نزال القيادي بحماس:نهجا المقاومة والهزيمة لا يلتقيان..بسبب الأقصى وتقرير جولدستون أتوقع اندلاع انتفاضة..السجون بديل السياسة لنا
22 شوال 1430
إيمان يس







السلطة باعت القضية بشركة جوال.. نهجا المقاومة والهزيمة لا يلتقيان.. لاعتبارات شرعية وأخلاقية لن نعرض وثائق فضائح السلطة.. إذا تركنا السياسة سندخل السجون لا المقاومة.. لا يوجد شيء اسمه منظمة التحرير.. بسبب الأقصى وتقرير جولدستون أتوقع اندلاع انتفاضة

 

 

تمر القضية الفلسطينية بمفارقات متناقضة ، فبينما تخوض الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني المختطف جلعاد شاليط حربا من أجل انتزاع الأسرى من سجون الاحتلال ؛ تطلب السلطة تأجيل النظر في تقرير جولدستون الذي حشدت من أجله الجهود ليقدم دليل الإدانة الإحتلال الصهيوني على جرائمه التي ارتكبها في غزة .

فهل تنسف فضيحة جولدستون كل جهود المصالحة ؟ وما هو البديل ؟ وماذا عن الانتخابات ؟ ومتى تتم صفقة تبادل الأسرى ؟ وأين ما يجري في الأقصى من مائدة المفاوض الفلسطيني ؟ تساؤلات كثيرة يجيبنا عنها القيادي البارز محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، فإلى نص الحوار:

 

بداية نبارك لكم الإفراج عن الأسيرات ونتساءل عن موعد إتمام صفقة تبادل ؟

 بارك الله بكم ....أما بالنسبة لما يتعلق بتبادل الأسرى؛ فلا شك أن الصفقة الصغرى كما أحب أن أسميها ما هي إلا مقدمة للصفقة الكبرى التي ننتظرها جميعا، فهناك تقدم في هذا الموضوع ولكن لا أحد يمكن أن يتكهن بموعد الوصول إلى إنجاز هذه الصفقة، وأظن أننا لا ينبغي أن نحدد مواعيد لأنه ينبغي أن نعلم أن هناك أسرى ينتظرون في السجون وأن لهم أسراً تنتظر في الخارج، وبالتالي لا نريد أن نضع مواعيد حتى لا نتلاعب بمشاعر هؤلاء الأبطال وأسرهم، لكننا ندعو الله تبارك وتعالى أن يفرج عن كرب الأسرى، وقد وعدنا الأسرى بأن نكون عند حسن ظنهم في كل مواقفنا ونحن نعدهم بأننا سنبقى مستمرين في جهودنا حتى الإفراج عنهم جميعا، ونأمل بأن تكون هذه الصفقة مشرفة كالصفقة الصغرى، فكما رأينا جميعا كيف استطاعت المقاومة بثباتها أن تطلق 20 من حرائرنا بثمن لا يؤثر علينا في حركة حماس وهو شريط لا تتجاوز مدته 3 دقائق.

 

وماذا بعد إطلاق سراح المعتقلين، هل هناك ضمانات لحماية حياة الأسرى المحررين خاصة من هم يعتبرون خطاً أحمر بالنسبة للكيان الصهيوني من أصحاب المؤبدات، وقد حدث في الماضي من خرج من السجن مسموم أو من تم استهدافه وفقأت عينه؟

بصراحة ليست لدينا ضمانات فنحن نعلم أنهم قوم لا عهد لهم كما أخبرنا عنهم الله تبارك وتعالى، ولكن ماذا يمكن أن نفعل!! هل نترك أبناءنا في سجون الاحتلال!!، بالتأكيد سنحرص على أن نوفر للأسرى المحررين حماية خاصة وفق الإمكانيات المتاحة، لكن ثقوا تماما أن لا حديث عن ضمانات مع الكيان الصهيوني، وهناك خيارات مطروحة ولكن لم يتم البت فيها ومن هذه الخيارات خروج من تحدثتِ عنهم بأنهم خط أحمر ـ وأعني من هم من أهل الضفة الغربية لأن من في غزة وضعهم مختلف ـ إلى خارج الضفة الغربية، ولدينا خيارات عديدة لكنها بالتأكيد تخضع أيضا لخيار المعتقل فنحن لن نجبر أحدا على الخروج من مسقط رأسه.

