منتدى خديجة بنت خويلد واتساع دائرة الرفض
8 محرم 1432
تقرير إخباري ـ محمد لافي

لا تزال أصداء منتدى خديجة بنت خويلد الذي عقد مؤخراً في جدة تحت عنوان "واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية وما صاحبها من أجواء خيم عليها السفور والتبرج والاختلاط ودعاوى بتطبيع هذه السلوكيات وإعطائها الصبغة الشرعية لا تزال هذه الأصداء توسع دائرة الرفض لمثل هذه المنتديات من قبل كبار العلماء والوجهاء وعلماء الصحوة والكتاب الإصلاحيين, وترفع الأصوات والنداءات المستنكرة لأهداف هذا المنتدى وتوصياته والمحذرة من مساعيه التغريبية والمنزهة لأم المؤمنين رضي الله عنها من مزاعم التأسي بنهجها أو حتى التسمي باسمها والمناشدة لولاة الأمر بالتدخل لإخماد هذه الفتنة والدفاع عن حياض الدين والفضيلة.

 

 

عضو هيئة كبار العلماء :
وكان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة والرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى فضيلة الشيخ صالح اللحيدان من أبرز المستنكرين للمنتدى حيث قال "إن ما حدث في منتدى خديجة بنت خويلد في جدة هو في حد ذاته إساءة إلى خديجة - رضي الله عنها - زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم  ولو كانت موجودة ما رضيت بهذا".
ووصف الشيخ ما جاء على لسان مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة احمد قاسم الغامدي والشيخ صالح كامل رئيس الغرفة التجارية في جدة، حول الاختلاط وقيادة المرأة السعودية للسيارة في المنتدى  بأنه منكر وعمل قبيح وسيئ, وقال " إن ما قال به الشيخ صالح كامل يمثل جرأة في القول على شرع الله, مع عدم الأهلية في ذلك, لكن لا أعتقد أن الجهات المسؤولة تترك هذا الأمر". وأضاف " ومن الأقبح أيضاً ما قيل على لسان موظف الهيئة بمكة المكرمة عما يتعلق بالاختلاط وكشف الوجه, وغير ذلك, وهو ما يؤسف له".
وأضاف الشيخ اللحيدان: "أرجو من الجهات المسؤولة, أن لا تترك مثل هذا الشيء, الذي يعد مخالفة لما صدر من ولي الأمر وما نص عليه الأمر الملكي بأن لا يفتي إلا من هو مؤهل للفتيا.
وقد جاء ذلك في سؤال عن رأي فضيلته فيما حدث في منتدى المرأة بمركز خديجة بنت خويلد بجدة, من اختلاط ودعوة لقيادة المرأة للسيارة بدعوى أن خديجة - رضي الله عنها - كانت عندها تجارة؟".

 

 

الشيخ البراك
أما العلامة الكبير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك فقد هاجم المنتدى ووصفه بأنه خطوة من خطوات الشيطان لما يجري فيه من المخالفات الشرعية ولما أقيم من الأساس على مخالفة للشريعة وقال" نحن منكرون لهذا المنتدى ولما جرى فيه من المخالفات من الاختلاط بين الرجال والنساء مع السفور، والتبرج الفاضح. فهو يأمر بالفحشاء والمنكر حيث أن من أهم مهماته هو تغيير سلوك المرأة المسلمة في هذا البلد المبارك:
 وأضاف فضيلته " لقد أسموه زورا مركز" خديجة بنت خويلد " واللائق بأهله أن يسموه “مركز هدى شعراوي” حتى يكونوا صادقين، أما أن يسموه باسم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد فهذا من الزور والتضليل "
واعتبر فضيلته المنتدى قفزة في تغريب الأمة يسعى إلى تحويل حال البلد ولا سيما المرأة لتكون كالمرأة الغربية, حيث أن التغريب هو العمل على أن تكون حياة هذا المجتمع وطبيعته؛ تطابق الحياة الغربية، حياة الأمم الكافرة اليهودية والنصرانية.
وأكد الشيخ البراك أن استباحة المحرمات المعروفة القطعية؛ كالنظر الحرام، والتبرج الحرام، والخلوة بالمرأة الأجنبية، وكذلك إنكار شريعة المَحْرم للمرأة: أن ذلك نوع من أنواع الكفر بلا مداراة.
ودعا فضيلته ولاة الأمر أن يتخذوا إجراءً حكيما في قفل باب التغريب والعمل على حماية ما في هذا البلد من الخير وصيانة بنات المسلمين.
 

