11 شوال 1430

السؤال

س : فضيلة الشيخ .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. كما تعلمون أن لفظ الملائكة ورد بكثرة في القرآن الكريم ، ولكن أحياناً ذكرت بلفظ التأنيث ، مثل: قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) ) سورة آل عمران ، وأحياناً ذكر لفظ الملائكة بصيغة المذكر مثل قوله تعالى : ( لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (166) ) سورة النساء، هذه الآيات واضحة من حيث التذكير والتأنيث ، هل نقول إن الملائكة إناث ؟ أو هل نقول: إن الملائكة ذكور؟ فكيف إذاً نجمع بين هذه الآيات؟ وجزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد.

فإن الملائكة خلق من خلق الله ، لا تُعرف تفاصيل خلقهم ، ولا يجوز أن نصفهم بصفة لم ترد ؛ لعدم معرفتنا بتلك التفاصيل ؛ فعليه لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة ، أما الأنوثة ، فلأن الله تعالى استنكر على المشركين وصفهم بذلك فقال تعالى : "وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ" ، وقال جل شأنه : "أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ" .

وقد كان المشركون يصفونهم بذلك إنقاصا من شأنهم .

وأما لماذا أُنِّث الفعل في قوله تعالى : "وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ" فليس لأنهم إناث ، وإنما لأن كلمة "الملائكة" جمع تكسير ؛ أي أن صيغة المفرد تكسرت في الجمع ، والعرب في "جمع التكسير" تؤنث الفعل وتذكره ؛ فتقول : جاءت التلاميذ ، وجاء التلاميذ ؛ فالتأنيث على تضمين معنى "الجماعة" والتذكير على تضمين معنى "الجمع" ، ونظير ذلك قوله تعالى : "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم" الآية .

وكذلك لا يوصفون بالذكورة ؛ لعدم وروده .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .