قوافل الحرية الإيرانية لكسر الحصار عن "إسرائيل"!

[email protected]

 

أعلنت بعض وسائل الإعلام عن عزم إيران إرسال سفينتي مساعدات إلى غزة , بهدف كسر الحصار المفروض عليها من قبل "إسرائيل" - كما تقول الحكومة الإيرانية -  و أحب أن أقول بهذه المناسبة : لا مرحباً بك يا إيران في غزة , و لا مرحباً بسفنك!
قد يغضب هذا الكلام بعض بسطاء الإسلاميين , و قد يشتبه بعضهم بأن كاتب هذه السطور أحد الليبراليين الصهيوسعوديين , الذين دأبوا على محاولة تشويه القضية الفلسطينية , بوصفها بأنها قضية إيرانية , و أن كل ما يقوم به الفلسطينيون من مقاومة أو مناهضة للاحتلال, أو عدم استسلام تام غير مشروط لـ"إسرائيل", بل وعدم رضا وابتهاج بممارساتها الهمجية بحقهم, إنما ذلك كله خدمة للمشروع الإيراني!!

 

والحقيقة أنه وبقدر علمنا بأن أصحاب هذه النظرية , إنما ينطلقون فيها من رؤية صهيوأمريكية, هدفها تشويه صورة المقاومة و الجهاد الفلسطيني " الجميلة"  بربطها بالمشروع الإيراني "البالغ القبح", وذلك خدمة للمشروع "الإسرائيلي", فإننا نعلم أيضاً أن كل ما تقوم به إيران من تمثيليات الدعم للقضية الفلسطينية, و أفلام العداء (المدبلجة) لـ"إسرائيل", إنما ذلك متاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية, ومحاولة مفضوحة للاقتيات عليها, بهدف تحسين الصورة "القبيحة" لمشروعها التوسعي الشعوبي الدموي في المنطقة.
ولعل شعور إيران بتنامي الدور التركي - الذي من شأنه سحب البساط من تحت أقدامها الملوثة بدماء أكثر من مليون من أهل السنة العراقيين, وكذلك الفلسطينيين اللاجئين في العراق – هو ما دفعها إلى اتخاذ هذه الخطوة.

 

إن خطوة إرسال السفينتين الإيرانية من شأنها إلحاق الضرر بالقضية الفلسطينية, بل إنها وبلا شك ستصب وبقوة في صالح الطرف "الإسرائيلي", ذلك أن هذه المزايدة الإيرانية ستعطي انطباعاً لدى الرأي العالمي بصحة تصريحات "إسرائيل" - و كذلك بعض الليبراليين "الصهيوعرب"- , الزاعمة بأن حماس إنما تدافع عن المشروع الإيراني في غزة, مما يعطي شرعية أكبر لما تقوم به "إسرائيل" من حصار وغيره , ولذلك فإن هذه السفن هي في الحقيقة أشبه ما تكون بسفن كسر الحصار عن "إسرائيل" نفسها, والتي وجدت نفسها محاصرة بانتقادات جميع دول العالم, بما فيها بعض حلفائها الكبار, ولذلك فليس من المستغرب أن تبتهج "إسرائيل" بهذه الخطوة, وأن تستغلها كما ينبغي.

 

ليت أن الأخوة في حماس يدركون فداحة الخطأ الاستراتيجي الكامن في السماح لإيران بالاقتراب من القضية الفلسطينية, وليتهم يعلمون أن الكاسب الوحيد من ذلك إنما هو إيران فقط, بينما لن يجنوا هم من ذلك سوى تصريحات فارغة من أحمدي نجاد, وتشويه لقضيتهم العادلة لدى أحرار العالم, الذين يعرفون حقيقة إيران التوسعية.

 

قد يكون من حق أي حركة مقاومة البحث عن التحالفات, ومحاولة اللعب على التوازنات الإقليمية والدولية, إلا أن الحال مع إيران مختلف تماماً, فإيران لا يمكن أن تفيد القضية الفلسطينية بشيء, بل على العكس, ويدرك هذا كل من استعرض تاريخ إيران مع جيرانها العرب ومع القضية الفلسطينية تحديداً, منذ بداية الثورة الخمينية وإلى الآن.

 

يا أهلنا في غزة, اعلموا أن الإيرانيين لا يريدون من إرسال هذه السفن وجه الله, والله إنهم لا يريدون مساعدتكم, بل ما يريدونه بالدرجة الأولى هو الدعاية لمشروعهم التوسعي الشعوبي الدموي.

 

أيها المجاهدون في غزة, قولوا للإيرانيين شكراً لا نحتاج إلى مساعدتكم, واعلموا أنكم بذلك إنما تحمون مشروعكم الجهادي الإسلامي, ولا تغرنكم دعايات بعض بسطاء الإسلاميين, الذين جنوا على الأمة بتضليلهم وتقصيرهم في فهم حقيقة نوايا إيران - بخلاف بعض القوميين وللأسف – بل أنهم لا يرون فيها عدواً, بالرغم من احتلالها – بالتعاون مع أمريكا- لبلد شعب مسلم, وتنكيلها به أمام سمع العالم وبصره!, وما ذاك إلا لأنها أعمت أبصارهم بتقيتها السياسية الكبرى "حزب الله" يا أهل فلسطين: لئن قصّر إخوانكم العرب في نصرتكم, ولئن تعاون بعضهم وتآمر مع عدوكم وشارك في حصاركم, فلقد أبدلكم الله بحليف خير من إيران الشعوبية التوسعية الدموية, ولعل ذلك بسبب صبركم وثباتكم, فلا تسمحوا لها بأكل "كعكة" جهادكم وثمرة مقاومتكم, وقولوا لها, إن كانت جادة في نصرة قضيتنا الفلسطينية, أن تبتعد, فإن الخير في بُعدها, وإن الشر كل الشر في قربها.

 

كما أتمنى من جميع الناشطين والأحرار الراغبين في المشاركة في كسر حصار غزة, ألا يشاركوا في هذه السفن الإيرانية, وأخص بالذكر الإسلاميين منهم, لسهولة انخداع البعض منهم بشعارات إيران ودعاياتها المضللة, ولأنهم أكثر من تحرص إيران على كسبهم.

 

فيا من تسعون إلى كسر الحصار عن غزة, لا تساهموا في كسر الحصار عن "إسرائيل".