لفتة وثغرة
19 ذو القعدة 1431
د. خالد رُوشه

في بعض البلاد يولون مسئولية تربية الأبناء إلى الأقل ثقافة والأقل مستوى تعليميا , بل يجعلون الترقي في التأهل للقيام بتربية الأكثر سنا متناسبة طرديا مع علو درجة التعليم , ففي تلك البلاد الإسلامية يتولى خريجو الدبلومات المتوسطة تربية الأبناء الصغار , ثم يتولى خريجو الجامعات من الفئة المتوسطة أبناء المرحلة المتوسطة , ثم يتولى خريجو الجامعات العليا تربية أبناء المرحلة الثانوية ....

 

وتلك البلاد تعتبر العملية التربوية هي عملية ملحقة بالتعليم , فتجعل التعليم أصلا تلحق به التربية كشىء زائد فرعي ملحق له , فترى جميع المعلمين يصبون جل اهتمامهم على تعليم المواد العلمية مهملين الجانب التربوي الذي لا يتذكرونه إلا عند حدوث مشكلة ما مع المتربي ..وعندئذ يقف الجميع عاجزا ويستدعون متخصصا تربويا لحل الأزمة !!

 

ولا أبالغ إذا قلت أنه في بعض دولنا لا يعرف أشهر المعلمين شيئا يذكر عن العملية التربوية ,,نعم توجد كليات متخصصة باسم كليات التربية , ولهم جهد مشكور في توصيل بعض المفاهيم ودراسة بعض النظريات التربوية وتقريرها كمقررات علمية للطلاب , وكليات أخرى أريد منها إعداد المعلمين وغيرها , إلا أن الواقع المرير يخبرنا بما لا يستطيع أن يخبرنا به غيره , فهاهو مستوى المعلمين في مدارسنا وهاهو مستوى المعلمين في حصص الدرس الخاصة ينبئنا عن قصور بالغ في الجانب التربوي الذي أعتبره الأخطر والأهم في حياة الأبناء ..

 

والحق أنه لا ينبغي أن يقوم بهذه المهمة إلا من يتصف بالخبرة التربوية الطويلة والعلم بالعملية التربوية وأهدافها وأساليبها وطرق توصيل المفاهيم وأساليب التعامل مع الأفراد وكذلك طرق التعامل مع المشكلات التربوية الطارئة في تلك اللقاءات , وينبغي أن تكون تلك الخبرة وذلك العلم قد اتصف بهما المربي بنجاح في أدائه التربوي , أو بمعنى آخر أن يكون المربي القائم بتلك العملية ذو تاريخ تربوي ناجح في هذا المجال , ثم يجب أن يجتمع ذلك كله في ثوب حسن من الإيمان والتقوى وخوف الله سبحانه والعبادة..