تزوج غيري .. و نسي أنه زوجي ..!
5 شعبان 1430
صفية الودغيري
كنت جالسة أتصفح وريقات من كتاب يتحدث عن موضوع : تعدد الزوجات وحكمه الشرعي وآراء العلماء في المسألة ، ولكنني وبدون أن أشعر شرد عقلي ، رحل بي إلى الزمن الماضي ، فتذكرت قصة معاناة سيدة ، تعرفت عليها يوما كنت فيه مسافرة على متن قطار ، في زيارة لإحدى الخزانات العلمية .. ما أشبه اليوم بالأمس ، أجلس على مقعد شبيه بالذي كنت أجلس عليه ، أحمل كتابي  أقلب صفحاته .. 
ولكن أين صاحبة تلك القصة التي شغلت ذاكرتي كل هذه السنوات  وما مصيرها ؟
لم تترك لي إلا ذكريات ساعات مضت ، وأوراق سطرت عليها قصة معاناتها .. ما زالت معالم صورتها ونبرة صوتها منقوشة بداخلي ، في عقلي ووجداني .. *خاطبتني يومها قائلة : هل يمكنني أن أجلس بجانبك ؟فأذنت لها ..
بعدها غادر القطار المحطة ، فحملت كتابي كعادتي وانشغلت بالقراءة ، فإذا بهذه السيدة تغير مكانها ، لتقابلني أمامي ، كأنها كانت تنشد إثارة انتباهي ، أو تتعمد إشعاري بوجودها
أخذت تحدق بي ، وقد علت وجهها ابتسامة ، ذهب بحسنها صفرة شحوب ، وحزن بريقه خافت كالشموع ..ولكن عشقي للقراءة انتصر على فضولي ، هزم ثرثرتي ، فاحتفظت بصمتي ، بين صفحات كتابي ، أقلب أوراقي ، فتبحر بي مراكبي ، ترحل بروحي بمنآى عن قيود الزمان والمكان ..
اخترقت سمعي نبرة صوت مجروح منها ..  *قالت لي : أيمكنني أختي الكريمة أن أخذ من وقتك لحظات فضلا منك ؟ لأنني ما عدت أتحمل صمتي ولا صبري ، ما عدت أتحمل طول انتظاري ، وشرودي وهمسي لوحدي ..    تصم مسامعي ثرثرة المسافرين وضحكاتهم .. تخجلني نظراتهم إلي وابتساماتهم الساخرة ..  وكأنها تفضح بفضولها ما براود عقلي ويشغل ذهني حقا تعبت ، وحقا أنا بحاجة إليك ، فلتشاركيني الحديث ،  من يدري قد تفلحين في تخليصي  من هواجسي وأوهامي ومخاوفي ، وتمنحينني شعورا بالدفء والأمان..
 *لقد أثرت علي بكلماتها ، أرغمتني على أن أقفل دفتي كتابي وأجيبها  :  كم يسعدني أن أشاركك الحديث ، ما رأيك في تناول فنجان قهوة معي أو كوبا من عصير أو اي مشروب تحبينه ..
 لقد أدركتُ من خلال صمتها ونظراتها وحركاتها ونبرة صوتها أنها مثقلة بالصرخات وبأنها تحتاجني أكثر من احتياجي للقراءة  فضممت يدي إلى يديها ، لتطمئن لوجودي  ، لأشعرها بأنني معها  أساندها , * قلت لها : أنا سعيدة بثقتك بي ، تستطيعين أن  تحك لي كل ما ترغبين به بلا خوف أو تردد..
* فأجابتني بكلمات مبعثرة : أحقا ستسمعينني ؟ أحقا ستتفهمي ما سأحكيه لك ، وتشعري بمعاناتي ؟ لقد مر علي زمن طويل وأنا أحمل في صدري آلاما ومتاعب وهموما ، لا أتجرأ على البوح بها  ولا حتى لأهلي ،  حتى أنهكني صمتي ، وهدني  صبري ،  وأشقاني طول اعتكافي ببيتي ..
