هل يرفض الإسلاميون جامعة الملك عبدالله ؟
7 شوال 1430
عبدالرحمن أبو منصور
قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من الوقوف على الهجمة الشرسة التي يشنها العلمانيون ضد الإسلاميين بخصوص الجامعة وتندرج أركان هذه الحملة على عدة محاور ومنها :
المحور الأول : السعي المكثف لإلصاق تهمة معاداة العلم والتطور الحضاري بالإسلاميين وتصويرهم بأنهم دعاة الجهل ورموز التخلف .
المحور الثاني : محاولة الإيقاع بين ولاة الأمر والإسلاميين وذلك بتفسير جميع الكلمات التي قالها ولاة الأمر وكأنها موجهه ضد الإسلاميين .
 المحور الثالث : دعوة بقية جامعتنا للإقتداء بجامعة الملك عبدالله ليس في البحث العلمي وإنما في الاختلاط
ترى .. ما هي الدوافع خلف هذه الحملة ؟
 باعتقادي ، فإن إدراك الجميع أن أي جامعه أو منشأه في بلاد الحرمين مهما تعاظمت فإن مجتمعنا المتمسك بدينه وأخلاقه وعروبته قادر على استيعاب تحدياتها بل و إعادة صياغتها لتصبح جزءا من مجتمعنا المحافظ وليجعلها تخدمه في سعيه للعلم والتطور دون أن يفقد هويته . والمثال الذي يتباكى عليه العلمانيون هو جامعة البترول التي أنشئت باتفاقيه علميه مع معهد أجنبي ولكنها أصبحت الآن أحد معاقل المحافظة ورافد من روافد الثبات وخرجت علماء جهابذة فهل بقي من انعكاسات المعهد الأجنبي شئ؟
من أهم الأمور التي تزعج العلمانيين جدية أبنائنا وبناتنا مع حفاظهم على دينهم وهويتهم ، فقد حصدوا أعلى الدرجات العلمية وحققوا اكتشافات عالمية وكان منظر بناتنا وهن بحجابهن يستلمن أرقى الشهادات واحده من أشد الصور غيظا للعلمانيين . فإذا كان ذلك هو حال شبابنا وبناتنا في عمق المجتمعات الغربية فلن يكون وادي ثول الذي يقع على تخوم مكة المكرمة بأصعب حالا على شبابنا وبناتنا .
 إن كثرة المقالات المؤيدة للاختلاط  في الجامعة لا تهدف إلى الدفاع عن الاختلاط فقط بل تسعى لترسيخ فكرة أن الجامعة هي جامعة الاختلاط وجامعة العلمانيين على أمل أن يؤدي ذلك إلى إحجام شبابنا وبناتنا عن الالتحاق بها وليتحقق هدفهم بجعلها معقلا للتغريب .  إن حجم إمكانيات الجامعة والتقنيات المتاحة يعني أن ذلك التطور سيقع في أيدي شبابنا وهو أمر يكدر جهات غربية لا تريد الخير لبلادنا  وقد يكون من ذلك عدم قصر القبول في الجامعة على الطلبة السعوديين بل مضاعفة عدد الطلبة الأجانب من كل الدول .
 أخيرا : هل يرفض الإسلاميون الجامعة؟
 الجواب لا لكن لهم تحفظات على الاختلاط وخاصة أن الاختلاط ليس شرطا للنجاح العلمي بل على العكس قد يكون سبب في الإخفاق وتجارب الجامعات في الخارج تشير لذلك . مما يجدر التحفظ بشأنه أيضا ما سيكون الأمر عليه داخل الجامعة : هل ستعامل الجامعة كمنطقه حرة لا تنطبق عليها أنظمة وقوانين بلادنا ؟
أعتقد أنه من سبل الإصلاح لهذه الجامعة دعوة العلماء والمخلصين لشبابنا وبناتنا للالتحاق بها وأن ذلك ليس يعني الموافقة على أي مخالفات فيها . علينا أن لا نقع في مرارة تجربة مقاطعتنا للإعلام فيما ما مضى ، الأمر الذي مكن العلمانيين فما بعد من السيطرة التامة عليه ولا زلنا ندفع الثمن غاليا لتقاعسنا ذاك !