تقاطع المصالح في اليمن..أمريكا وإيران والقاعدة والحراك
18 محرم 1431
طلعت رميح

كان عام 2009، عاما لتثبيت واحدة من أهم العوامل الحاكمة للصراع الدولي على العالم الإسلامي والتي جرى تدشينها بعد أحداث سبتمبر عام 2001، والقائلة بأن القاعدة هناك طالما وجد الأمريكان والعكس صحيح أيضا، إذ عليك التفتيش عن القاعدة أينما وجد الأمريكان في أي بلد عربي أو إسلامي، وأن القاعدة إذا وجدت في مكان فلاشك أن الأمريكان هناك.

 

 

وقد رفض العام المنصرم أن يغادرنا قبل أن تتأكد ذات القاعدة فى اليمن من باب صراع دامٍ جديد أو عن طريق فتح جبهة صراع أخرى في هذا البلد الذى يعانى من نفسه على كل صعد المعاناة.
 قوة قتالية جديدة انضمت إلى القوى المتقاتلة والمتصارعة على اليمن، وأخذت من بعض المحافظات مركزا لوجودها وقتالها العلني، وبذلك لم تعد الدولة والحوثيون والحراك الجنوبي وحدهم في المعركة – وخلف كل منهما من خلفه - بل دخلت القاعدة ووراءها الأمريكان (والعكس صحيح طبعا) إلى دوامة المعركة الجارية هناك، لتفتح ساحة صراع جديدة بين القاعدة والأمريكان والحكم الراهن.

 

 

صحيح أن القاعدة كانت هناك من قبل، لكننا أمام حدث كبير وتطور يمثل نقلة نوعية في نشاط ووجود القاعدة، من جهة ومن وجود ونشاط الأمريكان (والبريطانيين) من جهة أخرى، إذ يتحول الوجود والدور الأمريكي بدوره إلى حالة الوجود والتدخل المباشر. وهنا يلفت النظر، أن الصراع في اليمن وعليها قد تحول بالفعل الى صراع إقليمي ودولي بامتياز، وعلى نحو أكثر وضوحا مما جرى حتى في العراق، على الأقل، لأن اليمن في جوار السعودية، والحوثيون أصحاب مخطط لاستدراجها في حرب إنهاك، فضلا عن وجود إيران وأمريكا بريطانيا، إضافة إلى القوى الإقليمية والدولية الداعمة للحكم اليمنى من جهة، وتلك التي تحرك وتتحرك مع الحراك الجنوبي، وهو ما يعنى أن اليمن دخل مرحلة اللاعودة، ولن يغادرها إلا بعد زمن طويل يعلمه الله وحده.

 

 

لقد بدأت القاعدة نشاطها أو دورها في البلاد الإسلامية البعيدة عن التماس المباشر مع المنطقة العربية، أو هي بدأت نشاطها فى النطاق الخارجي للمنطقة العربية، وكان النموذج أفغانستان وباكستان وإندونيسيا، التي تركز وتوسع فيها نشاط القاعدة على نحو أعاد فكرة الصراع على العالم الاسلامى وفتح كل العيون على ما يجرى هناك أمام الشعوب العربية التي كانت قد شارفت على نسيان المسلمين في خارج الجغرافيا العربية.

 

 

ومن بعد تدحرج نشاط القاعدة الى المنطقة العربية عبر الجزائر والصومال والعراق وموريتانيا وجنوب الصحراء الإفريقية، أو هو امتد في منطقة إفريقيا الوسطى، بدءًا من القرن الإفريقي ووصل من بعد حتى ساحل الأطلسي عبر إفريقيا الوسطى. وإذ أخذ صيغة الوجود المستقر من خلال تشكيل بؤر ثابتة للصراع، فضلاً عن القيام بأعمال حربية في كثير من البلدان العربية الأخرى، التي صنفت نشاط القاعدة تحت مسمى العمليات الإرهابية.

