كتاب "الصومال.. مفردات الأزمة وأبجديات الحل".. يحدد أسس المصالحة
26 ربيع الأول 1431
موقع المسلم

يمر الصومال بمنعطف خطير، يعاني فيه من جملة من المشكلات والعوائق التي تحول بينه والاستقرار والاستقلال عن القوى الخارجية، وفي مقاربة لرسم خارطة طريق للحل في الصومال، كان كتاب "الصومال.. مفردات الأزمة وأبجديات الحل"، للباحث أمير سعيد، والصادر عن مركز الرسالة للدراسات والبحوث الإنسانية بالقاهرة، في 88 صفحة، من القطع الكبير، ضمن عدة إصدارات للمركز تتعلق بمنطقة القرن الإفريقي، والبحر الأحمر، والتحديات التي يواجهها المسلمون في تلك البقعة الاستراتيجية من العالم الإسلامي والعربي.

 

والكتاب ينقسم إلى خمسة أركان، هي التعريف بالصومال الكبير في حدوده الجيوسياسية، والقبلية، وخارطة قواه في كل أقاليمه الخمسة (أو الستة حالياً) وجماعاته وأحزابه، وماهية التحديات التي يلاقيها والصراعات، والاستراتيجيات العامة الحاكمة (الولايات المتحدة ـ فرنسا ـ إثيوبيا ـ إرتريا ـ مصر ـ اليمن ـ إيران ـ ...)، وتوصيات أخيرة. وذلك من خلال أربعة فصول، يحاول فيها الباحث أن يقدم تعريفاً بأصالة هذه المنطقة إسلامياً، وأهميتها، ويلحظ فيه التشابه بين ما استهدفها "استعمارياً" في السابق، وكيف تعاطى معه الأسلاف، وكيف تمكنوا في لحظات معينة من التعامل مع الواقع بقدر عالٍ من الواقعية والمرونة والقوة العقدية في آن معاً، واستلهام بعض النتائج والشواهد التي ترسم صورة صحيحة للمستقبل مع الأخذ في الاعتبار تغيرات الزمان، والظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالصومال، ومن ثم تحديد بعض ملامح النهضة للصومال في ظل ما يحيط بها من مشكلات وما يعترضها من عوائق.

 

ويرى الكاتب أن تشخيصاً واقعياً شاملاً، وقدر كبير من المراجعة، ووضع الأيدي على الجراح الحقيقية، لا ظواهرها فقط، كفيل بوضع أقدام الحريصين على عودة الصومال للاضطلاع بدوره المحوري في المنطقة على أول خطوات الطريق، وهو يتناول أفكار القوى التي تهيمن على المشهد الصومالي في حجمه الصغير الذي آل إليه بعد عدة مراحل تفكيكية، وتناول الدوافع التي تغذى الاحتراب الداخلي، سواء أكانت أيديولوجية أ غير ذلك، وحدود التماس مع الإرادات الإقليمية والدولية.

 

والكتاب يحاول الإجابة عن هذه الأسئلة:
1 ـ لماذا الصومال مستهدف بهذه الدرجة؟ ولماذا رسم الخط الأحمر لعدم عودته كمركز الثقل الأول في القرن الإفريقي بدلاً من إثيوبيا الحالية؟

 

2 ـ ما أسباب الصراعات القائمة وعلاقتها بالجغرافيا السياسية والحدود المقصودة لتفعيل أدوات النزاعات، ولماذا يظل الصومال عصياً على الحل في غياب الفعل الخارجي الإسلامي؟

 

3 ـ كيف كان الصومال نموذجاً لما يتم في كل العالم الإسلامي، والتناول الدقيق للقوى الحاكمة في الصومال المشتعل الآن (الإيطالي)، والتشابه التاريخي في أنماط الاستعمار القديمة والحديثة، وتضاريس الهبوط والصعود في الدور الصومالي في المنطقة.

 

4 ـ لماذا هذا التوقيت للفوضى في الصومال، ورصد اللحظة جيداً في تعاطي العالم "الاستعماري" مع الصومال، وما نطاق المسموح به وغير المسموح وفقاً للأهمية الجيوستراتيجية للصومال، وتناول المسألة النفطية واليورانيوم، وعبقرية المكان، ومسألة "البعث" الديني، والقرصنة، والدور الدولي في الصراعات.

 

إضافة إلى جملة من الأسئلة الأخرى.

 

وأهم أركان الكتاب، هو ما يتعلق بكيفية نهوض الصومال، والتوصيات المطروحة داخلياً وخارجياً، وكيفية قراءة الحاضر والتعاطي معها بوعي استراتيجي وفكري، استهداء بالقيم والتاريخ..
ويلحظ في الكتاب رغبته في تناول الصومال الكبير ككتلة واحدة لاعتبار أن خيار التوحد كاستراتيجية مستقبلية أمر حتمي يستحيل بدونه ضمان استمرار الصومال بأجزائه الحالية.