عباس ـ أوباما .. سراب المفاوضات بعد الانتخابات
2 ذو الحجه 1431
حمزة إسماعيل أبو شنب

<div align="right">
<p>أُقفلت صفحة الانتخابات الأميركية النصفية بهزيمة حزب الرئيس أوباما في مجلس النواب لصالح الجمهوريين ، وجاء موعد الاستحقاق أو لنقل الوعد الذي كان أوباما قد أعطاه لمحمود عباس ، أوباما كان قد أخبر عباس بأن ينتظر خطوات جريئة من قبله تجاه عملية السلام ، لكن يبدو أن الصورة ستتغير بعد حصاد الانتخابات الأخيرة .</p>
<p>&nbsp;</p>
<p><br />
ما إن ظهرت النتائج الأولية للانتخابات النصفية حتى خرجت بعض الأصوات من مكتب رئيس الوزراء &quot;الإسرائيلي&quot; نتياهو بالقول بأنهم يشعرون بالارتياح لهذه النتائج ، وبدأت التصريحات الأمريكية _ التي دعمت المطالب &quot;الإسرائيلية&quot; في المفاوضات_&nbsp; تلمح بأن أوباما دفع ثمن موقفه من &quot;إسرائيل&quot; خلال المفاوضات مع الفلسطينيين ، بالرغم من كل ما قدمه الرئيس الأمريكي للتماشي مع الرغبة الإسرائيلية ، وحشر عباس في الزاوية ، والوصول إلي نقطة الصفر مع نتياهو من خلال الضغط المستمر على الجانب الفلسطيني لقبول المفاوضات غير المباشرة&nbsp; ، وليس انتهاءاً بالموافقة على المفاوضات المباشرة دون أن يقدم الجانب الإسرائيلي شيئاً يذكر لمحمود عباس وفريقه المفاوض .</p>
<p>&nbsp;</p>
<p><br />
لقد أكد العديد من الأمريكيين _ في جلسات مغلقة مع محمود عباس خلال زيارته لنيويورك _ أن عليه إعطاء الرئيس أوباما فرصة بعد الانتخابات النصفية ، وأن الرئيس سيقدم كل شيء للفلسطينيين من أجل عملية السلام بعد انتهائه من جولة الانتخابات تلك ، وقد كان واضحاً في قرار عباس مع اللجنة العربية إعطاء الإدارة الأمريكية مهلة شهر ، حتى تقنع الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان ، ولكن السؤال المهم هنا .. ما هو مصير هذا الوعد الذي كان قد وُعد به&nbsp; عباس بعد الانتخابات ؟</p>
<p>&nbsp;</p>
<p><br />
لقد خسر أوباما المعركة مع نتياهو والدولة الصهيونية في انتخابات التجديد النصفي الذي يزور واشنطن خلال الأسبوع القادمة، وأثبت نتياهو مرة جديدة أن مصالح الدولة &quot;الإسرائيلية&quot; ، تُحكم عبر قوة التأثير على الساحة الداخلية الأمريكية ، وبالرغم من أن الشأن الداخلي يؤثر على نتائج الانتخابات النصفية أكثر من الشأن الخارجي ، ولكن التغير الذي أحدثته تلك الانتخابات ، سيكون له تأثير على الساحة الخارجية بكل تأكيد , وعلى الرغم من أن السياسية الخارجية تعد من صلاحية الرئيس أوباما ، فإن مجلسي النواب والشيوخ يتمتعان بنفوذ كبير في السياسية الخارجية ، ولعل أبرز التغيرات التي ستُدخل على السياسية الخارجية هي تولي إلينا روس ليتينان _ المحسوبة على الصقور وأحد أشد مناصري &quot;إسرائيل&quot; _ منصب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ، ويُذكر هنا أن ليتينان كان لها موقف حازم من جهود أوباما للضغط على &quot;إسرائيل&quot; فيما يخص وقف البناء في المستوطنات ، وكانت قد أصدرت بياناً وبخت فيه إدارة أوباما وطالبته بعدم إظهار خلافات مع &quot; أقوي حلفائنا &quot; !! وكانت تقصد &quot;إسرائيل&quot; ، ومن المتوقع أن يعزز نتياهو موقعه بضعف أوباما إذ إن عدداً من الجمهوريين يعارضون ممارسة أي ضغوط على إسرائيل لانتزاع اتفاق سلام مع الفلسطينيين .</p>
<p>&nbsp;</p>
<p><br />
إذن موقف أوباما سيكون ضعيفاً ، وسيُشغل في قضاياه الداخلية بعد تصريحات الجمهوريين بأنهم يريدون إعادة النظر في قانون الرعاية الصحية ، الذي اعتبره أوباما خطوة تاريخية حين تم إقراره ، وسيُشغل كذلك بالتحضير لحملة الانتخابات الرئاسة القادمة عام 2012 م .</p>
<p>&nbsp;</p>
<p><br />
وأمام هذه المعادلة الجديدة لا يستطيع أوباما أن يوفي بوعده&nbsp; لعباس ، بل وسيقدم له وعداً جديداً بأن ينتظر منه موقفاً أقوي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2012 م ، وأن الدولة الفلسطينية ستصبح حقيقة عام 2014 ، كما وعده في السابق جورج بوش الابن بأن الدولة الفلسطينية ستكون عام 2005 ، ولكن شخصية عباس اليوم انتهت كما انتهى سلفه الراحل عرفات ، وسيجد عباس نفسه في مأزق جديد ، ليدور حول نفسه دون نتائج ، وأنا أعتقد أنه لا يمكن له أن يصمد أمام هذا الوضع ، وسيرك المكان ولكن حين يطلب منه ذلك (أي بعد منتصف عام 2011) ، ليحل محله رجل المؤسسات الأمريكي سلام فياض الذي تنتهي خطته في هذا التاريخ .<br />
&nbsp;&nbsp;</p>
</div>