 

 

 والآن تفتح القاعدة بؤرة صراع جديدة أو تؤسس قاعدة جديدة في الصراع على اليمن، ضمن حركتها وانتشارها ودورها فى المساحة الممتدة من الصومال أو المتمددة من الصومال باتجاه اليمن من جهة وفى الاتجاه الآخر حتى ساحل المحيط الأطلسي، أو ضمن خط الصراع الممتد من القرن الإفريقي إلى آسيا من جهة والمشمول بوسط افريقيا حتى الساحل من جهة أخرى. هنا كان الأمريكان في ذات المساحة ذاتها، إذ جعلت منها الولايات المتحدة قاعدة ارتكاز لمشروعها للهيمنة والاستعمار، منذ تغيير سياستها من الإهمال الحميد لإفريقيا إلى التدخل الفاعل والنشط والاحتلال العسكرى المباشر.

 

 

لكن إضافة القاعدة إلى قوى الصراع على اليمن يطرح إشكاليات معقدة في أوضاع اليمن وفى العلاقات بين القوى المتصارعة في هذا البلد، إذ إن القوى الناشطة بقوة السلاح الآن المتضاربة الأهداف مع بعضها البعض، تعيش حالة معقدة من الصراع المتداخل. والقصد أن هذه الحالة المتعددة الأطراف مختلفة الاستراتيجيات توجد بينها مساحات يلتقى فيها من هم أعداء بعضهم البعض على أهداف – بالتقاطع - ضد البعض الآخر في دورة الصراع الجهنمية، وذلك هو ما دفع لاختيار عنوان هذا التحليل حول احتمالات تقاطع المصالح بين القاعدة والحوثيين والحراك الجنوبي، رغم اختلاف الرؤى والأهداف والاتجاهات، إلى درجة يمكن القول معها أنهم لبعضهم البعض أعداء ألداء استراتيجيين، وأن القتال في نهاية المطاف سيكون بينهم أكثر من كونه موجها ضد آخرين، بل يمكن القول أيضا، بأن تعدد تلك القوى والطابع الإقليمي والدولي، سيعيد إنتاج حالة تقاطع المصالح بين الولايات المتحدة وإيران، وبين القاعدة والولايات المتحدة وإيران ..الخ، إذ الصراعات المعقدة والمتعددة أطرافها تشهد دوما تقاطعا لمصالح الأطراف العدوة لبعضها البعض.

 

 

من زاوية أن دخول القاعدة وفتح جبهة جديدة في اليمن، في المواجهة مع الولايات المتحدة، فالأمر يتأكد بوضوح، إذ يشير الخبراء إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية هي التي زودت السلطات اليمنية بالمعلومات الاستخباراتية وبالمعدات العسكرية التي استخدمت في تنفيذ الضربة الأخيرة ضد قيادات في القاعدة، وقيل أيضا إن ذات الأمر هو ما حدث في العملية الاستخبارية التي جرت ضد الحوثيين، وأسفرت ـ بحسب ما قيل برغم تأكيد الحوثيين أنه لم يقتل ـ عن قتل قائدهم عبد الملك الحوثي بالإضافة إلى 60 من أتباعه. وأن المخابرات المركزية أوفدت أفضل خبرائها في مجال مكافحة الإرهاب لتدريب عناصرِ أجهزة الأمن اليمنية، وأن كل هذا التحرك جاء الإعلان عنه، وغيره، بعد ظهور القاعدة علنا في اليمن.

 

 

ما يلاحظه المراقبون، هو أن الوجود الأمريكي في اليمن صار يعلن عن نفسه ودوره، أو صار يصعد من ضغطه على الحكم في اليمن، ويمارس دورا علنيا فى الصراع من فوق أرض اليمن (ضمن ذات التحالف مع بريطانيا) انطلاقا من الظهور العلني لبعض قيادات أعلنت انتسابها للقاعدة فوق الأراضي اليمنية.

 

 

لكن التساؤل المهم الذي بات يطرح نفسه هو: هل تتقاطع مصالح الحوثيين مع القاعدة الآن سواء في المواجهة مع دول الإقليم أو الحكم اليمني أو حتى على إضعاف وحدة وقوة اليمن لتكون بؤرة صراع؟ وإلى أي حد تتقاطع مصالح القاعدة – في هذه المرحلة أيضا - مع الحراك الجنوبي الساعي إلى إعادة تقسيم اليمن؟. البعض يحمل فى قلبه تخوفات من أن تتكرر تجربة القاعدة فى العراق!

 

 

قاعدة التدخل
فى مراجعة التجارب التي خاضتها الأمة منذ أحداث 11 سبتمبر وحتى الآن في مواجهة الاحتلال والنفوذ والفعل الأمريكي، لاحظ المتابعون أن الولايات المتحدة كانت دوما تتعلل في إعمال احتلالها، وفى الضغوط على الحكومات والحركات السياسية على الحكومات والحركات السياسية، بوجود القاعدة، وأن حربها على الإرهاب، التي كانت عنوان استراتيجيتها الشاملة فى العمل العسكري والسياسي والإعلامي ضد العالم الإسلامي – قد تلخصت في ختام المطاف في مواجهة القاعدة، حتى إن التعديل الذي أجراه الرئيس الأمريكي باراك اوباما في خطط الحرب، والتدخل، جاء بالأساس مرتكزا إلى التشديد على مواجهة القاعدة – لا طالبان مثلا - بل يمكن القول أيضا، أن تراجعات باراك اوباما الجارية منذ توليه الحكم، عن ما كان "يبشر" به خلال الانتخابات، قد ارتكنت فقط إلى حكاية القاعدة. وفى ذلك تبدو الحالة اليمنية النموذج البارز في الوقائع في الأيام الأخيرة.

 

 

الولايات المتحدة انطلقت من أحداث11 سبتمبر 2001، للضغط على باكستان بعد تهديدها (بالقصف النووى) على أساس نظرية جورج بوش القائلة: إما معنا وإما مع الإرهاب. مثّل الضغط على باكستان أمرا خطرا في حالة عدم الاستجابة، وثبت من بعد أن الاستجابة وضعت باكستان في حالة أشد خطرا، إذ لم يصل هذا البلد إلى ما وصل إليه الآن إلا بسبب تلك الاستجابة للضغوط الأمريكية التي أدخلت باكستان إلى دوامة الفوضى والتقاتل الداخلى كما أضعفت دورها وتأثيرها في أفغانستان.

 

 

وقد انطلقت الولايات المتحدة فى حربها وعدوانها على أفغانستان من وجود وفعل القاعدة، وهو ما عبر بأفغانستان إلى ما وصلت هي عليه الآن. وفى التجربة العراقية، كانت المقاومة العراقية قد حققت انتصارات هامة وجوهرية، وكانت القاعدة في بداية نشاطها في العراق. غير أن الولايات المتحدة قد عملت على تحويل المعركة في العراق من معركة بين مقاومة واحتلال إلى معركة ضد الإرهاب بعد وجود القاعدة، كما حاولت (وربما نجحت إلى حد ما) زرع فتنة بين القاعدة وبقية فصائل المقاومة العراقية، وفى ذلك كان لرفع القاعدة شعار الإمارة الإسلامية في العراق دورا خطرا فى شق وحدة الشعب العراقي وقواه المقاومة، إذ استفادت إيران من اطلاق هذا الشعار في إخافة أهل الجنوب من السنة، كما بنت الولايات المتحدة دعايتها فى تقسيم العراق على هذا الشعار الذى طرحته القاعدة (وفق ما نسب إليها)، إذ قالت للعراقيين لا بديل إلا التقسيم.

 

 

والاشكالية التي باتت تقلق المتابعين، هي أن الصراع بين القاعدة والولايات المتحدة، وإن أضعف الولايات المتحدة وسطوتها؛ فهو في معظم التجارب قد حقق نكسات خطرة لحالات ودور قوى المقاومة، كما هو أثر تأثيرا مباشرا على الدول والمجتمعات الإسلامية، بدفعها نحو التفكك والميل إلى الصراع، الذي كانت إيران أهم المستفيدين منه بعد الولايات المتحدة فى تلك المرحلة من مراحل الصراع.

 

 

تقاطع المصالح
في دورة الصراع الجارية في اليمن، صراع أمام صراع داخلي متعدد الأطراف؛ فهناك الحكم الراهن بتحالفات، وهناك قوة القبائل بتحيزاتها المختلفة، وهناك الحوثيون الذين خاضوا خمسة حروب ضد الدولة اليمنية دون هزيمة مطلقة أو صفرية، وهناك قوى الحراك الجنوبي الداعية إلى العودة إلى حالة الانفصال بين الشمال والجنوب، أو فصل الجنوب عن الشمال، والآن دخلت القاعدة كقوة علنية مقاتلة مستقرة الموضع والمكان.

 

 

وعلى صعيد الوضع العربي، فلم تعد السعودية وبقية دول الخليج خارج دائرة الاستهداف من داخل التقاتل اليمنى الداخلي، إذ حاول الحوثيون جر الجيش السعودي إلى حرب استنزاف حدودية، من داخل إطار لعبة خبيثة استهدفت ظهورهم بمظهر المدافع عن اليمن وتسعير العداء بين الشعبين اليمني والسعودي، من خلال تصوير حالة اعتدائهم فى داخل الاراضى السعودية بمثابة حالة دفاعية عن اليمن.

 

 

وقد أعلنت دول الخليج ومصر دعمها للسعودية فى مواجهة تلك المحاولة التي نجحت الإدارة السعودية الذكية للمعركة في إفشال المحاولة الحوثية - الإيرانية المصطنعة.

 

 

على الصعيد الإقليمي، فقد جرى تطوران هامان: أولهما، أن إيران قد أعلنت بطرق ملتوية حينا وأقرب للسفور حينا آخر، عن دعمها ومساندتها للمتمردين الحوثيين ودعمها لهم، وذلك عبر اتهام أطراف عربية بالتدخل في الشأن الداخلي اليمني، أو من خلال عرض وساطتها بين المتمردين الحوثيين والحكم في اليمن وهو ما كان يستهدف وضع القوة اليمنية في صف الحوثيين من خلال التدخل المباشر في الشأن الداخلي اليمنى..الخ . وثانيهما، ما أعلنته جماعة شباب المجاهدين فى الصومال عن دعمها لدور ونشاط القاعدة فى اليمن، بما مثل ربطا بين المعركة الجارية فى الصومال وتلك "المستجدة" فى اليمن بدخول القاعدة علنا في الصراع والقتال، كما شكل تصعيدا لطبيعة المشكلة فى الصومال واليمن معا إلى حالة الصراع الإقليمي باتجاه القرن الإفريقي لا الخليج فقط، وهو ما يدفع بالحالتين نحو مزيد من التدخل الدولي، إذ أحداث الصومال وما جلبته من قوات من كل أنحاء العالم إلى سواحل الصومال ومضيق باب المندب وبحر العرب، صارت في ارتباط وثيق بأحداث اليمن، بما يعني بوضوح أننا أمام اتجاه لتطوير مهام القوات البحرية الغربية من سواحل الصومال إلى سواحل اليمن!.

 

 

على الصعيد الدولي أيضا، فالبادي من "التحضيرات" التي جرت مؤخرا، أن الولايات المتحدة وبريطانيا قد سارتا مشوارا طويلا فى خطط التدخل الكبير في الشأن اليمني تحت عناوين مساندة الحكم اليمني فى مواجهة القاعدة من جهة والحوثيين من جهة أخرى.