 

وماذا عن أسرى القدس وأراضي الـ 48، لماذا هم خارج الصفقة؟

من أهم العوامل التي أخرت الوصول إلى الصفقة بصورتها النهائية أننا مصرون على الإفراج عن معتقلينا في القدس ولكن سلطات الكيان الصهيوني لا يريدون ذلك، فهم لا يعترفون بالقدس عاصمة لفلسطين لا شرقية ولا غربية وبالتالي هم يرون أننا لا صلة لنا بهم ولا يحق لنا الحديث عنهم، كما أنهم يحملون هويات أو جنسيات "إسرائيلية" فهم يرون أنهم رعايا لـ"دولة إسرائيل"، لكن نحن نجاهد ونناضل من أجل الإفراج عنهم وجهودنا مستمرة ونسأل الله أن يوفقنا إلى الصواب إن شاء الله.

 

حماس أبلغت القاهرة رغبتها بتأجيل الحوار ، هل ترون إمكانية لإجراء الحوار قريبا خاصة بعد ما عرف بفضيحة جولدستون؟

جولدستون ليست فضيحة!! فمصطلح فضيحة يحمل فيما يحمله معنى أن مرتكبها كان يستتر من الناس ثم انفضح أمره وانكشف، أما هنا فنحن أمام جريمة مكتملة الأركان، مرتكبوها معروفون، وقد ارتكبوا فعلتهم النكراء وجريمتهم غير الأخلاقية في وضح النهار وأمام الجميع، فهي خطيئة وليست فضيحة، وأرى أن هناك حكمة ربانية اقتضت أن نعيش حدثين متناقضين، ففي الوقت الذي من الله تبارك وتعالى على المقاومة ورفع رأسها عاليا جزاء صبرها، أخزى هؤلاء الذين باعوا دماء الشهداء مقابل شركة جوال، فهم قد فرطوا وخانوا، ونحن مازلنا في بداية الطريق ولم ندخل إلى لب القضية الفلسطينية وقضاياها الشائكة مثل القدس واللاجئين وحق العودة والجدار العازل.

ومن هنا أقول أننا أمام نهجين متناقضين: نهج المقاومة ونهج الهزيمة، لذلك أقول في رأيي الشخصي أنه لا يمكن للنهجين أن يلتقيا، وبالأساس حماس ذهبت إلى المصالحة حتى تعذر إلى الله ثم تعذر إلى جماهير العالم الفلسطيني والرأي العام العربي والإسلامي الذي كان دائما يريد أن يرى أجواء المصالحة هي التي تسود بين الفلسطينيين، ودعونا نعترف بأن قطاعات من أبناء شعبنا لا تدرك أن القضية لا تتعلق بمجرد دعوات للمصالحة فالقضية أعمق وهناك برنامجين متناقضين هناك من يضع يده بيد الاحتلال ولعلكم سمعتم تهديدات ليبرمان التي قالها للصحفيين الأمريكيين في 22 سبتمبر؛ فقد قال بالحرف الواحد أن السلطة هي التي طلبت منا بأن نواصل بالعدوان على غزة وأن نذهب حتى نهاية الشوط مهددا بأنه سيكشف الحقائق.

أما عن إمكانية إجراء مصالحة في الوقت القريب؛ فأقول إن حركة حماس حركة مؤسسية تأخذ قرارها بمراعاة للمصلحة الوطنية العليا ولا تأخذها بشكل عشوائي ولا انفعالي ولاعاطفي، الآن قيادة الحركة في الداخل تجري مشاورات فيما بينها وبالتشاور كذلك مع قيادات الفصائل والقوى الفلسطينية لاتخاذ القرار المناسب بشأن موضوع الحوار.

إذن دعونا نعترف بأننا إزاء معضلة وإزاء قضية محيرة، فنحن نريد فيها أن ندرأ مفسدة الانقسام والاقتتال، ولهذا أردنا في حماس وفي القوى الفلسطينية المجاهدة أن يعذروا أمام ربهم ثم أمام جماهير شعبهم وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.

