المصلي المرواني خطوة نحو هدم الأقصى
1 محرم 1432
حمزة إسماعيل أبو شنب

نشرت أسبوعية "يروشاليم " العبرية يوم الجمعة الماضي تصريحاً نقلاً عن قائد لواء القدس في الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" يقول فيه : " إن انهيار المصلي المرواني بات مسألة وقت ، والسؤال الوحيد الآن هو .. متى سيحدث ذلك ؟ وكم سيكون عدد القتلى والجرحى ؟ "

 

هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها "إسرائيل" عن توقعات بحدوث انهيار في المصلى المرواني المجاور للمسجد الأقصى من الجهة الشرقية الجنوبية ، فلقد روج الاحتلال قبل ذلك عام 2000 وعام 2005 بأن المصلى آيل للسقوط ، وأُصدرت بعد ذلك أوامر بمنع المصلين من دخول المصلى بالرغم من قيام الأوقاف الإسلامية ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث بعمل معاينات هندسية بينت أن قواعد المصلى بحالة ممتازة .

 

دولة الاحتلال لم ولن توقف جهودها لطمس الهوية الإسلامية لمدينة القدس والمسجد الأقصى ، من خلال عمليات البناء المستمر في كل مكان من البلدة القديمة ، والمحاولات المستمرة في تهجير السكان العرب لِمَحو الآثار العربية الإسلامية بشكل نهائي ، وترويج أخبار مثل خبر انهيار المصلي المرواني هو خطوة على طريق هدم المسجد الأقصى الذي يتعرض للحفريات المستمرة تحت الأرض ، وكل هذا مقدمة لانتهاكات أكبر بحق الأقصى.

 

تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي  كانت الحرائق تلتهم جبل الكرمل في حيفا ، و الكل مشغول بمتابعة أخبارها ، والمساعدات الدولية والعربية تنهمر على دولة الاحتلال لتقديم العون لها ، في ظل غفلة عربية عما يحدث في القدس والأقصى ، وهذه ليست المرة الأولي التي تستغل فيها دولة الاحتلال الظروف المحيطة بها لتعلن عن مزيد من التهويد في القدس والتهام الأراضي في الضفة الغربية ، في ظل انشغالات تتركنا نلتفت إليها لننسى أن هنالك عملية مستمرة ومتواصلة لهدم المسجد الأقصى .

 

لقد استطاعت "إسرائيل" إشغالنا عن القضية الأساسية وهي قضية الأرض وتهويدها ، وللأسف لقد انساق المواطن بل وإعلام الدول العربية أمام هذه الانشغالات بالقضايا الفرعية ، ولعل التجربة مع المفاوضات خير دليل على ذلك ، حينما يتجه اهتمام المشاهد إلى أين وصلت المفاوضات ، وهل ستُقنع الإدارة الأمريكية دولة الاحتلال بتجميدها ؟ وهل ستُحَل السلطة ؟  بهذه الطريقة شدت إسرائيل المتابعين للاهتمام بهذه القضية ، و أشغلت الجميع في المفاوضات التي لم تجلب سوى مزيدٍ من الاستيطان والتهويد بوتيرة ترتفع كل عام عن العام الذي سبقه .

 

كل هذا يجري أمام أعين الجميع ودون ردود فعلٍ حقيقية تدعم أهل القدس في صمودهم في وجه المؤامرات التي تحاك ضد المدينة ، ويبقي السؤال هل سننتظر هدم الأقصى حتى ندعم صموده أم ستبقى الغفلة سيدة الموقف ؟
ملاحظة : لا نقصد بالدعم الحقيقي المظاهرات أو المؤتمرات أو التصريحات ، ولكن الدعم الحقيقي يكون بالدعم المادي والمعنوي لأهل القدس ، الذين تلحقهم الضرائب الباهظة وقرارات الهدم المتواصلة والتهجير الممنهج .