 

 

الأعمال التمهيدية صارت واضحة الاتجاه، سواء ما أعلن عن أن فتاوى من شيخ يمنى كانت وراء عملية الضابط الأمريكي من أصل مسلم ضد جنود أمريكيين في أكبر قاعدة أمريكية على الأراضي الأمريكية، أو بنسبة محاولة تفجير الطائرة الأمريكية خلال الأيام الأخيرة إلى أحد منتسبي القاعدة.

 

 

وقد ترجم الأمر عمليا الآن في الإعلان عن تشكيل وحدة أمريكية بريطانية لمكافحة الإرهاب (في اليمن)، وهو ما يعني أن تدخلا عسكريا وعملية احتلال صارت محددة ومخططة بدأ تنفيذها، إذ ليس شرطا أن تجرى أعمال الاحتلال وفق النمط ذاته الذي جرى في أفغانستان أو العراق.

 

 

وهنا نجد أنفسنا أمام حالات تقاطع مصالح في غاية الغرابة والخطورة أيضا، إلى درجة الارتباك الاستراتيجي. الحراك الجنوبي والحوثيون أصبح بينهما تقاطع مصالح في نقطة إنهاك الحكم اليمني وتقطيع أوصال هذا البلد، لينفصل الجنوب بقيادة الحراك، ولتخضع منطقة صعدة وغيرها للسيطرة الحوثية في حالة انفصال فعلية هي الأخرى.

 

 

وفى ذات الوقت، فإن إشعال المتمردين الحوثيين المعركة ضد الدولة اليمنية نظر إليه من قبل الحراك الجنوبي على أنه هو ما أتاح الفرصة لتطور الحراك وحركته، ولذلك يخشى الحراك من همود حركة وقتال الحوثيين حتى لا تتكاثف الجهود ضده. والحراك الجنوبي والحوثيين وتنظيم القاعدة، تتقاطع مصالحهم في نقطة إضعاف الجيش والدولة اليمنية، وفى تفكيك اليمن وإن لكل منهم أهدافه التالية المختلفة عن الآخر، إذ الجنوبيون سيكتفون بانفصال الجنوب ومن بعد سيسعون إلى بناء قاعدة مستقرة للقوى الدولية والإقليمية المتعاونين معها، بينما الحوثيون وتنظيم القاعدة يستهدفون تطوير نشاطهم القتالي والصراعي من بعد.

 

 

الحوثيون سيجعلون منطقة نشاطهم بؤرة صراع اقليمية وربما خط هجوم على من حولها لإنفاذ مصالح إيران الاستراتيجية، ويمكن القول أيضا، خط دفاع أول عن إيران في الإقليم. والقاعدة تستهدف الانطلاق من بؤرة نشاطها للتحرك في الإقليم هي الأخرى ،سواء بالتمدد إلى الصومال أو التحرك باتجاه الحدود العربية. ويمكن القول بأن القاعدة قد التقت إيران هنا، في تهديد الدول العربية المجاورة!

 

 

وهكذا الحال بين إيران من جهة وأمريكا وبريطانيا من جهة أخرى، في إطار ذات القاعدة الاستراتيجية التى جرت عليها المعركة فى العراق ،اذ تستخدم امريكا ايران فى عملية التفكيك المذهبي للدول والمجتمعات العربية، بينما تركب إيران على كتف القوة العسكرية الامريكية للوصول إلى أهدافها.

 

 

والقصد من كل ذلك، أن الطابع الاستراتيجى في هذا النمط من الصراعات، يتطلب حذرا وحسابات بالغة التعقيد من كل المخلصين للأمة والساعين لنهضتها وعزتها، حتى لا يتحولوا إلى مخلب قط لخصومهم وأعدائهم. ولذلك حديث قاس ومطول.