المدارس الغربية في البلاد الشرقية
8 شوال 1430
أسماء عبدالرازق

في زمن من الأزمان كانت الدولة الإسلامية ممتدة من المحيط إلى المحيط، وكان جل سكانها على اختلاف مشاربهم يجتمعون على الاعتزاز بدينهم، وثقافتهم، ولغتهم، ودولتهم، ثم دالت الأيام وتمزقت الدولة إلى دويلات، وتنازعت كل دويلة ثقافات مختلفة، ولغات مختلفة، فربما ضم المجلس الواحد أبناء الدويلة الواحدة فظنه من لايعرفهم مجمع من مجامع السفراء؛ فهذا إنجليزي بفظاظته وخشونته يلهج باسم الامبراطورية التي لم تكن تغرب الشمس على ممتلكاتها، وذاك فرنسي بخلاعته واستهتاره يمجد دولة الحرية والإخاء والمساواة، والثالث أمريكي بخيلائه وكبريائه يسبح بحمد القطب الأوحد والقوة العظمى، وجميعهم متفرنجون مشرباً ومذهباً وملبساً وليس فيهم من تفرنج همة وعملاً! يختلفون في الصغيرة والكبيرة، ولا يتفقون إلا في الساعة التي تذكر فيها أمتهم، فإنهم يمثلونها لأنفسهم وللناس أسوأ تمثيل، فبئس الاختلاف حين يختلفون ولا حبذا اتفاقهم يوم يتفقون.

ولكن أي يد تلك التي استطاعت أن تنقلهم من حال إلى حال؟
إنها أيد كثيرة ولعل من أشدها أثراً أيدي القائمين على التنشئة، الممهدة طريقة التربية، ومناهج التعليم. وأعظم المؤسسات التعليمية خطراً هي المدارس العالمية، والكليات الأجنبية، التي تمثل الذراع الطولى في تطبيق نظرية الخلط (العولمة). والمدارس العالمية أشد خطراً من الكليات الأجنبية لأن ضحاياها ينشأون فيها، ويصنعون على أعين مديريها.
ولئن كان الأمر كذلك، فما الذي يدفع الناس لإدخال أولادهم فيها وهم يرون نتائجها؟! أم أنهم لا يرون ما نرى؟ أو أننا نتوهم ما نرى؟ إذن فلنستمع لهم ولغيرهم لنقف على حقيقة الأمر.
 
استطلاع:
·        إيمان سيد، طبيبة: أدخلت أولادي للمدارس العالمية من أجل اللغة، ولأن شهاداتها معترف بها عالمياً، وأشعر أن أبنائي استفادوا من الدراسة ولكن ليس بالمستوى المطلوب، وأيضا أشعر أنها عالمية بالاسم فقط بالذات في السعودية, والمدرسين ليسوا أكفاء, وطرق التدريس ليست مُثلى حتى إن المنهج لا يدرس بالكامل, وأهم سلبياتها انعدام الجانب الديني مما يضطر الأهل للبحث عن معلمين من خارج المدرسة لتعليمهم الدين وهذا ما قمت به.
·        مها إسماعيل: أدخلت أولادي من أجل اللغة، ولقد لاحظت أن المعلمين يتغيرون دائماً بسبب قلة الرواتب مما يؤثر في الطلاب ويشتتهم، وأما إيجابيات التعليم لديهم فهي التركيز على الفهم لا الحفظ.
·        نجوى عثمان، بكالوريوس تجارة: أرى خطورة تدريس الأبناء في المدارس العالمية للأسباب التالية: قلة اهتمامهم بالتربية الإسلامية واللغة العربية، سوء الوسط، الاختلاط الذي يتسبب في قلة الحياء، زرع الأفكار معادية للإسلام في نفوس الأطفال وطمس هويتهم. وأرى أن الدافع لمن يدخلون أبناءهم لمثل هذه المدارس أن مناهجها أفضل من المناهج العربية.