 

في رأيكم ما هي الإجراءات العملية التي يمكنكم اتخاذها إزاء خطيئة جولدستون كما تحبون تسميتها؟

نحن الآن بصدد حشد جماهير الشعب الفلسطيني للوصول إلى حالة من الاجماع الوطني لمحاكمة أولئك الذين تورطوا في هذه الخيانة الكبرى؛ فهؤلاء ينبغي تقديمهم إلى المحاكمة، وينبغي أن تشكل لجنة تحقيق، وهذه اللجنة ليست على غرار لجنة عباس التي شكلها لتمتص نقمة الجماهير وغضبها، وإنما لجنة قضائية محايدة تتمتع باستقلالية تحقق في الملابسات التي أدت إلى تأجيل التقرير، وليس لتوضيح موقف السلطة كما قال أحد حواريي عباس وهو نمر حماد؛ لهذا أعتقد أن المطلوب تحرك إعلامي سياسي شعبي، ونحن رأينا كيف أن السلطة تعيش في مأزق لا يمكن وصفه، فحتى حركة فتح التي يترأسها ويتزعمها عباس تتنصل من مسؤوليتها عن مثل هذا التقرير مما يعني أننا بصدد الوصول إلى حالة إجماع وطني.

 

قلتم سابقا بأن لديكم ملفات غاية في الخطورة تدين السلطة حصلتم عليها بعد السيطرة على الأجهزة الأمنية في غزة، وتم عرض بعضها على قناة الجزيرة، فهل تنوون الكشف عنها الآن وضمها إلى جريمة جولدستون؟

حقيقة يؤسفني أن أقول أن معظم هذه الملفات يصعب عرضها لاعتبارات أخلاقية وشرعية واجتماعية فيما يخص الممارسات غير الأخلاقية لزمرة أوسلو وأرى أن ما تم عرضه يكفي.

 

عودة إلى ما قبل تقرير جولدستون، رغم تأكيدكم على وجود نهجين مختلفين لا يمكن أن يلتقيا إلا أن الحركة أبدت موافقة من حيث المبدأ على الورقة المصرية، فهل استطاعت هذه الورقة إيجاد أرضية مشتركة تجمع بين النهجين؟

أؤكد أنه لا يمكن لنهجين متناقضين أن يلتقيا، ولا يمكن أن يجتمع الشتاء والصيف في فصل واحد، ولا يمكن لنهج المقاومة أن يجتمع مع نهج الاستسلام، لكن المشكلة أعقد من هذه الإجابة البسيطة، المشكلة أن هناك من يشاركنا في هذا البيت نحن لسنا وحدنا على هذه الأرض هناك آخرون.

وإذا نظرت إلى الورقة المصرية فهي تعاني جملة من الإشكاليات، نحن وافقنا عليها كأرضية ولكن العبرة بالتطبيق، مثلا في الورقة المصرية هناك حديث عن الانتخابات، ونحن نعلم أن هؤلاء لم يحترموا نتيجة انتخابات 2006، نحن قلنا ليس لدينا أي مانع لكن علينا أن نذهب للانتخابات ضمن أسس واضحة:

أولا أن تكون الانتخابات نزيهة ولا بد من وجود ضمانات لنزاهة الانتخابات.

ثانيا لا بد من الإفراج عن المعتقلين، فجميع قياداتنا قيد الاعتقلال وبالتالي من سنرشح وكيف ستتم انتخابات وجميع كوادرنا في السجون؟!!

نقطة أخرى هي المسألة الأمنية وهي في غاية التعقيد، نحن نتحدث عن إعادة بناء الأجهزة وهيكلتها في الضفة والقطاع هم يريدون فقط في غزة، بما يعني استمرار سيطرتهم على الأجهزة الأمنية في الضفة ويريدون أيضا أن يسيطروا عليها في غزة.

وبالتالي المصالحة معلقة على شروط، لا يمكن أن نقبل بتنفيذ المصالحة إلا إذا وافقوا عليها ونفذوها، الموافقة على الورقة لا يعني أن الأمور انتهت بل هي بداية لمشوار طويل.

 

لكنكم قلتم سابقا أن السلطة لا تملك قرارها ولديها التزامات أمنية فكيف ستتم المصالحة؟

حماس لن تقبل بالتوقيع على أي مصالحة نهائيا (إلا بشروط)، ولا أعني التوقيع على الورقة المصرية؛ وإنما أعني المصالحة النهائية لن تتم إلا بعد الإفراج عن جميع المعتقلين في سجون الأجهزة الدايتونية هذا عهد ووعد منا لإخواننا في الضفة الغربية.

