شرور حكومة المالكي تلاحق الأموات
2 رمضان 1430
د. جاسم الشمري

من المسلمات التي لا شك فيها أن الكثير من السياسيين في العراق اليوم، أحلوا لأنفسهم جملة من الأمور التي تتناقض مع الشريعة الإسلامية والقانون والأخلاق والأعراف.

 وحكومة المالكي الحالية والتي ينتمي أقطابها إلى أحزاب تدعي أنها إسلامية، تناست كل المبادئ والقيم الإسلامية والعربية والعشائرية والمبادئ، إلا من رحم ربي، ونراهم يسيرون على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فهم منشغلون في تشويه وتزوير الحقائق؛ لإسقاط وتشويه صورة خصومهم.

 ففي مرحلة عام 2005 وما بعدها لعبت فضائية العراقية الحكومية، والتي لا تمت بالعراق بصلة إلا بالاسم فقط، أقول لعبت هذه الفضائية دورا خبيثا في تشويه الجهاد والمجاهدين، وصورة العراقيين عموماً، حيث عرضت في برنامج "الإرهاب في قبضة العدالة"، والذي كان يعرض مساء كل يوم تقريبا، العديد من المعتقلين الذين طُلب منهم تحت التهديد بانتهاك أعراضهم ، وبالترغيب بالإفراج عنهم إذا ما قالوا أنهم فعلوا هذه الجرائم الوهمية التي كانت تعرض للجمهور، ومنها الاغتصاب واللواط وغيرها من الأفعال التي يندى لها الجبين، بل وصلت الوقاحة في هذه الفضائية المأجورة الخبيثة أن تظهر اعترافات بأن هذه الأفعال ـ كما يزعمون ـ  وقعت في المساجد والجوامع.

 هذا المخطط الخبيث لم يُقلل من حدته إلا في منتصف عام 2007 تقريبا، بعد أن انكشف زيف هذه الأوراق للرأي العام، ولعموم الشعب العراقي الصابر، وفي الجانب الموازي كان لكذاب بغداد اللواء قاسم عطا دورا كبيرا في هذا المضمار الرذيل الخبيث، حيث انه لم ينفك عن إطلاق الاتهامات والأكاذيب على كل من لا يقف مع حكومات الاحتلال، وخصوصا حكومة المالكي الحالية، التي تريد أن تظهر نفسها بثوب الوطنية واللاطائفية وهي منه براء.

 وبتاريخ 4/8/22009 اطل علينا اللواء "كذاب بغداد" بقصة مفبركة جديدة حيث قال إن أجهزة المليشيات الحكومية الأمنية ألقت القبض على المجرمين الذين قتلوا الشهيدة أطوار بهجت، مراسلة فضائية العربية في العراق، وانه اعترف بجريمته بالاعتداء على الشهيدة أطوار وقتل زميليها المصور عدنان عبد الله وفني الصوت خالد محسن، واظهر التسجيل اعتراف المدعو محمد ياسر محمد الطاخي بانتهاك عرض الشهيدة أطوار بهجت رحمها الله، واغتصابها.

هذه الجريمة الأثيمة، سبق للحكومة الهزيلة في العراق أن أعلنت في يونيو 2006 وعلى لسان مستشار الأمن القومي موفق الربيعي، عن إيقاف قتلة المرحومة أطوار بهجت وقالت حينها "أن التحقيقات كشفت أن الشخص المسؤول عن عملية الاغتيال هو هيثم البدري المعروف باسم هيثم السبع" هذه الأساليب الملتوية واللاأخلاقية في تزوير الحقائق لا يمكن أن تنطلي على شعبنا العراقي الذي تفهم حقيقة المؤامرة التي تحاك ضده من قبل رجال غرباء عن العراق ويدّعون حبه وانتماءهم له، ومنهم الحكومة الحالية حيث إن هذه الحكومة "المحتضرة" مستعدة لان تتحالف مع الشيطان من اجل تحقيق مآربها الشريرة؛ لان هذه الأفعال لا تمت للخلق الإسلامي والعربي والقبلي بصلة؛ لان ديننا أمرنا باحترام حرمة المسلم حيا وميتا.

 فاتهام الشهيدة ـ رحمها الله ـ بالاغتصاب هو تشويه لها ولسمعة عائلتها التي نفت تعرض الشهيدة أطوار للاغتصاب، كما ورد في اعترافات الطاخي، التي بثتها قناة العراقية "الغريبة" مستندة في ذلك إلى تقرير الطبيب الشرعي الذي نفي جريمة الاغتصاب.

 وأكدت عائلة الشهيدة أن المرحومة أطوار تعرضت للتعذيب، مشككة في الوقت نفسه، ببقية اعترافات الطاخي.

 رئيس المركز الوطني العراقية للعدالة الانتقالية بلندن محمد الشيخلي اعتبر أن اعترافات الطاخي تشوبها الشكوك وتتناقض مع مخطط كشف الحادث والتقرير الطبي وشهادات الشهود، وان إعادة فتح هذا الملف من قبل الحكومة الحالية يهدف إلى إحياء الحقد الطائفي من خلال تمرير رسائل سياسية معينة .

هي مؤامرات قذرة وخبيثة تحاك ضد أهلنا في العراق بدعوى الحفاظ على الأمن والاستقرار وطرد الإرهاب ومكافحته.

 فلا إرهاب أكثر من إرهاب الحكومة الحالية والاحتلال للعراقيين ولن يستقر العراق طالما بقي هؤلاء الغرباء على أرضه، لقد هجر أكثر العاملون في السياسة في العراق اليوم أخلاقهم ومبادئهم ولا يهمهم إلا تحقيق مآربهم الشخصية والحزبية والفئوية والعرقية على حساب شعبنا العراقي الصابر المحتسب، ولا أظنه سيتركهم بلا عقاب.

[email protected]