·        نعمت المصري، مهندسة: ترى أن الناس في العادة يدخلون أولادهم فيها ليتعلموا اللغة الإنجليزية، ولأنها مدارس منضبطة، لكني لا أوافق أبداً على إدخال أبناء المسلمين فيها لأنها تدس السم في الدسم، وتفقد الطلاب الولاء لدينهم، وتقطعهم عن مجتمعهم فلا يعرفون حقيقة ما يجري فيه، كما أن مستواهم في اللغة العربية يكون متدن جداً، ولقد رأيت طفلة تدرس في إحدى هذه المدارس العالمية وكانت تكتب الكلمات العربية من اليسار إلى اليمين.
·        أم فيصل، دبلوم انجليزي: أدخلت ولدي لمدة سنتين تمهيدي وروضة مدارس عالمية وذلك لأني أرى أهمية اللغة لكني وجدت أن سلبياتها كبيرة جداً بالذات الضعف الكبير باللغة العربية والدين لذلك قررت أنا ووالده إخراجه منها وإدخاله لمدرسة تحفظ القرآن.
·        أبو أحمد، طبيب: أدخلت ابني مدرسة أهلية ثم نقلته لمدرسة عالمية لأن زملاءه كانوا يضايقونه لأنه أجنبي، كما أنني لا أحب أن يدرس ابني منهجاً يتعامل معه كسعودي. المدارس العالمية مناهجها جيدة، وتعلمهم مبادئ طيبة كالإخلاص، والتسامح، التهذيب في التعامل. المشكلة أن فيها بعض السلبيات مثل الاحتفال بعيد الحب، والكريسماس لكن المعلمين يحترمون وجهة نظر الآباء.
·        مها عبد الرؤوف، علوم إدارية: لم أدخل ابني الوحيد مدارس عالميه رغم أن زوجي تخصصه إنجليزي, لأني أشعر أن اللغة الإنجليزية قد تطغى على اللغة الأصلية وفيها ما فيها من التبعية، فلا بد أن يكون الإنسان فخور بلغته التي هي لغة القران، كما أني أشعر أن فيها موالاة لغير المسلمين، كما أنك لاتعلمين ماذا يتلقى الطفل من أفكار في مرحلة التأسيس، وهذا أمر خطير جداً.
·        أم محمد عفاف، إقتصاد: لم أدخل أبنائي مدارس عالمية لكني أرى أهمية اللغة الإنجليزية بالنسبة للطفل إذا كان منشأ نشاة دينية صحيحه فهي ستساعدة في مجال الدعوة. أما من ناحية السلبيات فعلى حسب علمي أنها مختلطة إلى المرحلة المتوسطة.
·        مدحت الشاذلي، مهندس: يرى أن من أهم ما يميز المدارس العالمية أنها تعلم الطلاب طريقة التفكير، وتربيهم على التحليل لا الحفظ المجرد، فطلاب بعض المدارس العربية لايستطيعون الإجابة عن سؤال أجابوا عليه من قبل لو أجريتَ عليه قليلاً من التحوير، ومعلموهم مع الأسف من نفس النمط. كما أن المدارس العربية لا تربي الطالب على الولاء لدينه إنما تربيه على الولاء للبلد التي يدرس مناهجها.
·        زينب الشاذلي: ترى أن طلاب المدارس العالمية أذكياء بسبب طريقة التدريس إلا أن المشكلة فيها ضعف مناهج التربية الإسلامية.
·        أم محمد، علوم سياسية: أبنائي كلهم يدرسون في مدرسة عالمية باكستانية ما عدا ابنتي التي رفضت الاستمرار فيها لما فيها من ضغط أكاديمي، ولكني أحس بالشفقة عليها لأني أحس بالفرق بينها وبين إخوانها. مناهج المدارس العالمية قوية في المواد العلمية، وأنا أفضلها لأني أستطيع أن أدرس أبنائي اللغة العربية والدين في البيت بخلاف المواد العلمية. وليست لدي ملاحظات شرعية على مدرسة أبنائي، بالعكس هم يلزموهم بصلاة الظهر في المدرسة. عيوبها ضعف رواتب المعلمين مما ينعكس على أدائهم، وضعف مادة الدين التي تدرس باللغة الإنجليزية، كما أن الأبناء يقضون وقتاً طويلاً في الحفظ بالذات في الصفوف الأولى لأنه لا يستوعب المادة تماماً باللغة الإنجليزية فيحفظ.