 

 

الشيخ ناصر العمر
واستنكر فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم نسبة هذا المنتدى لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها نظراً للممارسات غير الشرعية التي رافقته، وما نسب إليه من اتفاقات مع جهات غربية وقال "خديجة بنت خويلد رضي الله عنها  بريئة من هذا المنتدى وحاشاها أن ترضى بهذا. باسمها يستغلونها بالتبرج والسفور والكذب باسم أنها تتاجر" مؤكداً فضيلته أن المرأة لم تمنع من ممارسة التجارة، وقد كانت كثير من أمهات المؤمنين تاجرات. واستدل بإحصاءات جاءت على لسان رئيس الغرفة التجارية بالرياض أكد فيها أن أرصدة النساء  بالبنوك المحلية تفوق أرصدة الرجال ولكن بضوابط تحكم عمل المرأة بالتجارة كأن يكون لها وكيل، أو أن لا تحامي عن نفسها، لكن المنافقين يريدون أن يكسروا كل تلك الضوابط باسم خديجة رضي الله عنها زورًا وبهتانًا.
وأعرب الدكتور ناصر عن دهشته من السرعة التي تجاوب بها بعض المسؤولين مع توصيات المنتدى وإبدائهم الاستعداد لتنفيذ تلك التوصيات التي “صدرت عن منتدى غير رسمي قبل أن يجف الحبر من على الورق”.

 

 

بيان علماء السعودية :
وفي  بيان أصدره عدد من العلماء والمحامين والأكاديميين ورجال الأعمال بالمملكة العربية السعودية حذر من أهداف منتدى "خديجة بنت خويلد" وتوصياته واستنكر إقامة مثل هذا المنتدى في المملكة معتبراً المنتدى نقلة خطيرة في مسيرة المشروع التغريبي في البلاد السعودية، بل انقلاب حقيقي على القيم والأخلاق، وعلى سيادة الدولة وأنظمتها وهيبتها، وهو يذكر بصنيع هدى شعراوي وصفية زغلول في أرض الكنانة قبل ثلاثةٍ وتسعين عاماً.
وأكد البيان على ضرورة إنصاف المرأة بالصورة التي تتوافق مع فطرتها ويحفظ لها دينها وعفافها وحشمتها، وليس كما يريد التغريبيون من المطالبة بحقوقها المزعومة ظاهرا، وتعريضها للفتنة والانحراف باطناً ولا كما يظهره القائمون على هذا المنتدى من أن المرأة المسلمة في هذه البلاد، لا يمكن أن تتبوأ المنزلة اللائقة بها؛ إلا إذا انقلبت على فطرتها مزاحمةً للرجال محاكية في ذلك نساء الغرب ممن يعشن تعاسةً لا يماثلها تعاسةً، وذلك بشهادة المنصفين من الغربيين رجالاً ونساء،
كما اعتبر البيان المنتدى بعيداً كل البعد عن مصلحة المرأة السعودية وذلك بتهميش الشريحة الأكبر من المثقفات وسيدات الأعمال ممن لا يتبنين المشروع التغريبي، إما بعدم دعوتهن أو بتنفيرهن من الحضور بسبب أجواء الاختلاط والسفور التي خيمت على المنتدى،
 

 

 

عبد الرحمن العشماوي (خديجة بنت خويلد وعمل المرأة )
وحذر الشاعر عبد الرحمن العشماوي من التضليل الواضحٌ في أحاديث من يحاولون الاستدلال على ما يروّجون له من أَفكار ببعض آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعض مواقف السلف من الصحابة فيتجرأون على الاستدلال المقتضب النَّاقص ويقلبون الحقائق ويحملون الأدلة ما لا تحتمل، من ذلك ما يجري على أقلام وألسنة بعض "سيدات" الأعمال من استشهاد بتجارة أُمّنا خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها لتسويغ خوض المرأة المسلمة غمار التجارة دون حدودٍ وضوابط فتظهر الواحدة منهن في صورٍ من التبرَّج والزينة، ثم تبدأ بالحديث عن حرية المرأة المسلمة (المالية) وهنا يبدأ عندها التسويغ للسفور والتبرج والأسفار المتتابعة بغير مَحْرم والاختلاط وحضور المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية في شرق العالم وغربه حضوراً مستقلاً بلا مَحْرم ولا ضابط شرعي إلا عند قلة من سيدات الأعمال تضع نصب عينيها ضوابط الشرع وتحاول تطبيقها.

