قمة على شفير الهاوية .. كيف نتجنب السقوط ؟
14 ربيع الثاني 1431
عبد الباقي خليفة

تتحررالقدس عندما تتحرر الأمة من جلاديها ومحتليها

عاد الرؤساء والأمراء العرب ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية العرب إلى قصورهم سالمين بعد حضور ما وصفت بالقمة العربية التي شهدتها مدينة سرت الليبية يومي 27 و28 مارس 2010 م دون الاتفاق على شئ له أهمية يعود بالنفع على الأمة الاسلامية والمضغة العربية جزء هام واستراتيجي في بنيتها الكلية. فقد تم تأخير كل شئ إلى " القمة الاستثنائية " التي يقال أنها ستعقد في شهر سبتمبر القادم. ويبدو أن ذلك تم حتى لا يدان الكيان الصهيوني، في جريمة اغتيال محمود المبحوح، كما تم إلغاء قمة تونس حتى لا تتم إدانة نفس الكيان في جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين رحمهما الله وبلغهما منازل الشهداء، فتسقط الادانة بالتقادم.

 

وهناك أسباب جوهرية أخرى لتأجيل النظر في المقترحات، كاقتراح عمر موسى تكوين " رابطة الجوار العربي " وهي مقدمة لتأسيس " رابطة الشرق الأوسط الكبير " والذي يضم الكيان الصهيوني في مرحلة لاحقة. فإدراج تركيا كمرحلة أولى ليس سوى استدراج مقبول من قبل الشعوب المسلمة في الحيز العربي من الامة الاسلامية، وبذلك يضرب عصفوران بحجر واحد، وهما الوحدة العربية، والوحدة الاسلامية ، من خلال تكوين فضاء هلامي يضم دولا أخرى من افريقيا وآسيا،وحتى أوربا ويا للمفارقة. وربما أوسع من ذلك ليشمل أمريكا. ويبدو الثمن الذي دفع للجانب الليبي، لتكون القمة هزيلة، وتخرج خالية الوفاض، هو إلغاء تأشيرة دخول المواطنين الليبيين لدول تشينغن والتي تضم جميع دول الاتحاد الاوروبي، وسبق ذلك اعتذار ( غريب ) من الولايات المتحدة لطرابلس الغرب.

 

ضلع آخر في أسباب تأجيل ( القمة ) إلى سبتمبر القادم، يتمثل في إعطاء فرصة للكيان الصهيوني للقبول بمبادرة السلام العربية، مقابل انضمامها لرابطة الجوار العربي، وتحقيق حلم " العقل الصهيوني والمال العربي "، وقد تم التركيز على موضوع " رابطة الجوار العربي " أكثر من اقتراح الرئيس اليمني إنشاء " الاتحاد العربي " بدل جامعة الدول العربية، والتي كان انشاؤها باقتراح غربي، حتى قيل " أراد العرب الوحدة فألهوههم بجامعة الدول العربية، وأراد المسلمون الوحدة فأنشئوا لهم منظمة المؤتمر الاسلامي " والجوار العربي ليس افريقيا وآسيا فحسب بل ايطاليا وفرنسا واسبانيا واليونان وقبرص ومالطا، وبالتالي تأجلت آمال المسلمين للقمة الاستثنائية وذهبت صيحات أهالي غزة الذين تظاهروا مع وعود لملمة الصف العربي من قبل زعماء متفرقين ومتناحرين ومتصادمين ومختلفين وحتى معادين لبعضهم البعض، وفاقد الشئ لا يعطيه، كما يقولون.

 

لقد استمرئ، القادة العرب، استغفال بعض الأوساط الغربية والصهيونية لهم بشكل يدفع للحيرة. لكن إذا أدركنا بأن المصالح الشخصية ومن ثم القطرية هي التي تملي على الأنظمة العربية مواقفها، نعرف لماذا هم يتلاعبون بمشاعر الناس ومصائر الشعوب، خدمة للأجندات الخارجية. ولو أخذنا مسيرة ما يسمى بالسلام والتي انطلقت من أوسلو قبل 18 سنة، نجد " العرب " ينتقلون من ضياع إلى ضياع، ومن فشل إلى آخر، ويسقطون باستمرار في الألاعيب السياسية للصهاينة والغرب على حد سواء، فالصهاينة يعتبرون الضفة الغربية جزءا من أرض الميعاد، ومستعدين لالهاء العرب 100 سنة أخرى في مفاوضات عبثية لا طائل من ورائها. وما يسمون بالقادة العرب، لا يخفى عليهم ذلك، ولكن لشعورهم بالعجز وافتقادهم للشجاعة لا يستطيعون قول ذلك لشعوبهم، فيلهون مواطنيهم الجياع والمتعطشين لتحرير الأقصى بطبخ الحصى لهم حتى يناموا بمفعول ما تنشره فضائيات أولئك القادة العظام من غناء ورقص وأفلام محلية وعربية ومدبلجة. في حين يستمر العدو في تهويد القدس وقضم الأراضي المحتلة.

