فبراير 2011