24 شوال 1430

السؤال

لي رفقة لكنها لا تعينني على أمور الدين؛ بل تخدمني في أمور الدنيا، والمشكلة أنني وإياهم في حارة واحدة.. حاولت التخلص منهم فما استطعت؛ فبم توجهونني؟

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك في موقع المسلم وأسأل الله تعالى لك التوفيق والرشاد
يدور سؤالك حول أمرين:
لك رفقة لا تعينك على أمور دينك وتستفيد منهم في أمور دنياك، ترغب في التخلص من الرفقة.
ولعلي انظر إلى سؤالك لإيضاح السبب الذي يرجع إلى عدة أمور منها:
• رفقاء الحي ليس بالضرورة أن يكونوا رفقاء أو أصدقاء، وقد يكون الصديق غريباً ولكن يصدقك في دينك ودنياك.
• لا يلزم عدم الإعانة على أمور الدين أن تكون سبباً في التخلص من الرفقاء، لأن الأصل إن لم يعينوك فلا يعطلوك وأن تعينهم أنت على أمور دينهم.
• الاستفادة منهم في أمور الدنيا مدخل طيب لأن يستفيدوا منك في أمور الدين ولهذا.. تكون المنطقات الشرعية والتربوية والاجتماعية والمادية كلها تخدم الاتجاه الأصلي وهي عدم المخالفة الشرعية في حياتنا والتواصي بين الرفقاء والأصدقاء والأصحاب لتكون رفقتهم ناجحة وعلى أساس صحيح يهدف إلى أن ينجو الجميع ويصلح الجميع.
وهذا يتطلب أن تتبين أمرين الأول: هل هؤلاء الرفقاء لديهم ما يشينهم في حياتهم وسلوكياتهم وأداء واجباتهم الدينية خاصة في الفروض، فإن كان نعم لديهم ما يشينهم فيصبح الواجب عليك أن تنصحهم وتأخذ بأيديهم وتحاول أن تكون لهم صاحباً ناصحاً أميناً بقدر ما يعطيك الله تعالى من قدرة وإقناع وأسلوب حسن ودعوة خالصة ولا تنسى الدعاء لهم بالهداية والتوفيق وأن يشعروا منك بحب وإخلاص لهم وأن دعوتهم لإتباع الحق هي حب ومودة لهم.
والثاني: إن كان هؤلاء الرفقة ليس لديهم ما يشينهم ويؤدون فرائض الله تعالى ولكنهم لا يساعدونك فيما تريد من استزادة من الخير وهنا تكون المبادرة عليك أنت وليس عليهم وأن تكون أنت مؤثراً عليهم بالإيجاب، وأن تساعدهم على النهج الصحيح بحسن دعوتك وحرصك وأن يشعر هؤلاء بمدى اهتمامك، وأن اهتماماتك الشرعية والدينية والدعوية عندك أهم فإن رؤوا منك إخلاصاً وجداً فسوف تتغير تصرفاتهم ويسعون لإفادتك والسعي معك إلى الخير.
ولا تنسى أن دور الدعاة والمصلحين ومحبي الخير لا يتوقف عند عدم الرغبة في الأصدقاء غير الجادين والمهتمين بل عليهم أن يسعوا هم إلى هؤلاء الرفقاء ويكونوا هم لهم عوناً على الطاعة بحسن سمتهم وجمال عرضهم وصدق دعوتهم وبيان الصواب وحثهم عليه.
ومما سبق فإننا فننصح بعدم السعي إلى التخلص من الرفقاء إلا إذا كان فيهم خروج كبير عن القيم الأخلاقية وما تعارف عليه المجتمع المسلم، وليكن دورك أكبر وسعيك لهم أكثر ومساعدتهم لهم على التقرب إلى الله تعالى، وأن تكون مؤثراً فيهم فيكون لك بسببهم أجر عظيم عند الله تعالى.
وفقك الله وسددك.