 

وفي ظل أوضاع بالغة التعقيد، ولا سيما على الساحة الفلسطينية، القضية الرئيسية للأمة، إلى جانب قضايا أخرى من بينها، العراق، والسودان، واليمن، والصومال، والمغرب، نجد قادة الأنظمة العربية يهربون للأمام، ويؤجلون البت في القضايا دون اعتبار لقيمة الزمن.
لقد جرت " القمة " في ظل غياب عدد من الملوك والرؤساء والأمراء العرب، وهو ما جرت عليه العادة في القمم الـ 22 وهو عدد الدول العربية. أي بمعدل قمة لكل دولة، تساوي بدورها حلقة في مسلسل الاصفار، في حال قارنا الخيبات بما يمكن وصفه جدلا وتجاوزا بالانجازات.

 

جرت القمة والعدو الصهيوني يواصل تهويد القدس بل فلسطين كلها من خلال جملة من التغييرات الاستراتيجية على الأرض، كبناء كنيس الخراب، في القدس. وتوسيع الاستيطان في المدينة المقدسة ولا سيما في القدس الشرقية. بينما يتخبط قادة الأنظمة العربية، بين دعوة الفلسطينيين إلى مواصلة المفاوضات غير المباشرة مع العدو، وبين القول بعدم استئناف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان.ولم يعطهم العدو حتى فرصة لاقناع شعوبهم بالملهاة الجديدة واللعبة القائمة، من خلال أحداث الأقصى في 5 مارس 2010 م وما جرى فيها من مواجهات بين قوات الاحتلال والشعب الفلسطيني مما أدى إلى جرح 71 فلسطينيا.

 

يدرك قادة الأنظمة العربية أنهم أعجز من أن يقدموا شيئا للقضية الفلسطينية، ليس بسبب افتقاد الوسائل ولكن لغياب الارادة، فكل زعيم لنظام تربطه مع الأطراف الصهيونية والغربية مصالح خاصة، ومصالح تتعلق بنظامه وسلطته، تعجزه عن فعل شئ للامة ولفلسطين. ولو تمعنا في ما قاله ( الأمين العام ) لجامعة الدول العربية عمر موسى للقناة السعودية الأولى قبل انعقاد قمة سيرت، لتبين للجميع الموقف العربي الحقيقي من القضية الفلسطينية فعندما سئل عن عجز الجامعة عن ايجاد حل للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية الأخرى أجاب بكل بساطة " لم تستطع الامم المتحدة ومجلس الامن والاتحاد الاوروبي فكيف تحلها الجامعة العربية " ؟!!!

 

فهم منهزمون في أعماق أعماقهم إلى حد الاعتراف بالعجز، وما يقولونه في وسائل الاعلام مجرد ضحك على الشغوب واستغفال لها. وهم يعلمون أن المبادرة التي قدموها في قمة بيروت سنة 2002 م رد عليها الكيان الصهيوني بمحاصرة عرفات ومن ثم قتله بالسم. ودعوة عمر موسى إلى موقف موحد في حال فشل السلام مع الكيان الصهيوني، وكأن المفاوضات لم تفشل أصلا، محاولة لتغطية الفشل، وإخفاء العجز، فقادة الأنظمة العربية يدركون أن الصهاينة والغربيين يلاعبونهم، كما يلاعب الكبار الصغار والذين يعلمون محدودية التفكير لدى من هم دونهم فيمررون عليهم حيلهم وألاعيبهم. وقد اعترف عمر موسى بذلك في الحوار المشار إليه، حيث ذكر كتاب " الألاعيب السياسية " الذي صدر مؤخرا في أكثر من ألف صفحة،ويتحدث بالأسماء والوقائع عن وقوع قادة الأنظمة العربية والمفوضين باسمها، ومن بينهم عمر موسى كما اعترف بذلك، في ألاعيب الساسة الصهاينة والغربيين.

 

إذن قمة سيرت تكرار لتلك الالاعيب وذلك الفشل المستمر منذ قيام النظام العربي الرسمي في أربيعنيات القرن الماضي، ولا يزال مستمرا بنفس الوتيرة حتى اليوم، ويتحدث عن امكانية فشل عملية السلام كما لو كانت لم تفشل من خلال ما يجري على الأرض ومن ذلك بناء 1600 وحدة سكنية فوق الأراضي المحتلة سنة 1967 م، واستمرار حصار غزة الذي تجاوز الألف يوم، عند انعقاد قمة سيرت.
لم تأت ( القمة بضم القاف ) والتي لها مدلول خاص في اللهجة المغاربية، ولا سيما التونسية والليبية، على قضية الأسرى، ولم يتحدث أحد غير أهالي الأسرى، والذين يشعرون بوجعهم، عن صندوق لدعم الاسرى وذويهم ولا التحرك على الصعيد الدولي لتقديم المجرمين الصهاينة للقضاء الدولي، وجعل عام 2010 م عام الأسرى الفلسطينيين والأحرار في سجون الأنظمة العربية، ودعم المقدسيين وصمودهم بل الفلسطينيين عموما داخل الارض المحتلة.