 

 

ووجه العشماوي نداءً إلى كل امرأة مسلمة تاجرة أو عاملة بقراءة صحيحة دقيقة لسيرة خديجة بنت خويلد التجارية، وأن تقتدي بسيرتها العطرة الكريمة المحتشمة في الجاهلية والإسلام وتجعل ما قامت به أسلوباً متبعاً، يعملن على تطبيقه ونشره والدعوة إليه،
كما وجه دعوة إلى كل رجل مسلم، سواءٌ أكان أباً أم أخاً أم زوجاً، أنْ يقوموا بما أوجب الله عليهم من رعاية نسائهم رعاية نفسية وفكرية وخُلُقية، وألا تبهرهم أباطيل هذا العصر وشبهاته التي تنتشر بصورة مزعجة؛ فيستسلموا لإقحام النساء في مجالات لا تليق بهن انسياقاً لدعاوى باطلة لا سند لها من شرع حكيم أو عقل سليم       
 

 

 


ستار التغريب

ويستنكر الكاتب سلطان بن عثمان البصيري في مقاله (مركز السيدة خديجة وستار التغريب ) اتخاذ خديجة رضي الله عنها أسوة في تجارتها لسيدات الأعمال في المنتدى الذي من أبرز أهدافه أن تتسنّم المرأة المناصب القياديّة في الدولة ، فهل حظيت السيّدة خديجة رضي الله عنها بمنصب في دولة الإسلام ؟!!
ويضيف "ومن يُتابع ما يقوم به المركز لا يُخالجه الشكّ في انه يستهدف فرض التغريب وأن اسمه ستار فحسب ، ولا يُغيّر الستار من حقيقته شيء ، وإلا فما علاقة التجارة وما يتعلّق بها بالمناصب القيادية ؟ ولماذا يوزّع كتيّب حوى صوراً لموظفات المركز وهن كاشفات الوجه ومتزينات ومنهن من أظهرن الشعر، مع العلم بأن من قال بجواز كشف الوجه من أهل العلم لم يقل بجواز الزينة والنمص وإخراج الشعر حاشا لخديجة أن تكون بهذا الفسق" وتساءل " لماذا احتوى المنتدى على حفل غنائي ؟! فهل كانت السيّدة خديجة الطاهرة العفيفة أسوة لهم حقّاً؟

 

 

 
حجة عليكم لا حجة لكم

ووصفت الكاتبة هويدا فواز الفايز منتدى واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية بأنه (غير واقعي! ) في مقالها " عمل السيدة خديجة حجة عليكم لا حجة لكم " لأن القائمين عليه يريدون المرأة أمثال السيدة خديجة بنت خويلد وليس ربة المنزل المحصور دورها في تربية الأطفال وتتساءل إن كان لديهن دليل على أن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ تركت أبناءها وخرجت من بيتها تسعى في تجارتها؟!!! وهل تركت ذرية محمد "صلى الله عليه وسلم" في البيت وخرجت لما هو أهم منهم كما يزعمن أي عملهن بالتجارة وتلميع أسمائهن في بند سيدات الأعمال؟!!! 
 وانتقدت إلغاء المنتدى دور فئة كبيرة من نساء المجتمع في هذه التنمية وحصرها فقط في وظائف يجبرون المرأة المحتاجة من خلالها على الخروج من بيتها ومملكتها والهرولة من أجل وظيفة غير لائقة بها ولا بحجابها وفطرتها وأخلاقها.
كما انتقدت إلغاء دور الأمهات وربات البيوت الذي هو عمل المرأة الأساسي وتساءلت هذا الدور عطّل التنمية ووقف عثرة أمام تطورهم المنشود؟!!
  وتساءلت مستنكرة "أين هؤلاء المؤتمرون من قضية بطالة الشباب والشابات وسعودة الوظائف واستقدام العمالة ؟ أليس في خروج المرأة ـ كما يريدون ـ ازدياد الاحتياج إلى الخادمات أم ستتفتق قريحتهم عن توظيف السعوديات خادمات، ربما من باب (سعودة مهنة الخادمة)! فهل تريدون حل مشكلة ـ زعمتموها ـ أم تريدون إضافة المزيد من الكوارث إلى مجتمعنا؟!!

