صيد الإعلام
24 ذو القعدة 1430
منذر الأسعد

ثقافة الحقد والموازين المقلوبة!!

قامت دنيا المتاجرين بحقوق الإنسان ولم تقعد، فالعرب جاؤوا منكراً عظيماً، واقترفوا إثماً موبقاً!!
الآن الإنسان العربي -إلا من رحم ربك- محروم من حق التعبير الحر المسؤول؟ الجواب: لا!!
فلعل غضبتهم المضرية تَنْصَبّ على الظلم الفاحش الذي يتعرض له شعب فلسطين الأبيّ المجاهد سواء على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني المباشر أم في قبضة وكلائه من عصابة السلطة في رام الله؟.. والجواب بالفم الملآن: حاشا وكلا!!

 

فهل القوم ساخطون على انعدام حقوق العرب المغلوبين على أمرهم في الأحواز التي يحتلها نظام ملالي قم، استمراراً لجريمة الشاه الهالك محمد رضا بهلوي؟.. اللهم: لا!!
فما الداعي لكل هذه الضجة الهائلة  وهذا النحيب المتواصل؟

 

إنه قرار إدارة كل من القمرين العربيين الاصطناعيين: عربسات ونايلسات، إيقاف قناة "العالَم" الإيرانية الرسمية عن البث من خلالهما.

 

عجباً لهؤلاء الذين لا يفقهون حديثاً: أفليس من حق كل جهة في الدنيا أن تسمح بما يلائمها وتمنع ما لا يلائمها؟ أوليس للعرب -حتى مجتمعين- أدنى حق سيادي على ما يملكون؟

 

وبأي منطق أعرج يفكر تجار الشعارات؟ فهلا سألوا أنفسهم: هل تسمح عزيزتهم إيران ولو بمحطة تلفزة عربية واحدة تبث ما يخالف عقائدها؟ لا نعني هنا الترخيص لقناة تمثل أي بلد عربي ولو كان من أصدقاء طهران، فذاك حلم لا سبيل إليه ولو في أثناء النوم العميق (الدرجة الثالثة!!). لا، فنحن نود من المتباكين على غياب قناة الكراهية الإيرانية عن أقمارنا، نود أن يستنكروا منع نظام الآيات على عرب الأحواز تعلم لغتهم الأم لغة القرآن الكريم، ناهيكم عن القبول بأي وسيلة إعلامية لهم تتحدث بالعربية!!

 

وكم يتجلى الغرض -وهو مرض كما قالت العرب قديماً- عندما نسجل على أدعياء حقوق الإنسان، تجاهلهم توقيت منع قناة العالم وأسبابه؟ فهو جاء بعد سنوات مديدة بثت خلالها خطاب بغضاء وأثارت الكثير من الفتن ونشرت ما استطاعت من الضلالة والافتراء في الدين كما في التاريخ والسياسة.... فهل أصبحت حقوق الإنسان لدى المتاجرين بها تعني حق الظالم في ممارسة جوره والتنفيس عن ضغائنه، وليس للمظلوم حق حتى في رفع شكوى من خلال أنينه المكبوت؟

أليس تبني هذه القناة حركةً إرهابيةً مثل الحركة الحوثية في اليمن يكفي لاقتياد رموز نظام الملالي إلى المحاكم؟

 

إن الدعوى ساقطة والادعاءات واهنة، بل إن كثيراً من العرب كانوا يلومون إدارات الأقمار الاصطناعية العربية لقبولها بث منابر الحقد من أشباه قناة العالم والأنوار والكوثر والفرات و..........العشرات من أمثالها، لأنها تخصصت في سب أصحاب خير خلق الله والطعن في عرضه صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك في التحريض الطائفي والدعوة إلى إراقة دماء المسلمين باسم محبة آل البيت، مع أن آل البيت براء من أولئك ومن كذبهم على الله عز وجل وعلى نبيه وعلى آل البيت الكرام!!

 

ولعل إدارة عربسات وإدارة نايلسات تنتهزان هذه الصحوة مهما جاءت متأخرة، لإعادة النظر في كثير مما تسمحان به من قنوات لا تُرضي الله سبحانه، وتستفز مشاعر الأغلبية الساحقة من العرب الذين أقيمت هذه المؤسسات باسمهم وبأموالهم!!

***

 

"صفا" وبطل "كبريت"

اللواء سامي حجازي واحد من أبطال حرب رمضان1393(أكتوبر/تشرين الأول1973م)، على الجبهة المصرية، فقد كان قائد الكتيبة الباسلة التي سطّرتْ ملحمة رائعة في منطقة(كبريت)، حيث ثَبَتَ 1800عسكري من أجناد الكنانة في منطقة لا تتجاوز مساحتها كيلو متراً مربعاً، والعدو يحيط بهم من كل جانب، وبالرغم من كل تفوقه في العدد والعتاد، لم يتمكن من الاستيلاء على هذه الرقعة الصغيرة، إلى أن تم الاتفاق على فض الاشتباك بين الجانبين.

أي أنهم صمدوا منذ وقف إطلاق النار أواخر أكتوبر 1973حتى 14 فبراير/شباط1974!!

 

ومما يُذْكَر للرجل ولقناة صفا التي استضافتْه، تأكيده أن الإيمان بالله تبارك وتعالى والثقة بنصره، هما السر وراء ملحمة كبريت التي تستعصي على العقل المادي!!

 

والبطل الواعي لا يخفي قلقه على الأمة اليوم وهو يلحظ السعي الغربي اللئيم لانتزاع الروح الإيمانية منا لأنها بعد الله أكبر أسباب ثباتنا في وجه أعدائنا!!

 

إن اللقاء الذكي البهي جاء بمثابة صفعة لكل المهرولين وراء سراب السلام المزعوم من رجل الفعل الناجح والدرس الأكيد.