بماذا يحتفلون ؟!
1 محرم 1431
معتز شاهين




" تعترف الدول الأطراف بحق كل طفل في مستوى معيشي ملائم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي. " ... " تعترف الدول الأطراف بحقوق الطفل في حرية تكوين الجمعيات وفى حرية الاجتماع السلمي. "

تلك الكلمات نقلتها من اتفاقية حقوق الطفل الدولية والتي وقعت عام 1989 ، ودخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 1990 . وقد احتفل العالم أجمع بمرور 20 عام على توقيعها منذ أيام !

وتعد تلك الاتفاقية من أكثر اتفاقيات الأمم المتحدة شيوعا وانتشارا بين الدول الأعضاء ، فلقد صدق عليها حتى الآن ما يفوق عن الـ 190 دولة ، وتعد أيضا أسرع اتفاقية لحقوق الإنسان اعتماداً وأكثرها اتساعاً في التاريخ.

والمفروض أن تكون الاتفاقية قد وفرت كثيرا من حقوق الطّفل ويمكن أن نجملها من خلال ثلاث محاور أساسية :

الحقوق: فنصت على حق الطفل في الحصول على أشياء وخدمات معينة ، على سبيل المثال : الجنسية، الاسم، الرعاية الصحية ، و التعليم.

الحماية: من التعذيب، الاستغلال و الاعتقال التعسفي.

المشاركة: في القرارات التي تؤثر على حياته الخاصة أو المجتمع الذي يعيش فيه بالكامل.

وعلى الرغم من ذلك إلا أنها مازالت تعتبر " حبرا على ورق " ، فمازال الكثير من الأطفال في العديد من دول العالم يعانون من الفقر والتشرد وسوء المعاملة والإهمال والأمراض ، وعدم المساواة في توفير فرص التعليم، بل واشتدت معاناتهم بسبب الحروب و أعمال العنف، و التمييز والفصل العنصري والعدوان والاحتلال الأجنبي لبلدانهم ، والتشرد والنزوح، واضطرارهم للتخلي بشكل قسري عن جذورهم. وكثيراً ما يكونون ضحايا الإعاقة والإهمال والقسوة والاستغلال.

وليس أدل على هذا واقعا من حال أطفالنا ( أطفال العالم الإسلامي ) ، فما بين تفرق وضياع ، وتشرد وقلة متاع ، يعيش أطفالنا في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، ناهيك عن الوضع الغير إنساني في بعض البلدان الإسلامية نتيجة لضعف الحال الاقتصادية والاجتماعية في تلك البلدان.

وهذه حال أطفال بقعة واحدة من بقاع أمتنا وهي : " غزة " , ولننظر إلى ما وصل إليه الحال هناك بالأرقام والإحصائيات الدقيقة لوضع فلذات أكبادنا هناك ..


- حصيلة عدد الشهداء من جرّاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة قد بلغ 1317 شهيداً بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، في حين وصل عدد الجرحى الى 5340 منهم 1855 طفلاً (
أي ما نسبته 35%)

- نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة (أول 28 يوما من عمر الطفل) هي الأعلى بين نسب وفيات الأطفال حيث قدرت بحوالي 18.1 من كل ألف مولود حي.

- وتبين الإحصائيات أن 51% من الأمهات في الأراضي الفلسطينية أفدن بأن أطفالهن قد تعرضوا للشتم أو الإهانة أو الضرب.

- وشكل الأطفال الفقراء ما نسبته 53% من مجموع الفقراء،وذكر البيان أن طفلين من بين كل خمسة أطفال في الأراضي الفلسطينية يعيشان في أسر فقيرة .

- 30% من الأطفال الفلسطينيين ممن أعمارهم تقل عن عشر سنوات يعانون من مشكلة التبول اللا ارادي بسبب استحكام الخوف .