الأعظمية وصفحة جديدة من صفحات الطائفية في العراق
9 رمضان 1431
سارة علي

شهدت الأيام القليلة الماضية افتعال أزمة جديدة في العراق الهدف منها إعادة العراق إلى مرحلة الاقتتال الطائفي والحرب الأهلية والفتك بسنة العراق بشكل خاص حيث شهدت مدينة الاعظمية ولا تزال موجة اعتقالات بالجملة ومحاصرة أشبه بحصار غزة من قبل اليهود أن لم يكن حصار الاعظمية أكثر ولكن لا بواكي على الاعظمية وعلى سنة العراق , فالاعظميون يدفعون الثمن وحدهم وسط تجاهل كبير وصمت اكبر من قبل المجتمعيين العربي والدولي ولا احد يتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه , فأزمة الاعظمية أزمة افتعلتها حكومة المالكي بعد أن ادعت أن أهالي الاعظمية وشبابها قاموا بقتل خمسة من عناصر الحرس الحكومي ثم القيام بحرق جثثهم والتمثيل بهم , وهذا بالطبع ليس من شيمة أهل الاعظمية ولا من شيمة العراقي الأصيل وليس الدخيل القادم من إيران والمتربي هناك , والسؤال لماذا حدث ذلك وفي هذا الوقت بالتحديد ؟؟

 

لقد شهدت الأيام الماضية اجتماعا موسعا في إيران برعاية لارجاني لتنصيب المالكي رئيسا للوزراء لولاية ثانيه وبحضور ممثلين من حزب الدعوة والتيار الصدري وممثل عن المالكي المدعو علي زندي الملقب ( الاديب ) إيراني الأصل وحضره قائد الحرس الثوري وكبار ضباط الاطلاعات وبرعاية علي لاريجاني , وقد تم الوصول في هذه الاجتماعات إلى بنود سرية الهدف منها أعطاء التيار الصدري مساحة اكبر في التمثيل بالحكومة وإطلاق سراح المجرمين من التيار الصدري وتسفيرهم مع عوائلهم إلى بلدان أخرى مع الحصول على رواتب مجزية ومنح والعودة فيما بعد للعراق وان يبقى المالكي في منصبه مع إعادة الاقتتال الطائفي في العراق بعد خلق أزمات في مدن بغداد ومحافظات الجنوب وإلصاق التهم بسنة العراق لكي تتفجر الأزمات والاعتقالات العشوائية وهذا ما يفسر لنا ارتفاع نسب عمليات التفجيرات في العراق في الآونة الأخيرة وإعادة مسلسل اغتيال علماء الدين ومشايخ السنة وإطلاق سراح بعض من مجاميع منسوبة إلى القاعدة التي تشرف عليها الاطلاعات الإيرانية تمويلا وتسليحا لارتكاب الجرائم في العراق ونسبها إلى سنة العراق فيما تشير المعلومات الخاصة أن من ارتكب عملية قتل الحرس الحكومي في الاعظمية والتمثيل بهم هم مجموعة مما يسمى عصائب أهل الحق ( وهم جماعة شيعية مجرمة كانت مرتبطة بمقتدى الصدر وانشقت عنه وتدعي المقاومة العراقية وهي ليست كذلك ) وبعد أن قامت بفعلتها تلك هربت هذه المجموعة عن طريق إحدى طرق الاعظمية من مداخلها الثلاثة (ساحة الطبقجلي –ساحة عنتر – الدلال).

 

وعلى الفور باشرت قوى المالكي بقوة مؤلفة بأكثر من 30الية بمحاصرة ومداهمة منطقة وأزقة الحارة في الاعظمية واقتحام البيوت وتحطيم الأثاث واعتقال الشباب علما انه حسب الإحصائيات التي أدلى بها الأهالي وتوقعاتهم انه وصل عدد المعتقلين إلى الآن حوالي أكثر من 400 بريء والعدد بازدياد واقتيد قسم منهم إلى القصر المطل على دجلة( القصر الرئاسي للرئيس السابق صدام حسين حيث يستخدم الآن كمقر للاعتقالات والتعذيب من قبل قوى المالكي ) وقسم الأخر إلى منطقة الكاظمية, القوات الحكومية تهدد بحرق الأعظمية ما لم يسلم الجناة أنفسهم !!، ويرددون (خلي يفيدكم علاوي والهاشمي).

