27 ذو القعدة 1430

السؤال

السلام عليكم..
أشكركم على هذا الموقع المتميز جعله الله في موازين حسناتكم.
دُعيت للتدريس في حلقة تحفيظ القرآن الكريم، ولم أستطع الرفض، ورغم ذلك أنا متخوفة جداً خاصة أني أشعر أني لست أهلاً لذلك، وأن قراءتي ليست ممتازة جداً، وأتمنى أن لا تبدأ الحلقة، كما أني أشعر بالقلق، وأتساءل ماذا أفعل للطالبات، بل متى تنتهي حلقات الدار؟
لذا فأنا في حيرة من أمري، هل أجرب هذه التجربة، أم أتراجع عنها وأتلقى اللوم من الدار والأهل؟
جزاكم الله خيرا.

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك في موقع المسلم وأسأل الله تعالى لك التوفيق والرشاد،،،
يدور سؤالك حول ترددك في قبول تدريس القرآن في إحدى الحلقات، مع وجود اعتبارات متعددة منها اللوم من الأهل والدار التي طلبتك.
ابنتي الكريمة/ لقد دعيت لخيري الدنيا والآخرة، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وانظري إلى (خيركم) فلماذا تترددين؟ وما رشحتك وما طلبتك الدار إلا وهي تعلم أن لديك إمكانية للقيام بهذا العمل، وما ترددك إلا وساوس ومداخل شيطانية تريد أن تعرقلك عن هذا الخير العظيم.
أما: كون قراءتك ليست ممتازة جداً فيمكنك البدء فوراً في جعلها أكثر من ممتازة بل متميزة بالتعلم وسماع القراءات من القراء الجيدين، وتدريب نفسك على حسن القراءة وجمال الصوت والترتيل والإطلاع على كتب التجويد وتحسين مخارج الحروف وإتقان الأداء، وهذا كله ممكن وبسيط متى ما توفرت لديك الرغبة والهمة وكونك تشعرين بأنك لست أهل لذلك فهذه مشاعر تحمل الأمانة والمسؤولية، وهنا يبدأ التحدي بل أنت أهل لها ولأكثر منها، فلا تقللي من شأنك، ولا تستهيني بقدراتك ولا تحقري من قدرك، بل على العكس كوني أكثر ثقة وثبات وإقدام لأنك تقدمين عملاً نبيلاً وشرفاً عظيماً وهو تدريس وتعليم كتاب الله تعالى.
وشعورك بالقلق يدعوك للاستعداد والإعداد بالتعلم والجرأة والإقدام على خوض التجربة وإصرارك على النجاح فيها وتقديم العون والفائدة لمن يرغب في تعليم كتاب الله تعالى.
استعيني بالله تعالى واطلبي منه التوفيق، وثقي بالله ثم بقدراتك ومهاراتك، واحرصي على تعلم كل ما يفيدك في تحسين القراءة وتجويدها واستفيدي من طرائق التعليم المختلفة وجربي مع المتعلمات الوسائل المفيدة، يكن لك ولهم خيري الدنيا والآخرة.
وفقك الله وسدد خطاك،،،