18 ذو القعدة 1431

السؤال

أنا متزوجة من 3 سنين ولدي طفل , وحياتي الزوجية مستقره , أعاني من غيرة أخت زوجي مني لدرجة أنها بدأت تستفزني بتعاملها مع زوجي واهتمامها له وزوجي في البداية لم ينتبه لا لما بدأت أخته تقلد كلامي وحركاتي وتصرفاتي وتتشبه بي في كل ماأفعل , والآن بدأت تغار مني غيره علنية ولا تستطيع ان تكتم غيرتها مني حتى لدرجت انها بدأت تستمع لما يدور بيني وبين زوجي وما ننوي عليه في حياتنا وأصبحت تقلدنا في كل شي صغيره وكبيره ولان وبدأت تحرض والدتها على لتبدأ هي الأخرى باستفزازي , حتى ساورني الشيطان بما قد يغضب الله سبحانه مني , أريد حلا ...

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الأخت الفاضلة ...
تشتكين من شدة غيرة أخت زوجك منك , وتصفين درجات مختلفة من غيرتها , وأنك لاتطيقين ذلك وقد ضاق صدرك وسول لك الشيطان أمورا , وأحاول معك أن ننظر لشكواك من زوايا مختلفة لنصل لرؤية أخرى لشكواك ومشكلتك لعل الله أن يهونها عليك ويفرجها عنك .

أولا : أذكرك ابتداء بما قد يهون عليك وعلينا جميعا أي نوع من المشكلات التي قد تمر بنا , فإن الدنيا سريعة الانقضاء , فاليوم يجري وراء اليوم , وما نلبث ونرى الشيب يغزو مفارقنا والمرض يدق أبوابنا كنذير للموت والرحيل , ولن ينفعنا عندها سوى الصالحات , قال الله سبحانه " والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " , فنحن جميعا في غفلة ايتها الأخت الحبيبة , فالأمس كانت سنة ماضية من حياتنا والغد سنة مقبلة سرعان ما تنتهي , عن ابن عمر قال رسول الله (صلى الله علية وسلم ) " كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل " وكان ابن عمر يقول " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " رواه البخاري , فتدبري في هذا الحديث الشريف لتعلمي كم هي قليلة وزائلة .

ثانيا : مثل هذة الأمور التي تتحدثين عنها من غيرة أخت زوجك منك ومثالها , عليك أن تفرحي لها لا تحزني منها , إنها بنظري دليل على أن فعلك جميل وسلوكك حسن مرغوب فيه أن يقوم الناس بتقليده والتشبه به , فإن تفكيرك وتصرفاتك وأفعالك مع زوجك قد لفتت نظرها فأرادت تقليدها , فدعيها تقلدك وتأخذ منك كل عمل تعمليه واسعدي من قلبك انك تحصلي ثوابين معا .

إنها إن أفادت منك بشيء ينفعها فسوف تجدي اثر كل عمل تقلدك فيه يوم القيامة كقدر من حسنات , فقط يبقى منك أن تصلحي نيتك وتجعلي أجر ذلك عند ربك الرحيم العظيم

ثالثا : صححي نيتك وطهري قلبك من هذه التداخلات الشيطانية , حتى على فرض كونها تريد استفزازك فعلا , إن الإسلام العظيم قد أمرنا بكظم الغيظ عند الغضب , كما أمرنا بالعفو والصفح " فقال سبحانه :" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ", فاتركيها وشأنها وعامليها بما يرضي الله , واسألي ربك , وأفسحي صدرك لاحتواء المواقف لا الغضب منها , فالشيطان يكبر الصغير في عينيك ليدعوك للتصارع والنزاع , ولن ينتهي بك إلا إذا أفسد عليك بيتك وأسرتك .

رابعا : أختي الحبيبة : انتبهي أن هذه التي تتحدثين عنها هي أخت زوجك , وليست إنسانة غريبة عنه , إنها شقيقته وقريبته , فدمها من دمه وروحها من روحه , فلا تضعي نفسك أمامها في ميزان فقد تضعين نفسك في مأزق قد لا تظنينه ولا تتحملينه , خذيها بالحسنى , وتقربي إليها بكلمة طيبة أو هدية من مالك الخاص , وقولي لها عندما تقدميها : لقد ادخرت هذا المبلغ كي أقدم لك هذه الهدية لعلك تقبليها مني , يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " تهادوا تحابوا"

أختي الفاضلة ..
لقد زرت احدي مستشفيات زرع الكلى , فوجدت أن أكثر من يتبرع هن أخوات يتبرعن لإخوانهن , رأيت مريضا وكان له أختان, وكانتا تتعاركان ايتهما تتبرع له بكليتها , حتى تمت الموافقة للأخت صاحبة الأولاد الأقل عددا حتى أصبح في أحسن حال , هذه هي أخته انظري كيف تضحي الأخت لأخيها ! فاستغلي حبها له في تحسين علاقتك معها , وتحدثي عنها في غيبتها ومن أمامها بأحسن الألفاظ والمعاني , وكما قلت لك احتضنيها واعملي لله فابتسامتك في وجهها صدقة , زيارة لها مع زوجك ببعض ما تحب صلة رحم , كلمة طيبة , سؤال بالتليفون , دعاء لها بظاهر الغيب ان يصلح بينكما .

اختي ان كنت تريدين ان تفوزي برضا الله ورضا زوجك أحسني لأمه ولأخته ولأبيه ولإخوانه جميعا وافعلي كل ما في وسعك لإرضائهم ولو على حساب سعادتك , فإن الله لا يضيع عملك ولكن يحفظه لك يوم لقائه , يقول الله-تعالى- " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا " المزمل 20