15 ربيع الثاني 1431

السؤال

لدي ابنة تبلغ من العمر سنتين وسبعة أشهر، وهي عنيدة، ولا تسمع الكلام، وعنيفة في تصرفاتها، علماً بأنها مدللة من كل العائلة، علما بأنها ذكية جدًا، ولكن تصرفاتها عنيفة، فهي تلجأ إلى الضرب والتكسير، وتلجأ إلى البكاء؛ لتنال طلبها، ولأننا لا نحب أن نراها تبكي فإننا ننفد كل طلباتها، فكيف أخفف من عنادها وتصرفاتها العدوانية؟!

أجاب عنها:
همام عبدالمعبود

الجواب

أختنا الكريمة:
لا شك أن تربية الأبناء أمر ثقيل، إلا على المربين الواعين، الذين يأخذون الأمر بجد واجتهاد، ويستفيدون من خبرات من سبقوهم من آبائهم وإخوانهم الذين خاضوا غمار التجربة، ووفقهم الله لتربية أبنائهم، وحملهم على أفضل الصفات، وأجمل الخلال.
ومن خلال قراءة استشارتك تبين لي أن لديكِ أبنة عمرها سنتان وسبعة أشهر، وأنها (عنيدة) و(لا تسمع الكلام) و(عنيفة في تصرفاتها)، حيث (تلجأ إلى الضرب والتكسير)، وأنها (مدللة) من كل العائلة، وأنها (ذكية جدا)، وأنها (تلجأ إلى البكاء) لتنال طلبها، وأنكم تنفذون لها كل طلباتها، لكي لا تبكي!، ولأنكم لا تحبون أن تروها وهي تبكي!!، ثم تختتمين رسالتك بقولكِ: كيف أخفف من عنادها وتصرفاتها العدوانية؟!
وحتى نكون قومًا عمليين؛ فإنني ألخص لكِ ردي في النقاط التالية:-
* يؤكد خبراء التربية والمتخصصين في تربية الأطفال في هذه المراحل العمرية المبكرة أن الطفل الطبيعي (ذكرًا كان أم أنثى) يتصف بصفات محددة منها: الفضول والفوضوى، التمركز حول الذات، كثرة النشاط والحركة.
* ومعلوم أن المفهوم الصحيح لـ"عملية التربية" يتلخص في: تحويل هذه السلوكيات السلبية للطفل إلى سلوكيات إيجابية، ليصبح: متعاونًا مع الآخرين، مهذَّبًا في تعاملاته، ويتفق خبراء التربية على أن عملية التحول السلوكي لدى الطفل تطول أو تقصر حسب قوة العلاقة بين الطفل والشخص القائم على العملية التربوية.
* ولا شك أن للأم الدور الأهم في عملية التحويل السلوكي لدى الطفل، نظرًا لقربها منه، ولطول مدة مكثها معه، وللحب الغريزي الذي أودعه الله في قلبها تجاه أطفالها، ومن ثم يأتي دور الأم في تعليم طفلها النظام من خلال قاعدة (إفعل ولا تفعل)، وقد يضيق الطفل ذرعًا بالقيود والضوابط النظامية التي تضعها الأم، فيلجأ إلى عدد من الوسائل لإظهار رفضه وامتعاضه مثل: العناد أو البكاء أو العنف مع إخوته الصغار أو تحطيم بعض الأشياء في البيت، وهنا تظهر المشكلة التي نحن بصددها.
* وقد يلجأ الطفل إلى هذه التصرفات كوسيلة للفت انتباه الأم أو الأب إليه، نظرًا لانشغال الأم عنه، وربما كان الدافع هو الغيرة من إخوانه أو أقرانه، أو لإعلان احتجاجه على إهماله أو الانشغال عنه.
* لا تنزعجي لما يبدر من طفلتك، فإن غالب الأمهات في ذلك مثلك يشتكين، فلا تهبي مسرعة كلما رفع صوته بالبكاء والصراغ، ولا تقومي بتلبية كل ما يطلب، فقد يكون التجاهل علاجًا لحالته، لكن هذا شريطة أن يتكاتف الجميع بالمنزل (الأب + الأم + الإخوة+ الأعمام + الأخوال+...) على تنفيذ هذا الأسلوب التربوي الناجع!، مع مراعاة احتضانه وتقبيله بعدما يسكت عن البكاء، ولا مانع من تنفيذ بعض طلباته (المعقولة) بعدما يسكت عن الصراخ بفترة قليلة.
* تهيئة جو مناسب لها، للعلب والاختلاط مع قريناتها من الأطفال، لأن ذلك يساعدها على توسيع مداركها والتأثر الإيجابي بمصاحبة قريناتها، وهي أمور تساعدها في عملية بناء شخصيتها بصورة صحية.
* تجنب ضربها، فقد أكد خبراء التربية أن الضرب – في هذه السن – وسيلة خاطئة، ولا يترتب عليها سوى الكراهية، وتعليمها الخوف والجبن، بينما يؤيد الخبراء نظرية (التجاهل والتحفيز) في تربية الطفل في هذه المرحلة العمرية الحرجة.