أنت هنا

رؤية شاملة في أحداث الحوثيين
26 ذو القعدة 1430
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

 

نص المداخلة لقناة المجد:

أولاً: هذه الحرب مع مرارتها وهذا التسلل والاعتداء لم يكن مستغرباً من أمثال هؤلاء؛ فتاريخهم العقدي يشهد بغدر على مدار التاريخ، ولذلك فيجب أن نعلم أن الحرب عقدية وأي معالجة بغير هذه الصورة ستبوء بالفشل، والدليل على ذلك ما سمعناه من حلفائهم الذين يسيرون على خطهم من بعض دول المنطقة، والذي سمعت منكم في الخبر أنهم ضبطوا اتصالاً باللغة الفارسية (على جبهة القتال في صعدة ونواحيها) ودعما مباشراً، ويأتي وزير خارجية إيران ليطلب من دول الجوار ألا تتدخل في اليمن، بينما إيران على بعدها الجغرافي والعقدي ووطنيا وواقعيا يتدخل بأمور كثيرة جداً، وهو لم نره (وزير الخارجية الإيراني) قد هدد الحوثيين عندما تدخلوا، لماذا يتسللون ويخربون في المملكة العربية السعودية، وفي الوقت نفسه فالمسلمون يعانون من اليهود في اعتدائهم على المسجد الأقصى، ومن الأمريكيين في بلاد المسلمين، تأتي هذه الدولة المتغطرسة لتتحالف مع اليهود ومع الظالمين لإثارة القلاقل في بقعة عزيزة من بلاد المسلمين، وتدعي أنها تدافع عن المظلومين ضد الظالمين والمجرمين

إذن الحرب أولا حرب عقدية، وأقولها ـ كما قلت مراراً ـ بصراحة إن خطر هذه الدولة (إيران) لا يقل خطورة عن خطر اليهود.
ثانياً: لا مزايدة على حب بلادنا ووطننا؛ فكل شبر غالٍ علينا يجب الدفاع عنه لإعلاء كلمة الله، والحفاظ على المقدسات، ومنهج أهل السنة والجماعة والذي تحالف عليه الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب، وقد حدثني البارحة أحد الإخوة الذين يتواجدون في الحدود الجنوبية، أن هناك هدفاً رئيساً في إثارة القلاقل في بلادنا تحالفاً مع الذين هددوا بإفساد الحج أيضاً، انظروا التحالف في هذا الوقت بالذات.
ولذلك، فكلنا في الحقيقة لابد أن نهب هبة واحدة كما ندافع عن المسجد الأقصى، دفاعاً عن مقدساتنا، ومن الأولى أن ندافع عن بلادنا؛ فهي بلاد التوحيد وبلاد المقدسات، ولا مزايدات في هذا الجانب، ولذلك قام وفد من العلماء وقابلوا خادم الحرمين، وأبدو وقوفهم مع قادتهم وولاة الأمر ضد من يريد الاعتداء على مقدساتنا وبلاد المسلمين.
ولذلك؛ فإنني أستغرب أنه في الوقت الذي يجب أن تتفق فيه الجميع (على موقف واحد)، وتلتحم (فيه الصفوف)، هناك بعض أغليمة الصحف، ينشرون ما يثير الضغائن والأحقاد والتفرقة، في الوقت البلاد فيه بأمس الحاجة لوحدة الكلمة والمجتمع والتعاون مع الدولة في حماية حدودها ومقدساتها وقبل ذلك حماية دينها.
هذه حقائق لابد أن ننتبه لها، وأخيراً؛ فإنني أقدم نصيحتي للشباب خصوصاً وللأمة عموماً ألا يلتفتوا لمن يثيروا الفتن؛ فهناك من قد يستغلون الأوضاع لإثارة بعض شبابنا لتعكير صفو الأمن، فحذار أن يستجاب لهم، وعليهم أن يفوتوا الفرصة على الأعداء، وأن الحفاظ على الأمن في هذه البلاد عقيدة وعبادة كما نحافظ على صلاتنا وصيامنا أن نحافظ على هذه البلاد كغيرها من بلاد المسلمين، "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، ويخزهم وينصركم عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين".."وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
وعلينا أن نتوجه لله بالدعاء الصادق الخالص بأن ينصر الله الأمة في جميع ميادين الجهاد، وأن ينصر الله المجاهدين في جنوب المملكة في الدفاع عنها، وأوصيهم بأن يصدقوا مع الله، وأن يعلنوا رفع راية الدين، وإعلاء هذا الدين، وحماية هذه البلاد والعباد وحماية المقدسات، حتى من قتل منهم يقتل شهيداً في سبيل الله، كما ورد في الحديث الصحيح، وعلينا بالدعاء جميعاً لهم ولإخواننا في المسجد الأقصى وإخواننا في العراق وفي بلاد المسلمين عموماً، أسأل الله أن يعز دينه وأن يعلي كلمته وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم.