العودة للحديث عن انفصال الجنوب
5 صفر 1432
د. محمد العبدة

يقول الشيخ رشيد رضا رحمه الله " لوأن المسلمين بذلوا من العناية لإعادة الخلافة إلى نصابها عشر مابذلت فرق الباطنية لإفسادها لعادت أقوى مما كانت وسادوا بها الدنيا " تذكرت هذا الكلام عندما رأيت المرشح السابق للرئاسة الأمريكية ( جون كيري ) ومايبذله في سبيل انفصال السودان ومايبذله ايضا الممثل الأمريكي ( جورج كلوني ) لمساعدة الجنوبيين على الإنفصال ، لماذا هذا الحرص الشديد من قبل أمريكا خاصة والغرب عامة على تفتيت هذا البلد الكبير ، ويلتقي على ذلك السياسي والفنان ؟ قد يكون الجواب معروفا ، وهو حرص الغرب على إضعاف العالم العربي والعالم الإسلامي وقد بدأ بتقسيم بلاد الشام ( اتفاقية سايكس – بيكو ) والعراق شبه مقسم والآن جاء دور السودان ، وهناك ضغوط من بعض الدول الغربية واستغلال لمسألة الأقباط في مصر ، مع أنه ليس هناك مسألة ولا اضطهاد كما يزعمون .

 

هل نكتفي بهذه المعرفة وننكر ماهو متوقع وهو الإنفصال أم يجب أن ندين الحكومة التي لم تعد للأمر عدته ولم تعمل على تفادي هذا المشروع الذي يشجعه الغرب ، مما ألجأ حكومة السودان لأن تتنازل عن حصتها من البترول ليبقى السودان موحدا جاء ذلك على لسان الرئيس عمر البشير ، ومما جاء على لسانه أيضا تهديده بأنه إذا انفصل الجنوب فسوف يطبق الشريعة في الشمال ، فهل تطبيق الشريعة متوقف على انفصال الجنوب ؟ هذا الخطاب وهذا الضعف هو الذي أدى الى الإنفصال ، ومع ذلك فلسنا مع دعوة الترابي الى إسقاط حكومة البشير ، لأن البديل حكومة خليط من أحزاب علمانية تعادي الدعوة الإسلامية ، والترابي أحد الأسباب الرئيسية لما حصل في السودان ( وقد كتبت في مقال سابق عن هذا الأمر )

 

هل تستفيد حكومة السودان من هذه التجارب المريرة ، سواء مشكلة الجنوب أومشكلة دارفور وتكون شجاعة في طرح أهدافها وتجعل الفرد يشعر بالإنتماء الى هذا البلد الإسلامي .

 

2- حادثة الإسكندرية

كتب الكثير عن هذه الحادثة المؤسفة وأعني تفجير الكنيسة ،ولاأريد أن أزيد على ماكتبه أفاضل مثل الأستاذ جمال سلطان وفضيلة الشيخ ناصر العمر والكاتب الصحفي النابه أمير سعيد ، ولكن أريد التنبيه الى نقطتين : أولا – لاأحب أن يقع المسلمون الذين يفقهون الإسلام تحت ضغط الواقع وتصبح لهجتهم لهجة اعتذارية دفاعية مع أنهم يشجبون هذا العمل ويعلمون أن هذا التصرف ليس من طبيعة الإسلام ولاأحد من المسلمين يؤيد مثل هذه الجريمة . ثانيا- إن هذه الحادثة هي أكبر من أن تكون للتفرقة أو زرع الأحقاد ( وإن كان هذا من أهدافها ) ولكنها جزء من المؤامرة الكبرى للتفتيت والتقسيم والدولة التي تستغل من يفجر الكنائس في العراق هي التي تسخر الفئة نفسها لتعمل في مصر

 

3- مايحدث في تونس والجزائر

شئ مضحك ومؤسف أن تلجأ هذه الدول الى خفض أسعار المواد الغذائية لإرضاء الجماهير الغاضبة ، وكأنهم لم يسمعوا بالقول المأثور ( ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان ) صحيح هناك بطالة وفقر ولكن الحرية أهم من الغذاء وإشباع البطون ،ومن خلال الحرية سيعرف من الذي يحتكر المواد الغذائية ومن الذي ينهب خيرات البلد ، وأين تذهب المليارات من ثمن النفط والغاز .

 

 

نقلاً عن "المصريون"