6 شعبان 1431

السؤال

ما الحل في التبول اللاإرادي عند فتاة في نهاية الخامسة عشر من عمرها، وولد في نهاية الثالثة عشر من عمره... أرجو منكم بعد الله إيجاد الحل المناسب لهما لأن حالتهما النفسية وخاصة البنت يرثى لها من هذا الموضوع.. وهل هذا طبيعي أم سيستمر حالهما.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

كنا سابقا قد اهتممنا بالموضوع ونشرنا حوله بعض المقالات ونحاول ههنا اختصار أهم نقاطه:

أولا: معلومات لابد منها:

1- التبول اللاإرادي من أكثر المشكلات شيوعاً في مرحلة الطفولة, وهو يظهر بعدم قدرة الطفل على السيطرة أو التحكم في مثانته, وأسبابه قد تكون وراثية, أو بسبب أمراض في الجهاز البولي أو اضطرابات في النوم, أو اضطرابات في الجهاز العصبي, أو لعوامل نفسية أخرى كثيرة.

2- تعد مشكلة التبول اللاإرادي مشكلة أسرية في المقام الأول، لأنها حالة تؤثر سلباً على الطفل وعلى والديه، بل قد تصيب الوالدين بنوع من الشعور بالإحباط، كما تصيب الطفل بنوع من الخجل أمام الآخرين. كما تسبب له شعوراً بالنقص والميل إلى الانزواء وغير ذلك، وتؤدي هذه المشكلة بالطفل إلى العناد والتخريب والميل إلى الانتقام في محاولة للثأر من نفسه وسرعة الغضب.

3- التبول اللاإرادي في الليل فقط غالبه حميد وهو عبارة عن تأخر نضوج، وهذا في غالبه عائلي، وغالباً ما يكون أحد الأبوين قد عانى من هذه المشكلة.

4- التاريخ الأسري في هذه الحالات له أهمية كبرى فإننا نجد أن 30% من الآباء و20% من الأمهات قد حدث لهم تبول لاإرادي في أثناء الطفولة كما أن الإخوة الأكبر سنا لديهم بالنسبة نفسها تبول لاإرادي عند الطفولة, وأكدت الدراسات أن مرض التبول اللاإرادي له علاقة وراثية, وأنه ينتقل من الآباء لأطفالهم, وما يزيد على %70 من الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة كان آباؤهم يعانون منها في طفولتهم أيضاً..

5- تختلف حالات التبول اللاإرادي من طفل إلى آخر ولكن غالبا ما يحدث التبول يومياً في معظم الحالات وقد تسوء الحالة نتيجة عقوبة الوالدين للطفل أو إهانته، ومن الناحية الأخرى فإن تفهم الحالة ومحاولة مساعدة الطفل وتشجيعه قد تساعد في تخفيف الحالة.

6- جميع حالات التبول اللاإرادي يسهل علاجها، إلا أن هناك حالات تتطلب تدخلَ أكثر من تخصّص طبيّ واحد مثل: حالات التبول والتبرز اللاإرادي معاً، وهذه المشكلة تنطوي على حالة نفسية معقدة تتطلب تدخل طبيب الأمراض النفسية إلى جانب طبيب الأطفال.

7- يتم التقييم عن طريق الفحص العام من نواح كثيرة مثل الحالة العقلية والنمو العقلي، كما يجب ملاحظة الطفل أثناء التبول لاكتشاف أية مشكلة بالمسالك البولية مثل ضعف سريان التبول واعوجاجه أو حدوث آلام أو تنقيط أثناء التبول فقد يكون هناك ضيق بعنق المثانة أو بمجرى التبول أو التهاب بولي.

ثانيا أهم الأسباب
أسباب عضوية:
(يذكر أن 1% فقط من حالات التبول اللاإرادي الليلي يمكن إرجاعها إلى أسباب مرضية أو عضوية معين).

أسباب عامة:
1- التوتر العصبي: مثل الذي ينتج عن ظروف أسرية غير مستقرة أو غضب الوالدين أو سوء معاملتهما أو قدوم مولود جديد. يُذكر أن التبول اللاإرادي في حد ذاته قد ينتج عنه توتر عصبي للطفل، وهو ما قد يزيد من المشكلة إذا لم تتعامل الأسرة معها بلطف وحكمة.

2-..الوراثة: اكتشف علماء هولنديون عام 1995 موقعاً على الكروموسوم 13 اتضح أنه مسئول جزئيا عن التبول اللاإرادي الليلي. وتوصل فريق العلماء إلى أن الطفل الذي عانى أحد أبويه من التبول اللاإرادي الليلي يكون احتمال إصابة الطفل بنفس المشكلة 44%. أما إذا عانى الأبوان معا منه فاحتمال إصابة الطفل تصل إلى 80%.

3-..مشكلات التنفس: الذي قد ينتج عن تضخم اللوز أو الزائدة الأنفية وفي هذه الحالة يكون التبول اللاإرادي الليلي عرض من أعراض الحالة.

4-.. هناك عدة عوامل نفسية قد تؤثر في الطفل ولكن يلاحظ أن أكثر الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي لأسباب نفسية يتحسنون كلما تقدموا في السن، مع العلاج أو بدونه، وفي حالات قليلة قد تستمر الحالة لمرحلة البلوغ.

ثالثا: العلاج:
هناك عدة خطوات علاجية هامة يجب مراعاتها كالتالي:

1- الامتناع عن عقاب الطفل وعدم إظهار الغضب من ابتلاله.

2- دور الوالدين في تخفيف أثر المشكلة بالنسبة للطفل وتيسير الأمر عليه وإزالة الضغط النفسي عنه وتحسين الجو الأسري من حوله.

3- مشاركة الطفل في حل مشكلته بأسلوب عاطفي حنون ويمكن للطفل أن يشارك في كتابة ملاحظات عن أيام الجفاف وأيام البلل، أن يقوم الطفل بمناقشة طبيبه بنفسه، وأن يتعاون في التبول قبل النوم وأن يقوم بتغيير ملابسه وفراشه بنفسه.

4- الإقلال من السوائل بالذات قبل ساعات من النوم.

5- التشجيع بواسطة المكافآت بالنسبة لليالي الجافة.. وقد تكون المكافأة معنوية بكلمات تشجيعية وقد تكون عينية مما يحبه الطفل.

6- إيقاظ الطفل للتبول عدة مرات ليلاً.

7- المساعدة في تنظيم عمل المثانة عن طريق تدريب الطفل على حبس البول فترات تزداد في طولها تدريجيا أثناء النهار وبذلك تعتاد المثانة على الاحتفاظ بكميات كبيرة من البول.

8- الفحص الطبي للبول للتأكد من خلوه من التهابات المجاري البولية.

9- تشجيع الطفل معنوياً والثناء عليه عند عدم تبوله ليلاً, وعدم تأنيبه والسخرية منه، إذ إن هذا أمر ليس في مقدوره، بل تشجيعه بمكافأته حين يصحو من نومه ولم يتبول.

10 – يمكن الاستعانة ببعض الأعشاب المحلاة بعسل النحل مثل: الحرمل والبابونج والشونيز والشمر والشكوريا والجنزبيل مع مراعاة تحليتها بعسل النحل وتفريغ المثانة قبل النوم مباشرة, وللعسل فوائد كثيرة مجربة في هذا المجال وليس له أية أضرار..

____________________
مستفاد من دراسة بعنوان: برنامج للتدريب على مقاومة التبول اللاإرادي عند الأطفال , لخالد روشه.