21 جمادى الثانية 1432

السؤال

أنا ممن يحب القراءة ومشكلتي لا أبدا في كتاب إلا وأنتقل إلى آخر من كتاب عن التربية لكتاب رقائق إلى كتاب تطوير الذات مما حيرني وأرقني كثيرا فما الحل وكيف أنظم قراءتي للكتب حيث تكون مفيدة مع العلم أني طالب في كلية الشريعة وتخصصي في الميدان الدعوي (مدرس حلقة...تربية) فأرشدوني مأجورين.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله: الأخ السائل الكريم
أمدحك لاهتمامك بالقراءة والاطلاع فإنها باب العلم وسبيل الفهم وطريق التميز والنبوغ..وأنصحك ههنا بأمور لعلها تعينك فيما عنه تسأل ومنه تحتار..
1- إن هناك مقدارا من العلم لا يستطيع امرئ أن يستغني عنه وهو الواجب في حياته الإيمانية، من تعلم لعقيدته الإيمانية، ولما يمكن أن يمسها أو يخدشها أو يقدح فيها من سلوكيات وأقوال وأفعال، ثم من تعلم لفقه العبادات كلها حتى تخرج عباداته صحيحة سليمة متبعة لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم من تعلم لأصول الدين وثوابته التي ينبني عليها الإسلام، هذه الأمور وغيرها مما لا يسع أي مؤمن جهله من العلم والتعلم هي بدايات الفهم ومنطلقات العلم، فحاذر أن تبدأ في غيرها قبل أن تهتم بها وتتشربها، وليكن تشربك لها على يد علماء صالحين وفقهاء معتبرين فإن تعذر فعلى يد طلبة علم نابهين مشهود لهم بالخير والعلم..
2- لابد أن تتفهم قدراتك الشخصية وميزاتك الذاتية وميولك النفسية والعقلية، وعندئذ تخير من القراءة ما يقوي فيها ما تتميز فيه، وينمي فيها ما تحب أن تتخصص فيه، فاختر لنفسك مجال تميز وسبيل تخصص واشغل نفسك فيه واهتم فيه بجمع العلم من أطرافه وأنصحك ههنا أن تكون دراستك وقراءتك موجهة عن طريق دراسة رسمية منتظمة..فإن لم تستطع فعن طريق متخصص موجه لك..
3- إن لكل وقت شغلا، وهناك أنواع من العلوم والقراءات لا تناسب أوقاتا من اليوم فحاول جاهدا ترتيب يومك بين قراءتك، وليكن في ابتداء يومك وفترة نشاطك قراءة ما يحتاج إلى إعمال عقل وفهم وتدبر ثم اجعل للأوقات الأخرى ما هو أقل فأقل.
4- تختلف الأحوال النفسية والمزاجات الشخصية للإنسان عبر الأيام، فلا بأس أن تضع لنفسك بعض القراءات اللطيفة التي تروح عن النفس وتثير السعادة وتبعد الأحزان.
5- إياك أن تبدأ في قراءة كتاب كبير طويل بدون أن يكون لك منهج في قراءته وتفهمه مع معلم أو موجه أو متابع، فأنت عندئذ تهدر وقتك وتعرض نفسك للانقطاع وتتبع رغبة النفس المؤقتة تجاه القراءة، فليكن لك متابع عالم أو مرب نابه يتابعك فيما تقرأ.
6- لا تهمل التدرج في القراءة من الصغير للكبير ومن السهل للأقل سهولة وهكذا حتى تصل إلى الكتب الكبرى والمؤلفات العليا ولما سئل ابن عباس عن الربانيين ما معناها قال: "هم الذين يربون أنفسهم على صغير العلم قبل كبيره...
7- اعلم أنه ما من كتاب إلا وفيه فائدة عظيمة فلا تستقل كتابا مادام منهجه صالحا وموضوعه نافعا، فقد تجد في الأنهار مالا تجده في البحار.
8- تعلم أن تدون أهم ما تقرأ وأن تضع علامات تحت ما تراه نافعا فيما قرأته وتدونه في مدونات خاصة، فبعد عمر ما ستجد فيها كنوزا قد غفلت عنها.. وفقك الله.