مياسمُ البهتِ العظيم

أَلُعَابُ ألسنةِ الكلابِ الجاري *** ولغتْ بعِرضِ المصطفى المُختارِ؟  
ومياسمُ البُهتِ العظيم تغلغلت *** في جوف كلِّ مُفتَّنٍ صبَّارِِ؟
ودمٌ يسحُّ من العيون وحرقةٌ *** بقلوبِ أهل السنَّةِ  الأخيارِِ؟
وغدا الأثيمُ بملْءِ فيه على الملا *** يتقوَّلُ الشنعاءَ في إصرار
 آهٍ على عِرضِ النبيِّ ولوعةٌ *** حرَّى تمزِّقُ مجمعَ الأوتارِ
ما حيلتي غير التفجُّع والأسى *** وصياغة الأحزان في أشعاري؟
أكذا يمرَّغ طُهرَ زوجِ المصطفى؟ *** في حمأة الآثام والأقذار؟
ياويلهم شتموا شعارَ محمَّدٍ *** ودَعَوا زواني المتعةِ الفُجَّارِ!!
ياطاعني بالإفك عِرضَِ نبيِّنا *** مستهزئين بسمعةِ الأطهار
هل يرتضي الرحمنُ دفنَ حبيبه *** إلا  بأطهرِ بقعةٍ وجوارِ؟
أم عطَّل المختأرُحدَّ إلهِهِِ *** إذ لم يُقِمْهُ على ثبوتِ العارِ؟
أم ذاك غمزٌ بالدّياثةِ والخنا؟ *** يا قبحَ ما تأتون من أوزارِ
أم جاءكم وحيٌ فبيَّنَ ما خفى؟ *** بل ذاكَ إفكُ الفاجرِِِ الكفّارِِ
حقدُ الأفاعي في صريحِ كلامِكم *** حصَبُ الجحيمِ ومُبغضي الأبرارِ
لا تحسبوا الديّانَ عنكم غافلاً *** يا عصبة حلُّوا بدار بوارِ
عجموا سهامَ الغلِّ من بغضائهم *** ورموا بها قوَّامَةَ الأسحارِ
حفَّاظةُ السننِ المبراُ عرضُها *** مأمونةٌ في الجهر والإسرارِ
أماهُ لايحزُنْك فُحشُ مُنابحٍ *** حقَّت عليه لعائن القهارِ
 انتِ الطهارةُ والعفافُ بمنبتٍ *** حامي الفضيلةِ ساطعِ الأنوار
أنت التي كانت أحبُّ نسائه *** وفراشُها مُتَنزَّلُ الأذكار
وخريدةٌ لم تُفتَرعْ من قبله *** جوَّادةٌ في اليُسرِ والإعسارِ
مات النبيُّ ورأسُهُُ في حِجرِها *** ياطُهرَ ذاك الذَّيلِ والأزرارِ
وتمازجت ريقُ الحبيبِ وريقُها *** عند المفاض ومشخَصِ الأبصارِ
ذبحوا حمامةَ طُهرِها بسيوفِهم *** وتلقَّفوا من أكذبِ الأخبارِ
يا نقمةَ الجبَّار دُكِّي جمعَهم *** واستأصليهم من على الأقطارِ
(لايسلم الشرف الرفيع من الأذى) *** حتى تُدَكَّ معاقلُ الأشرارِ