 

لقد بدا العدو واضحا فيما يريد، مما أربك دعاة الاستسلام، من خلال هدم المنازل وتهجير الفلسطيين وتغيير البنية الديمغرافية واستمرارالحفريات تحت المسجد الأقصى، وانتهاك حرمته واغلاق أبوابه في وجه المصلين، ومحاولات اقتحامه، والسعي لهدمه وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه، واعلان المسجد الابراهيمي في الخليل تراثا يهوديا، ومسجد بلال بن رباح، وأسوار البلدة القديمة في القدس ضمن قائمة التراث الصهيوني. واستمرار حصار غزة للسنة الرابعة على التوالي، ولم تصدر قمة سيرت قرارات واضحة برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر أمام الاشخاص والبضائع، واتخاذ قرار عاجل باعادة بناء المنازل وترميم المتصدع منها من جراء العدوان الاخير، وإعادة النظر في الموقف السياسي لقادة الأنظمة العربية، ليس بالذهاب للحرب التي تبقى خيارا لا سيما إذا فرضها العدو علينا، وإنما بتصحيح المسار وإعادة الاعتبار للجماهير والامة وقواها السياسية ومجتمعها المدني وأصوات الأحرار الداعية لاشراك الامة في اتخاذ القرار إن لم يسلم لها لتولي أمرها بنفسها.
وبدل إدانة الانقلاب على نتائج الانتخابات في الأراضي الفلسطينية خارج الخط الأخضر، والتخلص من التدخل الخارجي وإدانته، وإعادة وثيقة المصالحة إلى نصها الذي وافقت عليه حماس ثم فوجئت باحداث تغييرات عليها عند التوقيع، بدل ذلك يواصل البعض، ولا سيما مصر إدانة موقف حماس، والسعي مع الكيان الصهيوني للاطاحة بها من خلال جدار العار، والذي يمهد لعدوان صهيوني على غزة، كما يصرح بذلك قادة العدو.

 

كل ذلك يجري والجماعة لا يزالون يخطبون ويظنون أنهم أسمعوا شعوبهم ما تريد سماعه، بينما الشعوب لم تعد تقنع بما تسمع ولكن بما ترى، حتى لو قال البعض ذلك، كما لو أنه فرد في الامة وليس معنيا بالفعل والانجاز. ففشل العرب في وقف الممارسات الصهيونية الماضية في تهويد القدس مرجعه غياب الخطط الجاهزة للرد، والتي تأخذ طابعا رقميا أو حروفيا كما يعمل العدو الذي لديه خطط للتراجع لو اضطر إلى التقهقر في مساعيه الرامية لتهويد فلسطين وطمس المعالم الاسلامية وربما المنطقة بأسرها وليس القدس فحسب. ومن ذلك اتخاذ قرار برفع الحصار عن غزة فورا، ولو بقرار فردي من القاهرة مدعوما عربيا على المستويات السياسية والاقتصادية والاعلامية وفي الساحات العربية والاسلامية والدولية.

 

إن غياب بعض قادة الأنظمة العربية عن حضور القمم كما جرى مؤخرا مثل غياب رئيس لبنان، والعراق، ومصر، ودولة الامارات العربية المتحدة، إلى جانب ملوك السعودية، والبحرين، والمغرب، ساهم في تكريس الانطباع عن العرب بأنهم متشاكسون " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى " بل هذه الآية لا تنطبق عليهم، فهم أقرب لقوله تعالى " فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء " لمخالفتهم أمره سبحانه. وكان غياب دولة الامارات، مميزا مما يجعل إدانة انتهاك الموساد الصهيوني للأراض الاماراتية، واغتيال الشهيد محمود المبحوح، غير ذي جدوى.وكان بالامكان أن يكون الوضع أكثر سريالية لو تمت دعوة حركة حماس أو رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل لحضور المؤتمر، حيث تم تسريب تهديدات لزعماء عرب بمقاطعة القمة في حال دعيت حماس كوفد أو ممثلة في رئيس مكتبها السياسي. فيما تبارى بعض من حضر ( القمة ) في كسب ود الجماهيرالعربية بخطابات حماسية ومرثيات بدون برامج، وبدون مشاريع، وبدون خطط قابلة للنقاش والتنفيذ.

