قناة "الراشد" ومعاداة السياسة السعودية
20 ذو الحجه 1430
منذر الأسعد

أشد التغريبيين العرب تبعية للغرب، هم الأعلى صوتاً في هجاء الإيديولوجيا-ولا يقصدون في الواقع سوى التطاول على الإسلام بعد نعته بأنه إيديولوجيا إلا إذا كان إسلاماً أمريكياً بحسب مواصفات مؤسسة راند!!-.وهذه الفئة المستبدة بمنابر إعلامية جماهيرية تحتكرها لنشر أباطيلها، تتشدق ليل نهار بشعارات الموضوعية والمعايير المهنية في الممارسة الإعلامية، لكنها أول من يدوس على هذه الشعارات في الواقع، كلما اصطدمت بأهوائها أو مصالح سادتها.

 

لنضرب بعبد الرحمن الراشد مثلاً.
ففي أي وسيلة إعلامية يديرها، يلغي كل قلم لا يوافق مشروعه الإيديولوجي، وإذا اضطر إلى استثناءات محدودة جداً، فإنه لا يخفي ضيقه بها، مع أنها أقلام أصحابها مشهورون ولا يحتاجون إليه للبروز (فهمي هويدي على سبيل المثال علماً بأن مقال هويدي يثنشَر في الأهرام وعدة صحف عربية أخرى).حدث هذا في صحيفة الشرق الأوسط ثم بمجلة المجلة، اللتين جعلهما الراشد حكراً على نفر من أتباعه وأشباهه.

 

وبعد أن استقر على رأس قناة العربية كرر سيرته الرديئة بصورة أكثر قبحاً، فالفضائيات أكثر انتشاراً من الصحف بما لا يدع للمقارنة فرصة.ومع أن القناة-في المفترض-يجب أن تعبر عن السياسة السعودية الخارجية، فإن القناة لطالما أساءت إلى الموقف السعودي الرسمي المعلن والصريح.

 

فالسعودية تقف من الخلاف بين حركتي فتح وحماس على مسافة واحدة، في حين لا يحتاج المرء إلى ذكاء خارق لكي يكتشف انحياز قناة الراشد إلى جانب فتح، بصورة فجة، بل إنها تكاد تتخصص في لمز حماس والتنقص منها من غير حساب.

 

ولندخل في الشواهد الجزئية على تناقض عربية الراشد مع السياسة السعودية.
ففي حلقة من برنامج"صناعة الموت"-ويسميه البعض تندراً:صناعة الكذب، تم بثها في يوم السبت26ذوالقعدة1430 (14م10م2009م)، تناولت قضية الحوثيين في اليمن، وجاءت الحلقة بعد عدوان الحوثيين الغادر والآثم على الأراضي السعودية، لكن المذيعة الوافدة من الجزيرة مطرودة(ريما صالحة)تجاهلت تركيز الضيوف على موضوع الحلقة وراحت بتوجهات إدارتها المكشوفة من زمن بعيد تصر على أن الأولوية للقاعدة وهذا في ذروة عدوان حوثي منظم على حدود المملكة منذ أيام وما زالت استفزازاتها مستمرة!!! كل هذا في مصادمة علنية لإجماع سعودي مطلق، حظي بدعم عربي وإسلامي، حتى من أصدقاء إيران التي تحرض المجرمين وتسلحهم وتمولهم وتدربهم!!!فالراشد لا يريد رؤية جريمة الحوثيين إلا من خلال تنظيم القاعدة، الذي يرفضه السعوديون والعرب والمسلمون جملة، وليس له دور في هذا الاعتداء الرافضي الجلي!!

 

وحلقة فجر الاثنين 20 ذي الحجة1430(7 / 12 / 2009م)، من البرنامج سيئ الصيت كأنها منتجة في مكتب نور المالكي أو مقتدى الصدر أو عمار الحكيم.فلصوص شاحنات النفط نحو الأردن أو سوريا هم من السنة تحديداً وكل سني من القاعدة!!أما السرقة بأنابيب وسفن –بشهادة الغزاة والأمم المتحدة-فليس لها مكان عند الراشد الموضوعي جداً وقناته المفضوحة.

 

وتضمنت الحلقة لقاء في سجن عراقي مع شخص يزعمون أنه قيادي في تنظيم القاعدة(نسي الإعلاميون المزيفون أبجديات المهنة بعدم اعتماد ادعاء طرف ضد خصمه على أنه حقيقة واسم الرجل أبو عبد الرحمن-هكذا !!!!) فما الذي يثبت هويته فصلاً عن الاتهامات ضده ولماذا يخفون وجهه ما دام قياديا في القاعدة وارتكب جرائم أليس من أوجب الواجبات محاكمته علناً؟

 

وعربية الراشد التي تأبى وصف الفلسطينيين من ضحايا العدو الصهيوني-حتى لو كانوا مدنيين عزلاً وليسوا مقاومين-تأبى وصفهم بالشهداء، بذريعة المهنية وليس التزاماً بحكم شرعي لاقدّر الله!!، لا تتردد في إسباغ صفة الشهادة على مراسليها الذين يلقون حتفهم في هذا البلد أو ذاك!!فأين تتبخر الموضوعية هنا والمعايير الإعلامية؟سبحان الله!!

 

وكل عدوان يهودي على الشعب الفلسطيني البطل، يصر الراشد على وصفه في قناته بأنه"هجوم"، أما أحداث 11سبتمبر 2001م في أمريكا فهي لديه اعتداءات، ولتذهب معايير المهنة إلى حيث ألقت رحلها!!

 

وموقع العربية نت الملحق بقناة الراشد يختار في يوم30/ 8 / 2009م مقالاً لخليل علي حيدر ذي الهوية المكشوفة-والاختيار موقف كما يعلم الناس كافة، -يتحدث المقال عن احتجاجات الشعب الإيراني على تزوير الانتخابات في إيران، لكنه مبني على منح المرجعيات الشيعية صفة النضال ضد الظلم، مع أن الكاتب يرتدي زياً علمانياً زائفاً، فهو رداء يتيح له الهجوم على الإسلام الحق فقط!!والعربية تناوئ طهران فقط في المواضيع التي تسعى السياسة الأمريكية إلى الترويج لها إِنْ صِدْقاً وإن كذباً!!