 

هل معنى هذا أنكم عازمون على خوض الانتخابات التشريعية وفقا لما سيتم التصالح عليه، وماذا عن الانتخابات الرئاسية أيضا؟

نحن لا نخشى الانتخابات وعلى ثقة من الفوز في أي انتخابات نزيه، ودائما ننادي بالاحتكام إلى الشارع، وباستفتاء المواطن؛ فمن حيث المبدأ، الحركة مع دخول الانتخابات، لكن قرار الدخول في انتخابات سابق لأوانه فعندما يتم اتخاذ قرار بإجراء الانتخابات حركة حماس ستأخذ قرارها.

 

ألا ترى أن الحسم العسكري كانت له تداعياته السلبية على شعبية حركة حماس؟

هناك تأثير عند قطاعات معينة، نحن في المرة السابقة لم نفز بجميع الأصوات، في القوائم النسبية كانت نسبة حماس 45%، في الدوائر فزنا بأكثر من ذلك، وبالتالي نحن لم نقل أننا سنفوز بـ100 ولا 90 ولا 80 ولا حتى 70 % لكننا على ثقة أننا سنفوز إذا حدثت انتخابات نزيهة، وأرى أن ما حدث في الأيام السابقة كفيل بتغيير المزاج الشعبي؛ فهناك صفقة تبادل مشرفة في مقابل جولدستون.

 

ولكن ما فائدة الانتخابات داخل فلسطين إذا أخذنا بالاعتبار أن السلطة الفلسطينية هي إحدى منظمات مؤسسة التحرير؟

هي مرجعية ليس لها قيمة، اللجنة التنفيذية نصف أعضائها توفاهم الله، وهم يحاولون تعبئة الأماكن الشاغرة فيها كما أنها كانت تجتمع بطريقة غير قانونية وغير شرعية، في رأيي لا يوجد شيء اسمه منظمة التحرير الآن، هذه هيئات كرتونية تستدعى فقط عندما يريدون أن يمرروا شيئاً غير قانوني، أما على الأرض فهناك سلطة فلسطينية والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا لو خرجت حماس من اللعبة السياسية وعادت لمربع المقاومة ؟

والجواب أننا لو تركنا الميدان وجاءت انتخابات في غزة والضفة وفازت بها حركة فتح في ظل غياب حركة حماس، ما الذي سيجري، ستنادي فتح بأنها السلطة الشرعية وعليك أن تنفذ ما يقولون، بمعنى أننا سنحارب باسم الشرعية، المشكلة صارت معقدة، فنحن لو خرجنا من ملعب السياسة لن نذهب إلى مربع المقاومة بل سنذهب إلى السجون لأن المقاومة ممنوعة، التجربة التي تم تعميمها داخل الضفة الغربية الدايتونية التي رأيناها ستنقل إلى قطاع غزة.

ولهذا المسألة ليست مسألة عبث أو انتخابات وماذا نريد من السياسة، هم يردون لنا أن يخرجونا من الباب الذي دخلنا منه، هم يريدون تزوير الانتخابات لكننا سندخل في صراع.

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن كل حياته غزوات ومن يرى أننا يجب أن نظل في قتال مقاومة عسكرية، فهذا لم يفعله أحد أي مقاومة عسكرية مستمرة، لكن يجب ألا يكون هناك تفريط وأرى أن حماس لم تفرط في الثوابت (حق العودة والقدس وحقوق الشعب الفلسطيني).

 

ولماذا لا تعيد الفصائل بناء منظمة التحرير أو تنشيء مرجعية سياسية بديلة عنها؟

الحديث عن المرجعية السياسية موضوع معقد؛ فأي بديل عن منظمة التحرير لا أعتقد أن النظام العربي سيعترف به، وبالتالي هذا الاقتراح غير وارد ومتعذر لاعتبارات سياسية وعملية، أما الحديث عن مرجعية سياسية في إطار سياسي لقوى المقاومة والمناهضة ليعبر عن قواسم سياسية مشتركة أعتقد أن هذا خيار مطروح وعلينا أن نجتهد للوصول إليه في المرحلة المناسبة.