 

وقد تم تعذيب المعتقلين موقعياً بتكسير العظام قبل نقلهم إلى السجون وقد نقل بعضهم محمولين بـ (البطانيات) نتيجة الضرب المبرح, أهالي الأعظمية يتهمون الحكومة بالوقوف وراء العملية لخلق مبررات إلغاء نتائج الانتخابات، والحيلولة دون تدخل المجتمع الدولي لإجبار المالكي على تسليم السلطة, وقامت ما يسمى بالقوات الحكومية بفرض حصار على منطقة الاعظمية وقالت في وسائل الإعلام انها رفعت هذا الحصار ولكنه ليس صحيحا ونجم عن ذلك الحصار ارتفاع أسعار الماء والمواد الغذائية بشكل وصل إلى الضعف وانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة وسط ارتفاع كبير لدرجات الحرارة في بغداد يصل إلى أكثر من خمسين درجة مئوية وعدم وجود الماء البارد أو الثلج ونفاذ وقود المولدات الخاصة للأزقة وحارات الاعظمية وتزايد الحالات المرضية (هبوط الضغط والاختناق القصبي) وتعذر السيطرة في مستشفى النعمان( المستشفى الوحيد ) على الموقف, وتطبيق إغلاق المنافذ المؤدية إلى الاعظمية من كافة الجهات ولا تسمح بدخول أو خروج أي فرد مع استمرار قطع الكهرباء والماء وإيقاف أبراج شبكات الموبايل مع إغلاق شامل لكافة المحلات ومنع التجول فيها ومداهمة الأبرياء بطرق وحشية جدا واعتقال من لا حول لهم ولا قوة من شباب الاعظمية للتنكيل بهم.

 

والسؤال لماذا بدا المالكي بمدينة الاعظمية لتطبيق العقاب الجماعي ؟
لأنه يدرك عمق ودلالة هذه المنطقة في نفوس العراقيين وخاصة السنة منهم وانتقاما منهم لأنهم أعطوا أصواتهم لقائمة العراقية الممثلة بعلاوي والهاشمي وقيام أهل الاعظمية بالاحتفال بعد إعلان فوز القائمة العراقية وإطلاق الهتافات بالقول ( يامالكي شيل أيدك هذا الشعب ما يريدك ) ويدرك أيضا الباع الطويل لهذه المدينة التي تفجرت منها أكثر الثورات ضد الظلم عبر تاريخ العراق الطويل وأيضا كيف وقفت وصمدت بوجه أعتا قوة غاشمة في التاريخ المعاصر وهو الاحتلال الأمريكي أثناء احتلال بغداد في 2003 ويدرك جيدا أن تفجير أية أزمة في العراق يجب أن تنطلق من مدينة الاعظمية لكي يحاول أن يخبت جذوة هذه المدينة الباسلة , ولكنه نسي أو تناسى أن الاعظمية ليست بالمدينة التي تسكت على الجور والظلم وان كانت اليوم مقيدة ومكبلة لكنها لن تكون كذلك غدا , وهنا يقع واجب مهم على الدول العربية والعالم الإسلامي أن تتدخل لرفع الحيف والظلم المسلط من قبل المالكي وزمرته على مدينة الاعظمية وأهلها فالشأن ليس شأنا داخليا وما يرتكب في غزة من قبل اليهود يرتكب أفظع منه من قبل المالكي وأعوانه في الاعظمية الباسلة ,,, ولله درك يا مدينة أبي حنيفة النعمان والعلماء والفقهاء ,ويا أهلنا في الاعظمية القلوب تدمى لما يحل بكم وما عسانا ألا أن نوكل أمركم وأمرنا إلى الله عز وجل فهو ونعم المولى ونعم النصير .