 

على قادة الأنظمة العربية أن يجيبوا الآن، عن سؤال ما الذي أعدوه لانقاذ القدس وتصفية آثار عدوان 1967 ؟.
ما الذي قدموه لاعمار واسكان الفلسطينيين ودعمهم في مواجهة التهويد والاستيطان وحماية اسلامية القدس وعروبتها ودعم صمود الفلسطينيين ؟.
ما الذي قدموه في القمة على صعيد التحرك الدولي لتحقيق الدعم للقضية ؟
ما الذي أعد على الصعيد الاقتصادي لهذا الغرض ؟
ما التغييرات التي يتخذونها لاحترام الانسان، وتنقية الاجواء، حتى أصبح زعماء الأنظمة العربية كأطفال مشاغبين داخل صف دراسي يديره أستاذ ضعيف الشخصية ؟.
ماذا عن الانتقال لمجلس الامن لعرض مشروع قيام دولة فلسطينية على حدود 67 ؟
وماذا عن رفض الصهاينة بوقاحة وجهرا حدود 67 ؟
وهل سيصمدون في رفض المفاوضات غير المباشرة دون وقف الاستيطان أم يواصلون المواقف البرتوكولية الهزيلة التي لا ترقى لمستوى التحديات والتهديدات التي يتعرض لها الاقصى، بل الأمة بأسرها ؟
هل يستمرون في محادثات إضاعة الوقت ليكمل العدو جريمته ويكشف البعض بذلك عن تواطئ واضح ؟. هل يستمرون في تكريس الوصاية على الشعوب والامة، والاستمرار في اعتقال الاحرار ومنع المظاهرات وجمع الاموال لفلسطين ؟.

 

القضية ليست قضية تدوير منصب الامين العام، ولا رصد 500 مليون دولار للقدس، يعتقد من تحدث عنها أنها لن تصل كما لم يصل مبلغ ملياري دولار لغزة، تحدث عنها في قمة الكويت. وليست القضية فيما يجري في اليمن ولا في الصومال منذ 3 عقود ولا العراق منذ احتلاله سنة 2003 م وإنما هي قضية نظام عربي تغير العالم من حوله وظل على حاله.
المشكلة ليست في القمة ومن يحضرها ولا يحضرها، ولكنها في العمالة، وفي الاستبداد والتواطئ مع الأعداء. وفي السرقات ونهب ثروات الشعوب، ودفع الأتاوات والجزية للاخرين، ورهن الامة وحاضرها ومستقبلها وحتى ماضيها للاخرين... أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع، وتسكن في أوطان كما لو كانت قطعان من الماشية.. أمة تعاني من الرشوة والفساد والمحسوبية والتجزئة.

 

الهيكلة الحالية للانظمة العربية لا تساعد على حل أي مشكلة. فما يريده العرب لا يمكن أن تحققه القمم ولا الانظمة مجتمعة. إذ أن مصلحة الفرد ( الزعيم ) فوق النظام، والنظام فوق الدولة، والدولة فوق العرب جميعا.
إن غياب آلية في اختيار من يمثل الناس والشعوب والامة، وغياب الحريات العامة. جعل من لم ينتخبه أحد يصرح في وقاحة " السلام خيار استراتيجي وليذهب للحرب من لم يوقع مع اسرائيل اتفاقية سلام ".
ولمعالجة فشل قادة الأنظمة العربية لا بد من إدخال عنصر جديد هو العنصر الاسلامي والانساني الدولي وتنويع دوائر الدعم للقضية الفلسطينية، دون خلط، فليس الجوار العربي بديلا عن الحل الاسلامي، وليبقى في إطار الدوائر المساعدة وليس دائرة واحدة تقضي على التمايز الاسلامي.

 

لتبقى دول عدم الانحياز دائرة والمنظمات الحقوقية والاحزاب والحكومات المنصفة في الغرب والشعوب الغربية دوائر مستقلة تدعم الدائرة الاسلامية، وليست جزءا من جوار لا يؤمن جوره. لا بد من استراتيجية للتعاطي المباشر مع شعوب العالم. فالقول بأن تديين القضية سيعطي اسرائيل دعم المنظمات المصهينة يثير السخرية كما لو أن هذه المنظمات لا تدعم اسرائيل فعلا. وكيف نمنع مسلم من التعبير عن اسلامية القدس وربطها بعقيدته ودينه، وكيف يمكننا أن نقول له : يمكنك فقط التعاطف الانساني.. هذا الكلام ولا شك، خاص بالدوائر الانسانية، خارج الحقل الاسلامي الكبير من طنجة إلى جاكرتا، والأطراف المرتبطة بهذا المركز في العالم ؟!!!