 
رأي علماء النفس:
        خلصت الدراسات في علم نفس النمو إلى أن الطفل يكون في مرحلة الطفولة المبكرة التي يبدأ فيها نمو الأحبال الصوتية والعضلات أكثر حاجة لتعلم اللغة الأم، ونطقها، وفهم معانيها، والتدريب على مخارج الألفاظ الصحيحة حيث يختلف التكيف الصوتي من لغة إلى أخرى، وبذلك يحدث خلط عند الطفل بين اللغات، ولا يتمكن من إتقان لغتين في وقت واحد بل يكون إتقان إحداهما على حساب الأخرى، وربما خلط بينهما فلا أتقن هذه ولا تلك.
يقول الاستاذ الدكتور عمر المفدى: قد يظن بعض الآباء أنه يحسن لأبنائه عندما يحرص على إلحاقهم بالمدارس التي تدرس اللغة الإنجليزية في المرحلة الإبتدائية، والواقع أن الفائدة من وراء ذلك محدودة جداً لا تعادل ما يترتب عليها من سلبيات. "في كتابه علم نفس المراحل العمرية، ص 285".
 
رأي علماء الاجتماع:
يقول الدكتور عبد الله التميمي، مدير إدارة التوجيه والإرشاد بكلية الاتصالات والمعلومات: إن تأثر الطلاب أثناء الدراسة بمدرسيهم ومربيهم ومناهج دراستهم أمر واضح وجلي، وهو سبب رئيس في تشكيل هوية الفرد.
وقد تتسع الفجوة وتعمق أزمة الهوية إذا كانت المدارس الأجنبية مخالفة لقيم وعادات المجتمع، إذ أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة التي تميزه عن غيرة والتي يعتز بها ويشرف.
وإن المدارس الأجنبية من أبرز الثقافات الوافدة في المجتمعات الإسلامية، بل قد تفضي في يوم من الأيام إلى المواجهة والانقسام الفكري والخلل الثقافي في المجتمع، وهذا الانقسام ربما تراه اليوم بشكل بسيط في صراع الأجيال بين الآباء والأبناء، وغداً سوف يكون أكبر وأعمق لاختلاف المشارب والثقافات، وقد كانت بعض الدول تمنع التحاق أبناء المسلمين بالمدارس الأجنبية، أما اليوم فهناك تساهل وتفاخر بالحاق الأبناء بها بقصد تعلم اللغة الأجنبية والحاسوب وغيرها من الثقافات التي إن جهلها الطالب في الصغر لتعلمها في الكبر، فهي ليست مسوغاً –لو كانت نافعة- لخطر أعظم.
 
 
حكم الشرع:
        جاء في الفتوى رقم (4172)  الصادرة بتاريخ 4/12/1401 من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية: "ما الحكم أن يأخذ رجل ابنه أو ابنته، ويسجله في مدرسة فرنسية، أو إنجليزية المخالفتين لتعاليم الدين مع زعمه أنه مسلم وأنه يختار لهم مستقبلاً حسناً.
ج: يجب على الوالد أن يربي أولاده ذكوراً وإناثاً تربية إسلامية، فإنهم أمانة بيده، وهو مسؤول عنهم يوم القيامة، ولا يجوز له أن يدخلهم مدارس الكفار؛ خشية الفتنة وإفساد العقيدة والأخلاق، والمستقبل بيد الله جل وعلا، يقول الله جل وعلا: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً)".
