قناة الحوار.. والنصيحة الواجبة
18 جمادى الثانية 1431
منذر الأسعد

ابتداء، نعترف لقناة الحوار بأنها قناة خير في الجملة، تسعى بعامة إلى الدفاع عن الإسلام وقضايا المسلمين، فتندر فيها أسباب الشر الشائعة في قنوات المجون من غناء ورقص و... كما تقل فيها عوامل أهل الشبهات المتربصين بنا سوءاً والمشككين في ثوابت الدين وقطعياته المتواترة في ثبوتها وفي دلالاتها.

 

لكننا لا نسلّم للحوار ولا لغيرها بالبراءة من النقص اللصيق ببني آدم ويشمل الخطأ والنسيان والغفلة.... ومن هنا يأتي إحسان الظن بالقائمين عليها بأنهم يقبلون نصحنا وأنه لن يغضبهم حتى لو تبين أنه في غير محله، فالحكمة ضالتنا جميعاً وأينما وجدناها أخذناها.

 

سوف نقدم أمثلة موثقة عما نراه عثرات لا تنسجم مع قناة إسلامية، ومنها تسليم برامج دورية لعلمانيين لا يؤمنون بأن الإسلام عقيدة وشريعة، من أمثال مازن مصطفى صاحب برنامج "مقابسات" فقد خصص حلقة كاملة لكيل المديح الفج للهالك جورج حبش مديحاً ممجوجاً مهنياً-فما بالنا بحكمه الشرعي؟!-في حلقة 22/11/1430 الموافق (10/11/2009م) ثم يترحم عليه، ويهجو ياسر عرفات الذي له وعليه لكنه مسلم أصلاً وهو صاحب مشروع القرار الفلسطيني المستقل لتحريره من وصاية طهران ودمشق؟

 

أما في برنامج "مبدعون في الغربة" فقد بثت القناة في 3/12/1430 الموافق (20/11/2009م) فقرة مع المدعو ياسر العلي، الذي "أبدع" في عزف البيانو، فإذا تجاهلنا تحريم الموسيقا، فهل من مسلم يتباهى في منبر إسلامي، بأن إبداعه المذكور كان ييسر له الحصول على فتيات -لإقامة علاقات زنى مقطوع بحرمتها المغلظة-؟!

 

وفي حلقة 22/1/1431 الموافق (9/1/2010م) تحدث المذيع وضيوفه عن أحداث طائفية وقعت بين مسلمين وأقباط في نجع حمادي، وكانت المأساة أن يستضاف في الاستديو قس متعصب وإعلامي قبطي لا يقل عنه حقداً وكذباً، أما المسلمون فقد اختزلهم المذيع في ضيف واحد على الهاتف!!ومرر القس المفتري مقارنة جائرة بكل المقاييس بين أراجيف القس البغيض زكريا بطرس المتخصص في شتم الإسلام والافتراء على نبيه، وبين تفسير الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي للقرآن الكريم-وبخاصة الآيات التي تفضح كفر أهل الكتاب وشركهم وتحريفهم ما أنزله الله تعالى على أنبيائهم.ولم يعلق المذيع البائس بكلمة تضع حداً لمقارنة باطلة في هذا المستوى من البهتان!!فإما أنه لا يدري وتلك مصيبة وإما أن يدري فالمصيبة أعظم!!وفي الحالين فالقناة هي الملومة في اختيارها غير القوي الأمين!!

 

وكانت قناة الحوار قد نقلت وقائع ندوة في 1 / 11/ 1430الموافق11/10/2009م عن السعودية والقضية الفلسطينية، وليس في الندوة شخص واحد يمثّل وجهة نظر السعودية –وتلك من أول أبجديات العمل الإعلامي الرصين-والملاحَظُ أن الندوة المتحيزة لم ينقلها مع الحوار سوى قنوات رافضية محضة: العالَم-الفرات- press!!!

 

وشن كمال الهلباوي حملة ضارية ضد السعودية فلم يترك سيئة إلا ألصقها بها، ولم يعثر لها على أي حسنة!! وفي المقابل دافع المذكور دفاعاً أعمى عن حبيبته إيران وابنها المدلل "حزب الله".ولم يكن الرجل أميناً في كل حديثه الهائج، إذ تعامى عن نشأة حزب نصر الله برعاية استخبارات النظام السوري، الذي فتك بإخوانه في تنظيم الإخوان المسلمين فلم يجدوا ملاذاً آمناً إلا في السعودية التي أسرف الهلباوي في هجائها زوراً. ولم يسأل نفسه:لماذا استؤصلت المقاومة في لبنان من كل صنف بالقوة والدماء، ليجري حصرها في طائفة الشيعة تحديداً؟

 

وزعم أعمى البصيرة أن السعودية بحكامها وعلمائها وإعلامها أثارت فتنة مع الشيعة تنفيذاً لمؤتمرات يهودية حضرها برنارد لويس وجون بولتون!! ونسي هذا الجهول الحقود أن الخميني نشر الفتنة الطائفية منذ ثورته المشبوهة، فأعاد طباعة كتب الشتم للصحابة الكرام والكذب على أمهات المؤمنين!!وعمي الرجل عن عشرات القنوات الرافضية التي لا تبث سوى تلك السموم ليل نهار، وليس لدى أهل السنة قناة تبين الحقيقة-إلا مؤخراً حيث ظهرت قناتان تعانيان شح الموارد!!فأين الدعم السعودي لإثارة الفتنة يا هلباوي ال....-

 

وهل يجهل شخص يصف نفسه بأنه خبير استراتيجي ومحلل سياسي علاقات سادته في قم المدنسة مع واشنطن، وبخاصة في احتلال العراق وأفغانستان؟

 

بل إن ضيفاً آخر اسمه محمد حيدر من شاكلة الهلباوي كان أقل شراً منه، فقد اعترف على الأقل للسعوديين بحسنة وحيدة هي استشهاد رجال منهم في حرب1948م. صحيح أنه أسهب في الكلام عن قدرات الجيش السعودي ليتهم الرياض بعدم المشاركة في تحرير فلسطين لكنه تعامى عن جيوش دول "الممانعة" المزعومة، فلها حدود مباشرة مع فلسطين السليبة ولها أرض يحتلها اليهود منذ عشرات السنين، وهي تملأ الدنيا صخباً لفظياً عن المقاومة والتحرير لكنه تحرير في الإذاعات الموجهة والتلفزة المُسَيّرة!!