فقررت أخيرا أن أسافر بمفردي ،  بعيدا عن بيتي وزوجي وأولادي .. لعلني أستريح قليلا ، وأملك أن أرى الصورة بشكل أوضح ، وأعيد ترتيب حساباتي من جديد ، وقد أكتشف حينها من المخطئ فينا ،  ولعل سفري هذا يغيرني ، يهدئ نفسي وروحي ، يخلصني من نظرتي السلبية ، ويمنحني توازنا نفسيا وقدرة على تقييم علاقتي بزوجي بشكل منطقي  ، حينها قد أجد حلا لمشاكلي ..
لقد ركبت هذا القطار ، وأنا لا أدري أين يتجه  ، وتحركت بي خطواتي حيث تجلسين فاخترت المقعد الذي أمامك ..لم أكن أقصد أن أزعجك أوأصرفك عما أنت فيه ، إلا أن نفسي ألحت علي إلحاحا شديدا ، لما توسمته فيك ، فكلمتك وطلبت منك أن تسمعي حكايتي
أخذت منديلا من حقيبتي ومددته إليها وقلت لها : امسحي دموعك واحك لي ما يضايقك ، ربما أنا لا أملك  لك حلا ، ولكنني أملك لك النصيحة ،  ثم أنت على الأقل وجدت من ينصت إليك ويشاركك حمل أثقال عن صدرك ، فدعيك من البكاء
*حينها جففت أدمعها ورفعت عينيها ، وحدقت بي بنظرات تائهة ، ثم سألتني :
هل جربت إحساس زوجة تحب زوجها ، وتضحي لأجله ،  تصبر معه على كل شيء ، وتتحمل معه محن الحياة وشدائدها من غير أن تشتكي ، تساعده وتسانده وتمنحه الثقة بنفسه ، وما يحتاجه ليشعر بالسكينة والراحة والمودة .. ؟
هل جربت إحساس زوجة تجد سعادتها في إسعاد زوجها ، تدفعه للأمام ، تشجعه ليكون من الأوائل ، تدعمه ماديا ومعنويا ، تختار له ما يأكله وما يشربه وما يلبسه ، حتى عندما تواجهه مشكلة أو محنة ،  يجدها بجانبه  تخفف عنه ، وتقويه حتى ينجاوزها ؟
باختصار  لقد  كنت خلال سنوات زواجي  مثال الزوجة الصالحة  ،  والمرأة المؤمنة العابدة ، كنت أجاهد نفسي لأحافظ على بيتي وزوجي وأولادي ، كنت أمينة سره أحفظه في نفسي وعرضه و ماله وولده ، وأُحسن معاملته ومعاملة كل من يسعد بوجودهم ، وأدير شؤون بيتي بنظام ،   لأنني أعتبره مملكتي الخاصة ..
ولكنني أكتشف على أن كل ذلك  لا قيمة له عنده ، إنه لم يحتفظ لي برصيد عنده  ، يدعوه ليفكر ألف مرة ويسألني قبل أن يقرر قراره الزواج بأخرى
أتدركين معنى أن تعرف الزوجة بأنها فقدت مكانتها التي كانت لها ، فما عادت  تتربع على عرش قلب وعقل زوجها ، وأن هناك مرأة أخرى صارت تنافسها ، وتسعى لتجردها من حقوقها المادية والمعنوية ، لتكون هي وحدها المالكة لكل الحقوق  ؟
باختصار كيف تتحمل الزوجة معاناة وجود زوجة أخرى تأخذ منها زوجها ، تسرقه منها ، تبعده عنها ، تدفعه ليهجر بيته وزوجته الأولى وأولاده وحياته السابقة بأسرها ، ولا تدع لها إلا ذكريات ، تقلبها في ذهنها يمنة ويسرة ، ولا تقنع بأن  تشاركها في زوجها فقط وتتساوى معها في الحقوق وآداء الواجبات مناصفة ؟
كنت بعد أن أنهي واجباتي ، أجلس في خلوتي ، فأحمل كتاب الله ، أرتل آياته ، فإذا ما تلوت قول الحق سبحانه : {وَمِنْ آيَاته أن خَلَقَ لَكُم من أنفسِكم أَزوَاجا لِتَسكنوا إلَيهَا وَجَعَل بينَكم موَدة وَرَحمَة إن في ذَلكَ لَآيات لقَوم يَتَفَكرونَ} سورة الروم آية 21.
