اللحظات الفائتة
19 جمادى الأول 1431
د. خالد رُوشه

[email protected]
الحياة التي تتساقط من بين أيدينا دائما في صورة لحظات , لاتكاد يتوقف نزفها , تأبى أن توقف عقارب ساعاتها أمام مشكلاتنا أو آلامنا أو أزماتنا ..

إنها بحلوها ومرها حياتنا التي تنقضي أبدا ولا تتوقف لشىء مهما كان , ولا ترجع للوراء أبدا لموقف مهما كان !!

إنها أيامنا المنقضية وأعمارنا الفائتة التي كتبت في سجلات حساباتنا شئنا او أبينا , والتي سنلقى جزاء ما تهاونا فيها وجزاء ما أخطأنا ..

إن معادلة الحياة مع الجزاء معادلة في منتهى العدل , لكنها أيضا خادعة لكل المسوفين في أعمارهم المهملين في الحقوق التي عليهم .

فعقارب الوقت تدور على أية حال , والجزاء يحسب على اية حال , والاختيار كائن لكل إنسان , أن يختار الطهارة والصدق والقيمة , أو أن يختار التلوث والتلون والتخلي عن المبادىء !!

انه الاختيار الحر لكل إنسان منا تجاه ما هو بصدده في عمره كله , باستطاعته أن يلونه بألوان بيضاء زاهية نقية أو أن يسوده بألوان الكدر..

إن اللحظة الفائتة قد مرت بكل مافيها من خسارة, واللحظة الآتية دوما تعطينا الأمل في تصحيح الأوضاع , ووضع اللون المناسب واختيار العمل المناسب .
منهاجنا يتعالى في منطقه وتطبيقه على مناهج العالم كله  في استثمار اللحظة , فلا لحظة فيما فات لا يمكن تداركها , ولا لحظة فيما هو قادم لا يمكن تقويمها .

 إنه يعلمنا أننا يمكننا أن نمحو الأخطاء السابقات بالصالحات القادمات , ويعلمنا أن نبني عالما رائعا في لحظاتنا القادمة إن نحن جعلنا أمامنا العزم الكامل في تعديل المستقبل القادم .

 نبدؤه بندم على الفائتات , وتوبة للرب الرحيم , وطموح وأمل جديد نحو إصلاح الذات والحياة بالصلاح والتقى ...