22 شوال 1432

السؤال

اعترف لنا من يريد خطبتي أنه لا يصلي وأنه كان متعرفاً على بنات، ولكنه يريد الارتباط للاستقرار.. وأهلي يرونه زوجاً مناسباً، وفيه ميزات كثيرة... هل أقبل أو أرفض؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فللإجابة على استشارتك ألفت انتباهك أولاً إلى أن الخطبة لا تُحل حلالاً، ولا تجعل الخطيب له حقوقاً على مخطوبته؛ بل يظل أجنبياً عنها حتى يعقد عليها بموافقة الولي؛ فلتعلمي ذلك وتبني سلوكك على أساسه مع من يريد خطبتك.
ثم لتعلمي أن إسلامنا العظيم هو نظام متكامل للحياة لأنه يشمل جميع جوانبها ويعالج أوضاعها ويضع لها من الحلول ما يعصمها من الانحراف والضلال، وأنه أيضا متوافق مع الفطرة الإنسانية لأن الله سبحانه هو من خلق الإنسان وأودع فيه القدرات والدوافع والميول، يعلم سبحانه ما الذي يفيده ويقومه وما الذي يأخذه إلى بر الأمان؛ لذلك ارتضى له أنظمة مستقيمة فإذا انحرف عنها المرء سقط في هاوية وتابعته المشكلات وهذه الأنظمة طريقها هو العبادة وأساس العبادة الصلاة التي هي الصلة بين العبد وبين ربه وهي رقابة مستمرة، ومحاسبة يومية، واتصال رفيع وشكر دائم وراحة لقلق القلب واضطرابه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أرحنا بها يا بلال" أي بالصلاة.
وأيضا فهي قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يقول: "وجعلت قرة عيني في الصلاة".
فإذا غاب الإنسان عن الصلاة فكيف يرتاح باله وكيف يكون ذاته سعيداً وكيف يقدم السعادة لمن حوله إذا كان هو نفسه مفتقدها!!
وقد بين العلماء أنه يجب التفريق بين كل زوجة لا يصلي زوجها حتى يعود إلى الصلاة، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا كانت امرأة متزوجة وزوجها لا يصلي أبداً لامع الجماعة ولا مع غير الجماعة؛ فإنه ينفسخ نكاحها منه ولا تكون زوجة له، ولا يحل له أن يستبيح منها ما يستبيح الرجل من امرأته لأنها صارت أجنبية منه ويجب عليها في هذا الحال أن تذهب إلى أهلها وأن تحاول بقدر ما تستطيع أن تتخلص من هذا الرجل الذي كفر بعد إسلامه، وأمر بأن أي امرأة زوجها لا يصلي لا يجوز لها أن تبقى معه حتى ولو كانت ذات أولاد منه؛ فإن أولادها في هذه الحال سوف يتبعونها ولاحق لأبيهم في حضانتهم لأنه لا حضانة لكافر على مسلم ولكن إذا هدى الله زوجها وعاد إلى الإسلام وصلى فإنها تعود إليه ما دامت في العدة".
أيتها الفاضلة هكذا حال المتزوجة أم الأولاد فما بالك أنت وما زلت في حالة خطبة فقط وبيدك أن تختاري!
والأمر الآخر أنه بما أنه لا يصلي فلابد أن ذلك يدفعه إلى كثير من المنكرات فإذا اعترف لك أنه كان متعرفاً على فتيات فاعلمي أنه بعد الزواج قد لا يمتنع عن هذه المشكلة لأن الصلاة تمنع صاحبها عن المنكرات وتزكي نفسه من الكثير من الذنوب {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: من الآية45].
لذلك فأنا ابتداء لا أرشح لك رجلا لا يصلي بحال، ويجب عليك اشتراط التزامه بالصلاة قبل أي شيء؛ فإذا تاب واستقام وواصل علاقته بربه وحافظ على صلاته فقد أصلح ويمكننا النظر إلى ما بعد ذلك وإلا فارفضيه قولاً واحداً، وابحثي عن ذي خلق ودين حتى يكون حريصا عليك ويتقي الله فيك فالسعادة لا تكون إلا في البيت المسلم فابحثي عنها مع من يعينك على طاعة الله ويرفعك إلى رضا الله تعالى.