كما جاء في أحد البيانات: " اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إليها من كتابات وأسئلة واستفسارات حول ظاهرة شيوع المدارس والكليات الأجنبية في بلاد المسلمين والمراد بها: تلك المدارس التي أسست على غير تقوى من الله ورضوان وإنما أسست على مناهج إفرنجية لا تمت إلى الإسلام ولغته وتاريخه بصلة..... بناءً على ما تقدم فإنه لا يجوز للمسلمين فتح المدارس والكليات الأجنبية، ولا تشجيعها، ولا الرضا بها، ولا إدخال أولاد المسلمين فيها، لأنها من وسائل الهدم والتدمير للعقيدة الإسلامية، والأخلاق السوية، وهذا ضرر ظاهر، وفساد محقق يجب دفعه وسد الذرائع الموصلة إليه، ويزداد الأمر تحريماً فتح هذه المدارس في جزيرة العرب لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" ولأنه صلى الله عليه وسلم أوصى بإخراج الكفار منها.
ثالثاً: لا يجوز بناء ولا تأجير الأماكن والمحلات للمدارس والكليات الأجنبية لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان والله عز وجل يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) وسبق أن صدر من هذه اللجنة فتوى برقم (20262) وتاريخ 3/3/1419 تقضي بتحريم ذلك.
وقد ساق الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله في كتابه "المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية تاريخها ومخاطرها" أقوال عدد من أهل العلم من مختلف البلدان في المسألة، وذكر أسماء عدد كبير من الكتب المؤلفة فيها.  
 
وقفات:
        يتبين مما مضى أن دوافع الآباء في تعليم أبنائهم فيها تنحصر في:
1-  تعلم اللغة الإنجليزية.
2-  قوة المناهج العلمية.
3-  طريقة التدريس وتعليم التفكير.
4-  الاعتراف بشهاداتها عالمياً.
5-  عدم انتمائها لبلد معين.
ولكن ينبغي ملاحظة: أن الطفل لا يحتاج للغة الأجنبية قبل دخوله الجامعة ما دام يعيش في وسط عربي، وأن قدرته على تعلم اللغة الأجنبية وإتقانها تزيد مع تقدمه في السن فلم لا يؤخر تعلمه لها حتى يصل المرحلة الثانوية فيكون بذلك قد أتقن اللغة العربية، ويتعلم الأجنبية بأقل جهد في أقصر وقت. كما أن التركيز على أهمية اللغة الأجنبية تجعل الطالب حساساً للخطأ فيها لكنه لا يبالي ألحن أم لم يلحن حينما يتحدث بالعربية، هذا إن لم يزدريها وينتقصها، ونماذج هؤلاء كثيرة موجودة بيننا.
ولهذا كانت كل دول العالم المتقدمة تُدرس العلوم بلغاتها القومية كالصين واليابان وروسيا بل حتى دول أوروبا الشرقية تفرض على طلاب جامعاتها بما فيهم الأجانب الدراسة بلغاتها القومية، وهي مع ذلك تخرج العلماء والمخترعين الذين لم يحل الجهل بالإنجليزية –أو تعلمها متأخراً- بينهم وبين التواصل العلمي مع غيرهم.
أما المناهج فتدريسها بلغة أجنبية يفقدها كثيراً من قوتها لأن الطفل يلجأ للحفظ لا سيما في السنوات الأولى، ولا يتمكن من المناقشة والاستفسار. وقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في مصر  عام 1989م إلى سلبية البرامج التعليمية ثنائية اللغة. فقد "عنيت الدراسة بتأثير العلوم باللغة الإنجليزية على تحصيل تلاميذ الصف الخامس الابتدائي, واتجاهاتهم نحو مادة العلوم, حيث قام الباحث بتطبيق اختبار تحصيلي على عينة مكونة من 575 تلميذاً مقسمين إلى مجموعتين: الأولى تدرس العلوم بالإنجليزية والثانية تدرس العلوم بالعربية, وذلك في ست مدارس ابتدائية منها ثلاث مدارس للغات وثلاث مدارس أهلية, واستبعدت المدارس الحكومية لتحقيق التقارب في الظروف والإمكانات المدرسية بينهم. واستنتجت هذه الدراسة انخفاض مستوى التحصيل لدى المجموعة الأولى التي درست العلوم باللغة الإنجليزية, بينما حققت المجموعة الثانية التي درست العلوم باللغة العربية مستوى عال من التحصيل"[1]. والدراسات التي أجريت في مصر وقطر والكويت على تأثير الدراسة باللغة الأجنبية على مستوى التحصيل، وضعف اللغة الأم كثيرة يمكن الرجوع إليها، وفوق هذا فإن تعليم التفكير والنظر الصحيح مرتبط بالمجتمع، ولاسيما القريب، فإن كان للطفل كافل ينشؤه على النظر والتقييم والتقرير وتحمل المسؤولية نشأ على ذلك وإذا لم يكن فالعكس بالعكس.
