30 رمضان 1431

السؤال

أنا معلمة, لاحظت إحدى الطالبات تبالغ في حكاية المواقف.. بعد فترة ودون أي مقدمات أخبرتني أنها تزوجت، تعجبت من الخبر، وكان قبلها أخبرت معلمة غيري، تحققنا من الأمر فاتضح لنا للأسف أنها كاذبة! واستمرت تنقل القصص لصديقتها حول زوجها الذي تدعي!! وماذا يفعل.. وكذلك تحكي لصديقتي المعلمة عنه أما أنا فلم تسترسل معي؛ ولعلها لمحت في عيني عدم تصديقها.. فما رأيكم كيف نتصرف معها؟ وهل نخبرها أننا اكتشفنا أمرها؟ أرجو سرعة الرد..

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

عادة ما يكون وراء الكذب أسباب مختلفات منها:
- الخوف من العقوبة.
- التجمل ومحاولة تزيين الذات.
- رغبة الحصول على ميزة أو مكسب أو فضيلة ما يصعب حصوله عليها بدون الكذب.
ويبدو أن حالتنا ههنا تتجه نحو سببين هما: التجمل أمام الغير ومحاولة التزين أمامه، وكذلك الرغبة الذاتية في الزواج وإشباع الرغبات الشخصية.
ولكي ننطلق في علاجنا من منطلق صحيح لابد من دراسة الموقف دراسة متأنية، ويمكننا مواجهة ذلك الموقف من خلال عدة نقاط:
1- عمل بحث اجتماعي قريب عن الفتاة، بحيث يبصرنا بمعلومات اجتماعية عنها وعن ظروفها الشخصية وأسرتها.
2- عقد لقاء مع والدتها وأخواتها ومحاولة التعرف أكثر عن طبيعتها وما يمكن أن تشكو منه أسرتها منها وما تراه من إيجابياتها.
3- نجمع رأي معلماتها فيها عن سلبياتها وإيجابياتها، وكل ذلك وما سبق من خطوات بدون الحديث عما فعلت من كذبة.
4- نحاول بعد دراسة المعلومات التي بين أيدينا أن نتفهم دوافعها أو ما يمكن أن يكون دافعا لكذبها.
5- نختار لها اثنتين أو ثلاثة من المعلمات الصالحات، ويعقدن معها جلسة مصارحة, ثم يواجهنها بكذبتها التي تنشرها، ويسألنها عن سبب ذلك وما وراءه، ويقبلن منها ما تقول بغير تشدد في ذلك ويطلبن منها عدم التمادي في ذلك وعدم الكذب فيما بعد.
6- يأتي دورك ههنا وهو التقرب إلى الفتاة وعقد جلسة معها تبينين لها قيمة الكذب وخطره وقيمة الصدق وفضيلته، ثم تسألينها بوضوح عن الدافع وراء ذلك وتكونين تجاهها مرجعية تربوية تستطيع من خلالك أن تتحدث عما بداخلها وشكواها وأحلامها ومشكلاتها، والحديث عن الزواج بكل متعلقاته بصورة إيجابية موجهة.
7- يجب أن يوجه جزء من العلاج للبيئة التي تعيش فيها الفتاة، ويجب أن ينصحوا في موضوع الصدق والانتباه للوقوع في الكذب ومساعدتهم في ذلك كي يستطيعوا مساعدة الفتاة.