صيد الإعلام
12 شعبان 1430
منذر الأسعد

واشنطن تبيع "مجاهدي خلق" لخامنئي

(مجاهدو خلق) منظمة إيرانية سياسية/عسكرية مناوئة لنظام الملالي في طهران منذ قيامه قبل ثلاثين عاماً.وهي ذات ميول يسارية وعلمانية.
والعداء بين الطرفين شديد وعميق لا موقع فيه لحلول وسط/بحكم التركيبة العقدية الأحادية المغلقة لكل منهما،وإن كانت المنظمة منفتحة على سائر مكونات الشعوب الإيرانية،ولو في الجانب النظري،فهي لا تشترط لعضويتها شروطاً طائفية أو عرقية، كتلك التي يصر عليها دستور "آيات الله".

 

وكان مفترضاً في الأمريكيين عندما احتلوا العراق في عام2003م،أن يتحالفوا مع مجاهدي خلق بناء على القاعدة الذهبية ولا سيما في الغرب:عدو عدوي صديقي!!فكلاهما-وفقاً للظاهر المزعوم- عدو لورثة خميني في قم وطهران، لكن ما جرى كان غير ذلك تماماً، فقد جرّد جنود الاحتلال أعضاء المنظمة من أسلحتهم،وأقفلوا معسكراتهم كلها في أنحاء العراق، ثم أحالوا معسكرهم الوحيد(معسكر أشرف)إلى معتقل كبير لهؤلاء البائسين مع عائلاتهم.

 

كل ما قدمه الغزاة لهم هم حمايتهم من بطش الصفويين الجدد- حكام بغداد ذوي العمالة المزدوجة للعدوين المزعومين واشنطن وطهران- لكنها حماية وقتية،انتهى مفعولها كلياً قبل أيام، حيث تم تقديم3400شخص في المعسكر كوجبة مقبلات على مائدة الصفقات المستمرة بين العم سام والصفوية الحاكمة في إيران، وإن كان الإخراج المسرحي قد تطلب من حيث الشكل واجهة عراقية بالاسم والقالب، فارسية القلب والمحتوى .

 

ووجد الأمريكيون من الجراءة ما يكفي ليس للصمت في دور الشيطان الأخرس، بل تحدثوا عن"سيادة الحكومة العراقية"على أرضها!!!وكم ذا ببغداد من مضحكات ولكنه ضحكٌ كالبكا،مع الاعتذار من الشاعر المتنبي صاحب البيت الأصلي الذي قاله في هجاء كافور بمصر.

*****

 

"شهداء" المالكي وأعداؤه

(رئيس حكومة المنطقة الخضراء) نور المالكي زار الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، لتجديد ولائه لسيده الأول على أبواب انتخابات نيابية مقبلة.وهناك حَرٍص المالكي على تقديم فروض الطاعة ومنها التوجه إلى مقابر قتلى الغزو الأمريكي للعراق، ووضع إكليلاً من الزهور على قبور جلادي العراقيين وقتلتهم المتوحشين ومعذبيهم وممتهني كرامتهم.

 

وهناك أيضاً سعى المالكي إلى إقناع سادته بعدم إجراء مفاوضات مع المجلس السياسي للمقاومة العراقية، بعد تسرب أنباء بهذا الشأن.وباختصار شديد أثبت المالكي مجدداً أن الصليبيين الغزاة هم أولياء نعمته وسائر عملاء أمريكا في غزو العراق،وأن هذه الفئة لا تعادي سوى المقاومين الذين يقاتلون لتحرير بلادهم من رجس الأعداء المحتلين.ولو اضطر الغزاة أنفسهم إلى الرضوخ لمفاوضة المجاهدين فإن الأدوات لا يسرهم ذلك .

 

وفي زيارة قام بها المالكي سابقاً إلى سيده الثاني في طهران، خلع الرجل ربطة عنقه مثل أي تابع لخامنئي، وجلس بين يده في خنوع من دون وجود العلم العراقي، جرياً على قواعد البروتوكول،لكن المالكي يقر بذلك أنه مجرد مريد يتلقى تعليمات سيده لينفذها بلا مناقشة.

*****

 

النصارى أولاً أم النصارى فقط؟

بثت قناة الجزيرة في يوم الثلاثاء6شعبان1430(28/7/2009م) حواراً أجراه مراسلها في برلين أكثم سليمان مع (وزير الداخلية الألمانية) فولفانغ شيله.

 

ومما يستحق التأمل في اللقاء الذي تركز على علاقة ألمانيا بالمهاجرين المقيمين فيها من المسلمين وبالعرب والمسلمين بعامة،اعتراف الوزير بأن بلاده ومعها سائر بلدان الاتحاد الأوربي، يمنحون النصارى العرب أولوية كبرى في منح اللجوء السياسي والإنساني،بدلاً من أن  يأتي مسلمون إلى بلاد ذات طابع نصراني-هنا تتبين كذبة العلمانية الغربية-ويبقى نصارى في مجتمعات ذات هوية مسلمة!!!

 

ولأن المسؤول السياسي في الغرب يبقى دبلوماسياً- بالمعنى السلبي لا الإيجابي للكلمة- فإنه لم يشأ الإقرار بأن الغرب يتعامل على قاعدة النصارى فقط وليس النصارى أولاً!!