 

 

قمراء السبيعي
من جهتها، انتقدت الكاتبة والباحثة التربوية  قمراء السبيعي توصيات المنتدى واعتماده على أطروحات فقهية شاذة فيما يتعلق بتولي المرأة للمناصب وسفرها بلا محرم, وقيادة المرأة للسيارة وتوزيع الرسوم التعبيرية التي تسخر من هذا الأمر, وتساءلت عن تجاهل المنتدى لأوضاع أكثر أهمية مثل وضع المرأة المعلقة والمطلقة والأرملة والمرأة التي يسيء لها وليها,  والفتيات اللاتي يعانين من التفكك الأسري. وأبدت دهشتها من تغييب الفئات السابقة عن النقاش رغم عنوان المنتدى الذي يناقش واقعية مشاركة المرأة في التنمية.
كما استنكرت عدم اعتبار المنتدى لعمل المرأة في بيتها لرعاية أولادها رغم أهميته القصوى والتركيز فقط على عملها خارج منزلها في بيئات مختلطة. 
وأشارت إلى تركيز المنتدى على البطالة بين النساء وتجاهل البطالة بين الشباب وهم الأهم لأنهم الكلفون بالإنفاق على الأسرة, كما لفتت إلى تجاهل المخاطر التي يؤدي غليها خروج المرأة للعمل مثل التفكك الأسري وانتشار الجريمة وازدياد معدلات الطلاق, وازدياد الاعتماد على العمالة الأجنبية للقيام بأعمال المنزل.

 

 

وتعجبت من إظهار المرأة السعودية في صورة الراضية بالعمل في بيئات مختلطة والترويج لذلك إعلاميا رغم انها ليست الحقيقة, مشيرة إلى توفير الحكومة لبيئات عمل بعيدة عن الاختلاط ووجود مراسيم تمنع من الاختلاط.
وعن المقترحات التي تراها ناجعة بالنسبة لعمل المرأة خصوصا المحتاجة قالت : إن العمل عن بعد يلبي للمرأة احتياجاتها فيما يتعلق بالخصوصية والتوفيق بين عمل المنزل والعمل الآخر كما يزيد من الإنتاجية, ولفتت إلى دراسة أكدت أن العمل عن بعد يوفر 4 ملايين وظيفة على الأقل وأنه حقق نجاحا كبيرا في عدة دول مثل أمريكا.
وأبدت دهشتها من تجاهل وزارة العمل المشاركة في المؤتمر لهذا المقترح والتركيز على مقترحات أخرى لا تحقق نفس النتيجة.

 

 

وقد جاءت هذه النداءات الرافضة للمنتدى والمحذرة من تبعاته امتداداً لنداءات مبكرة زامنت إقامة المنتدى وأعقبت اختتام فعالياته مباشرة كان على رأسها تصدي الدكتور محمد السعيدي الأستاذ بجامعة أم القرى للمنتدى الذي وصف أوراقه وخطة العمل فيه بالفشل وانتقد تصريحات المشاركين فيه وعلى رأسهم مها فتيحي المسؤولة عن مركز خديجة بنت خويلد.
كذلك انتقاد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء للمنتدى في برنامج تلفزيوني، تم بثه على قناة المجد الفضائية معتبراً أن من تحدث في شؤون المرأة بمنتدى خديجة بنت خويلد "لا يمثلون المرأة السعودية"
وجاء تقرير موقع لجينيات ليؤكد على ضرورة  تطبيق القرار الملكي بقصر الفتوى على اللجنة الدائمة معتبراً أن ما جاء في  المنتدى كحلقة في سياق الهجمة الشرسة من قبل التغريبين ووصفه – أي المنتدى -  بأنه أشبه بدق ناقوس الخطر أمام هذه الهجمة الشرسة على ثوابت الدين تحت ذرائع شتى.

 

 

إلى جانب العديد من التقارير والمقالات الرافضة لفكرة المنتدى والمستنكرة لنهجه التي أوردتها مواقع الإنترنت والمنتديات والشبكات الاجتماعية مثل حملة " أوقفوهن , خديجة منهن براء" على الفيس بوك.
ومما تجدر الإشارة إليه أن منتدى مشابه أقيم في جدة عقب انتهاء منتدى خديجة بأيام حمل طابعاً مشابهاً لمنتدى خديجة بنت خويلد حمل اسم " منتدى الرائدات وسيدات الأعمال" وقد شن موقع "البريد الإسلامي " هجوماً عنيفاً على منتدى الرائدات وسيدات الأعمال ووصف والقائمين عليه بمن يريدون نشر التغريب في المملكة، ويتوقع أن يعقبه انتقادات من الجهات نفسها التي انتقدت مؤتمر "خديجة بنت خويلد" رضي الله عنها.