 

في ظل هذا الواقع السياسي الأليم الذي تعيشونه، أين شرفاء فتح؟ ولماذا لا تتواصلون معهم بدلا من التحاور مع من خانوا؟

برأيي أن الشرفاء بفتح هم قلة وليس بيدهم الأمر ولا حول ولا طول لهم، وقد حاولنا التواصل معهم ولكن تم إقصاء معظمهم وحوصروا وفتحت النار عليهم، وهناك تجفيف للمنابع؛ فأي شريف في الحركة يتحرك تحرك مضاد للنهج السائد يتم محاصرته، وليس أدل على ذلك مما أفرزه مؤتمر بيت لحم، فالتيار المتصهين هو الغالبية من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري الذي فاز في الانتخابات؛ فالتزوير هو الذي ساد هذه الانتخابات، وبكل صراحة أقول الحديث عن التواصل مع شرفاء فتح هو حديث نظري ومع ذلك نحن نقول أننا نريد لشرفاء فتح أن يتحركوا ويواجهوا هذا الاختطاف الذي تعيشه حركة فتح ممن باع الثوابت الفلسطينية.

 

هل باتت فلسطين على أعتاب انتفاضة ثالثة؟

علينا أن نعلم أن الانتفاضة لا تندلع بزر بالريموت كنترول، فهي تحتاج إلى عوامل وأظنها باتت قريبة جدا، فالذي يجري في المسجد الأقصى، تقرير جولدستون، ممارسات عباس وفياض في الضفة، جميع هذه العوامل يفترض أن تهيء لانتفاضة ثالثة إن شاء الله، متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا، وهذه مسؤولية جميع أفراد الشعب الفلسطيني وليس فقط حماس وجميع القوى الفلسطينية.

 

في ظل ما يجري في المسجد الأقصى ما هو دور الحركات الإسلامية؟

أعتقد أن المسؤولية على الحركات الإسلامية هي مسؤولية كبيرة، فهذه الحركات الآن هي ضمير الأمة كما أنها تحظى بشعبية كبيرة في بلادها رغم حالات القمع؛ المطلوب مناصرة عملية للقضية ودعم بالمواقف السياسية، وضغط على الأنظمة للتحرك، وكذلك عليهم تقديم الدعم الإعلامي والشعبي والمالي، برأيي أنه يمكن اجتراح وسائل عديدة لدعم القضية الفلسطينية، وهي تمثل داعم قوي للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.

 

ذكرتم في حديثكم أنكم تؤيدون استفتاء المواطن في كل شيء وأنكم ضد الانفراد بالقرار، هل معنى هذا أنكم توافقون على اجراء استفتاء بشأن القدس وحق العودة؟

بالنسبة للاستفتاء هذا غير مطروح الآن وهو موضوع معقد لأن الشعب الفلسطيني ليس غزة والضفة فقط لدينا فلسطينيي 48 ولدينا أيضا أكثر من 6 ملايين فلسطيني في الشتات لا بد من استفتائهم؛ فالحديث عن الاستفتاء غير عملي وغير مطروح ومتعذر، فلماذا نتحدث عنه في حين أن قضايا الحل النهائي لم يتم مناقشتها أو التوصل لحل بشأنها؟ برأيي ألا نناقش افتراضات لم تحدث.

 

لاحظنا تحسن في العلاقات بين حماس والأردن بعد أن وافقت الأخيرة على حضور خالد مشعل جنازة والده، فهل هذا يبشر بإعادة فتح مكاتب الحركة في عمان؟

من المؤسف أنه لا، ليس في الأفق القريب ما يشير إلى إمكانية ذلك.

 

لو قدر لك أن تكون في المسجد الأقصى المبارك في هذه اللحظات ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها إلى العالم الإسلامي من هناك؟

رسالتي إلى الأمة الإسلامية أن إخوانكم في فلسطين يدافعون عن المسجد الأقصى نيابة عنكم، فالأقصى هو مسجد الأمة الإسلامية، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين وعليكم أن تهبوا لنصرة إخوانكم في الدفاع عنه، ما يجري الآن اعتداء وعدوان غاشم لا بد من الاستنفار والتحرك ومغادرة هذه السلبية القاتلة والمؤلمة التي نراها الآن على مستوى النظم بشكل تام وعلى مستوى الشعوب نرى تحركاتها ولكن لا تزال دون المستوى المطلوب.