مغارة (المنطقة الخضراء) والأربعون وزيراً
16 محرم 1432
إسماعيل البجراوي

...المسار الذي اختطه الاحتلال منذ الأيام الأولى لمجيئه على ظهور عملائه وأعوانه إلى ارض الرافدين غازيا مغتصبا مهلكا للحرث والنسل،
 يتجدد اليوم في نكهة درامية عبر تعثر مصطنع ومتفق عليه مسبقا لتشكيل( حكومة احتلال خامسة) ليضفي بذلك عليها (شرعية مصطنعة) بغية إيهام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي من أن هناك عملية سياسية حقيقية تسير وفق استحقاقات انتخابية نابعة من ديمقراطية شفافة!!

 

المهم خرج علينا (المالكي) بالأمس القريب من على شاشة فضائيتهم الحكومية المدعية (العراقية)  وهي بعيدة كل البعد عن هذا المعنى، وهو كما هو معروف زعيم دولة (فقء القانون) في حكومة الاحتلال الرابعة منتهية الصلاحية محتضنا وزراءه القدماء ذوي الارجل المرتجفة  من ان يقال لهم( خلصت المهمة)...، وزعيم حكومة (علي بابا والاربعين وزيراً) في الحكومة الجديدة  (حكومة الاحتلال الخامسة إلمتعثرة) كما اسلفنا، وكي  لاتاخذكم نوبة من الضحك على هؤلاء الذين سموا أنفسهم سياسيي العهد الجديد، عندما شبهت حكومتهم (الخامسة) والتي بالتاكيد ستقطن المنطقة المسماة (خضراء) بـ(علي بابا والاربعين وزيراً) فلي مقصد في ذلك!.

 

 

المحتلون الامريكان ومنذ ان وطئت اقدامهم ارض الرافدين الطاهرة، كانوا ينعتون العراقيين بـ(علي بابا) حتى في نقاط تفتيشهم، ظلوا يرددون هذه المفردة، والعراقيون يستغربون من هذه المقولة، حتى استساغها الاطفال العراقيون، لأنهم ربطوها بمسلسل (السندباد) الكارتوني، وكأنها مقصودة من قبل الامريكان، ليرسخوها في كيان الطفولة العراقية منذ 2003 .

 

 

والان وبعد مضي اكثر من سبع سنوات من عمر الاحتلال، اندثرت هذه المفردة الا ان الايحاء الذي اوجدته في نفس الطفل العراقي الذي اصبح اليوم (مراهقاً) لم يندثر و(مغارة علي بابا) هي نفسها، المنطقة المسماة(خضراء) والتي فيها اكبر سفارة لإدارة الاحتلال الامريكي في العالم ، اما الأربعون حرامياً، فهاهم اليوم نجدهم في التشكيل الحكومي الجديد بـ(اربعين وزارة).. (لاتحل ولاتربط) كما يقول العراقيون، بل الادهى ان بعض الوزراء القدامى سيجدد لهم(العقد) للقيام بأدوار(هوليودية) جديدة، ومنهم(الشهرستاني) عراب (جولة التراخيص) لسرقة نفط العراق جهارا نهارا،(والهوش_زيباري) الذي حول الخارجية العراقية الى(زريبة) ترتع فيها مخابرات دول لاتريد الخير للعراق، وقد نسمع اسماء جديدة تعزف على لحن (التكنو قراط) وهي اكذوبة سمجة، لأنه وكما سمعنا من وسائل الاعلام ان(علي بابا) القرن الحادي والعشرين عفوا..(المالكي) عفا عن المزورين للشهادات العلمية في مختلف الاختصاصات وسوف يقوم باعطائهم وسام(النزاهة) من الدرجة الاولى بالتنسيق مع منظمة الشفافية الدولية التي صنفت العراق من ضمن الدول الاكثر فسادا في العالم، لانهم وببساطة رفقاء درب (النضال السري) في (بسطيات) السيدة زينب في دمشق!!.

 

 

ولعلي أستأنس بمقولة السياسي المعروف (حسن العلوي) الذي اعجبت بثقافته في فترة من الفترات، الا انه خذلني عندما انساق وراء المطامع الدنيوية الفانية ودخل المعترك السياسي الحالي في العراق في الانتخابات الاخيرة  والتي لايصح الا ان تنعت بـ(مهزلة المهازل)، وهو الذي نظرّ وقال كثيراً من الاقاويل عن هؤلاء الذين جاؤوا مع الاحتلال ، وكيف انهم لم يفقهوا شيئا في السياسة، الا ان جرم المحتل ودس دولة اقليمية مجاورة جعلهم يعتلون سدة الحكم في العراق.

 

حيث قال (العلوي): ان (المالكي) جاء معه في السيارة نفسها من (دمشق) ابان احتلال العراق، عندما وجهت الدعاوى للمعارضة من قبل المحتل الامريكي- المتفق معها مسبقا- في مؤتمرات(لندن واربيل وصلاح الدين والناصرية) لتستلم العراق المدمر فتزيده تدميرا وتقسيما، وفق المنهج المقرر من قبل (قوى الظلام) في تلك المؤتمرات، وهذا الأخير يقول لـ(العلوي): انه، سيعود لعله يحظى بمنصب رئيس المجلس البلدي في (طويريج) وهذا أقصى ما تمناه في تلك اللحظة!!

 

واليوم هو يا(علوي) سيكون رئيس حكومة الاحتلال الخامسة، وبلا منازع، وستكون أنت في برلمان( لايقدم ولا يؤخر)، فيالها من مفارقة، ليست بالغريبة ولا العجيبة، على من رفضوا الاحتلال ومشاريعه، لأننا نعرف أن هذا هو ديدن كل محتل وكل عميل، والمحتل دائما يبحث عن الأكثر خسة ليسنمه رقاب العباد ومفاتيح البلاد.