أما الاعتراف بشهاداتها فليس له كبير قيمة بالنسبة للطالب المتفوق لأنه يستطيع الالتحاق بأي مؤسسة بغض النظر عن المنهج الذي درسه في التعليم العام.
والقول بعدم انتمائها لبلد معين ليس بصحيح لأنها تدرس المنهج الأمريكي أو البريطاني أو خليط منهما، وما روح التعليم وجوهره إلا ظل لعقائد واضعيه وأخلاقهم، فلابد أن ينتج الأهداف والغايات التي تعكس آثار هذا التعليم بكليته على العقائد، والأخلاق، والثقافة، والسياسة، والاجتماع.
أما إلزام المدارس بتدريس منهج اللغة العربية والدين وتاريخ البلد فليس له كبير قيمة لأنها مواد ليست مهمة بالنسبة للطالب لأنها لا تدخل في امتحان البكالوريا الدولية الذي دخل لأجله مثل هذه المدارس.
أما الأخطار العقدية التي تتهدد طلاب هذه المدارس فينغي أن تكون وحدها دافعاً للآباء ليعيدوا النظر في إدخال أبنائهم فيها، ويكفي الإشارة لحادثة المعلمة التي كانت تعمل في إحدى الدول العربية العام الماضي  وأتت بدب وسمته محمداً وأعطته لطلابها ليستضيفه كل واحد منهم في بيته، هذا ما فعلته علناً ولا يدرى ما كانت تفعله وتقوله في الفصل.
ويقول أحد الأساتذة المربيين الذين قضوا في التعليم سنين عدداً في دولة عربية قريبة: لما وصلت مكتبي ذات يوم قبيل نهاية العام الدراسي وجدت أحد الآباء ينتظرني ومعه ابنه البالغ من العمر تسعة أعوام، وفوجئت به يطلب إلحاق ابنه بالمدرسة ولو بالصف الأول. سألته عن السبب فقال ابني يدرس في مدرسة .... العالمية، وقد فوجئت به يوم أمس وهو يضع يده على إحدى كتفيه ثم على جبهته ثم على كتفه الأخرى ثم على صدره (صليب) وهو يقول الأب، الابن، الروح القدس، فما استطعت أن أنام ولن أخرج من عندك قبل أن تَقْبَله.
ولو لم يكن هذا فأدنى الأمر أن يألف الطفل صورة الصليب أو الخنزير أو يتشرب ما تحويه رسومات أشكال الرجال والنساء وأزيائهم وثقافتهم المصورة من أفكار.
ختاماً نقول إن منهج التعليم، وأسلوب التربية هو الحامض الذي يذيب شخصية المرء، ثم يجعله قابلاً للتشكيل، والتربية ليست بضاعة تستورد من الخارج، وإنما تنبثق من ثقافة المجتمع ودينه... هذا وما أبرئ المدارس العامة من النقص والخلل الذي قد يكون كبيراً، والعاقل من يعرف خير الخيرين وأدنى الشرين، والله هو الموفق، وهو يهدي السبيل.
 


[1] د. نجاة عبدالعزيز المطوع: تأثير اللغات الأجنبية على اللغة الأم، والمادة موجودة على الرابط: