مخطط أخبث من خدعة التقريب!!
29 شعبان 1431
منذر الأسعد

عن دار الفرقد بدمشق، صدر كتاب "إسلام بلا طوائف" لمؤلفه: فايز سلهب، في331صفحة.

وقدّم للكتاب د,محمد الحبش بمقدمة أغدق خلالها على الكتاب ومؤلفه تزكيات تنقطع إليها الأعناق، لولا أن الرجل ذو اتجاه معروف بنفاقه للسلطة، وبدعواته المتكررة لتمييع ثوابت الإسلام، لكي يلائم أنظمة القمع ذات الغلاف العلماني المخادع كذلك.

 

والكتاب شديد الخطورة، ويتجاوز في آثاره المدمرة دعوات الحمقى أو العملاء إلى التقريب المستحيل بين دين الإسلام الحنيف ودين الرافضة الإمامية الاثني عشرية-وبخاصة في صيغتها الصفوية الأشد حقداً وعداء للقرآن الكريم والسنة المطهرة والصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الزاكيات الطاهرات-.

 

فسلهب-الرافضي الذي لا يعترف صراحة برافضيته- يخادع قارئه ابتداء من عنوان كتابه، إذ يزعم أن يدعو إلى إسلام بلا طوائف، لكنه يسعى بمكر إلى إدخال المسلمين في دين الرفض بصورة لا تخلو من مواقف جزئية مقبولة نسبياً، وإذا بها عند التمحيص والتحقيق مجرد غلاف من العسل يخفي قناطير من السم الزعاف.

 

يؤرخ سلهب لنشأة الطوائف المنتسبة إلى الإسلام، بطريقة مختلقة فليس لها سند صحيح ولا متن معقول.إنه يحصرها في أربع طوائف هي: الصفاتية المعتزلة والشيعة والخوارج!!

وبهذه المخاتلة ينسف وجود أهل السنة والجماعة، الذين هم أصل المسلمين وأتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكل يقين، أما الآخرون فجميعهم طارئون مبتدعون.

 

والمؤلف يستمرئ مصطلحات العلمانيين مثل مصطلح "رجال الدين"لأن في دين الرفاضة علمنة أقدم من علمنة الغرب، لكنها تخدم رجال الدين وتكون تابعة لهم وليست مستقلة عنهم مثلما وقع في أوربا!!

 

وهو يفتري على شيخ الإسلام ابن تيمية فيدعي أنه قال بالحاكمية وهي عند سلهب: طاعة الحاكم طاعة مطلقة.وهذا كذب رخيص يدحضه نتاج ابن تيمية الغزير والمتداول بين الناس، مثلما تنسفه سيرة الشيخ العملية.

 

ويفضح الكاتب نفسه بنفسه بافترائه على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي ينبزها ب"الوهابية" فهو يقرنها بدين الدروز ولو بصورة غير مباشرة فكلتاهما-عنده- نشأتا بعد كتاب الملل والنحل للشهرستاني ويزعم أنها تكفيرية تقسّم المسلمين وتزيد من تدابرهم....

 

وعندما يتحدث المؤلف عن الإمامية وعقائدها لا يشير إلى تكفيرهم للصحابة ولا إلى طعنهم في عرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا إلى قولهم بتحريف القرآن!!
ويتحدث عن الجعفرية لكنه لم يورد اسم كتاب واحد لجعفر بن محمد رحمه الله، لكنه
يسخر من تراثنا الفقهي ولا يضرب أمثلة لاستهزائه إلا بكتب الفقه الإسلامية (لأعلام أهل السنة والجماعة).

 

والرجل لا يخفي ضغائنه على أهل التوحيد فهو يقدس جمال عبد الناصر وحافظ الأسد وعبد العزيز بو تفليقة، ويهاجم دعاة العمل الإسلامي ويتهمهم بالتكفير والتخلف ويشرعن حملات استئصالهم الفظيعة على أيدي هؤلاء الساسة.ويتجاهل أن أكثر تلك الحركات الإسلامية التي يبيح دماء أعضائها وأموالهم وأعراضهم على أيدي مستبدين فجرة، كانت في طليعة المنخدعين ب"ثورة"سيده الخميني!!

 

وينسى أن الإسلاميين في الجزائر أسبق من رئاسة بو تفليقة !!لكن جهله وحقده يجعلان من عدم تثبته من معلومة بهذا الوضوح ممارسة عادية!!فوهب بن منبه يصبح عنده: عبد الله بن منبه!!أليس ذلك من الجهل المركب؟

 

وهذا الكذوب يدعي أن المقاومة في العراق تتكون من كل الطوائف، مع أن العدو والصديق يعرف أن الفئة الوحيدة التي تقاوم الغزاة الصليبيين هم أهل السنة العرب !!بل إن الرافضة الذين تواطؤوا مع الاحتلال كانوا وما زالوا يعادون المقاومة عداء يوازي عداء الأمريكيين لها بل ربما يفوقه!! وسلهب يتعامى عن فرق الموت التي فتكت بمئات الألوف من المسلمين العزل من شيوخ ونساء وأطفال!!!

 

ولنا أن نسأل هذا المشعوذ: لماذا يحصر التكفير في القاعدة ويتجاهل الذين يكفّرون الأمة سلفاً وخلفاً؟وكيف يجيب عن رهطه في حين يتبنى هو مبدأهم الهدام فيشكك في دين الأمويين والعباسيين جملة لأنهم أولاد الطلقاء!!!!ولو كان لديه ذرة من إيمان لعرف أن الله عز وجل وحده من يعلم السرائر، فكيف يستقيم تشكيكه المفترى في هؤلاء الخلفاء جملة وتفصيلاً مع دعوته الزائفة إلى دين لا طائفية فيه؟!! 

 

والكتاب يحمل على التعصب المذهبي –وإن كان ذلك بكلام مضطرب يوحي بنسبة التعصب إلى المدارس الفقهية ذاتها- لكنه يعادي فكرة التحرر من هذا التعصب التي جاءت بها "الوهابية"!!!!وما يهتك خبيئته الخبيثة أنه يحصر الكلام في مذاهب أهل السنة فحسب!!

 

ويكذب كذباً صراحاً، إذ يزعم أنه لا خلاف بين طوائف المسلمين في أن آل البيت هم المقصود ون ب"الراسخون في العلم" في قول الحق سبحانه: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }سورة آل عمران/الآية 7.وذلك كذب على سائر الفرق المنتسبة إلى الإسلام ما عدا الاثني عشرية والإسماعيلية!!

 

وهذا الحقود الذي يكفّر-ضمناً-الأمويين والعباسيين، لا يستحيي وهو يحكم ب"إيمان"اليهود والنصارى، بل إنه يزعم أنه ليس في كتاب الله تعالى نص على تكفير أحد –ص104-!!
ثم يعرض نصوصاً فيها كلمة الكفر ومشتقاتها لكنه يغيب منها ما يكفر النصارى واليهود
بل إن هذا المشعوذ يدافع عن ثالوث الكفر النصراني ويراه توحيداً لكننا –يعني المسلمين- أسأنا فهمه -ص114-أفما درى أنه ينسب اتهامه الوضيع لله تعالى عما يفتري الظالمون؟فهو سبحانه القائل في محكم التنزيل: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} سورة المائدة/ الآية73.
وأين يذهب المتلاعب بقول الحق: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} سورة آل عمران/الآية85.

 

وعندما يحدد نقاط الخلاف بين أهل السنة والشيعة يحصرها في 16نقطة ليس بينها تكفير الرافضة للصحابة ولا طعنه في عرض النبي صلوات ربي وسلامه عليه ولا قولهم الكفري بتحريف القرآن. وفي أكثر النقاط (الخُمْس-شهادة الرافضة أن علياً ولي الله..) ينتصر لبدعهم الغليظة بالتشهي واللعب بالألفاظ.

 

وربما كان اعترافه بفضل الخلفاء الراشدين وطيب الصلة بينهم هي طبقة العسل اليتيمة التي تميزه عن المروروث الصفوي ولعلها سبيله لتغطية سائر سمومه القاتلة.
وهي شهادة غير مهمة لأنها لا تبدل عقائدهم الباطلة، فهو ليس مرجعاً يسمع العامة قوله ويلتزمونه!!