أخاطب بها نفسي فأقول : عليك واجبات اتجاه زوجك فأدها بعدل وإنصاف كما أمرك ربك ، امنحيه هذه المعاني ، ولا تبخلي عليه بها ، حتى لو ما منحك  مثلها ، ساعديه على الطاعة
وكنت  كذلك أتتبع أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم : كقوله  << الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة >> ( صحيح مسلم ) , وقوله صلى الله عليه وسلم  <<ألا أخبرك  بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته>> ( أبو داود )
أوجه بها نفسي وأربيها وأعظها ، حتى لا أعصى زوجي ،  أو أكون بخلاف ما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
لقد طرحت على نفسي ألف سؤال وسؤال عساني أتعرف على أسباب تصميمه بأن يتزوج بأخرى ، ولكنني لم أجد جوابا واحدا يريحني ، فقررت أن أصارحه وأسأله ، لأعرف الحقيقة كاملة منه  ، ولكنه لم يتهمني ، ولم يعب علي في قول أو فعل
* كررت عليه سؤالي مرات  : لماذا  بعد هذه السنوات  تتزوج بغيري ؟ هل قصرت في حق من حقوقك أو حقوق أولادي أو حقوق أهلك أو حقوق بيتي ؟ هل وهل وهل ...
*ظل صامتا  ثم كرر علي نفس الجواب : إنك كنت لي نعم الزوجة ،  ولكنني مع ذلك أحتاج وجود زوجة أخرى
وتابعت حديثها : حينها اكتشفت حقيقة حياتي معه ، لقد عشت عمري مع زوجي وأنا  لا أعرفه ،  وكأنني اليوم أمام رجل آخر غير زوجي ، رجل أكلمه لأول مرة فأعرف حقيقته التي غابت عني سنوات زواجي به ، تأكدت حينها أنني ما كنت قريبة منه بالقدر الكافي الذي يسمح لي بأن أشعر بما بداخله من احتياجات فألبيها  , إنني على الرغم من تضحياتي وتنازلاتي ، وعلى الرغم من كل ما قدمته له ، فشلت في أن أحقق له كل أحلامه ، وكل ما يتمناه مني كزوجة
كان هناك أمر واحد أراحني هو : أنه لم يتهمني ، ولكنه لم يبرئني من اتهامي لنفسي ولا من اتهام أهلي والناس والمجتمع ..
وأستمر حديثها : أختي الكريمة أود أن تعرفي بأنني لا أنكر عليه زواجه الثاني ، فهو حق من حقوقه التي أباحها الله له ، ولست بالزوجة التي تعترض شرع الله أو تخالف أصلا من الأصول التي قررها الحق سبحانه ولكنني أعيب عليه ظلمه لي ، ونسيانه لحقوقي ، وتقصيره  اتجاهي , إنني أعيب عليه انشغاله وابتعاده عن أولاده وبيته ، ونسيانه للفضل والمعروف والمودة والرحمة التي جعلها الله بيننا سنوات , إنني أعيب عليه حرماننا من حقوقنا المادية والمعنوية ، في الوقت الذي يهبها بسخاء لبيت جديد وزوجة أخرى ...
فكيف وضع الميزان وعدله ، بين حقوقي وحقوقها  ، أتراه قد غفل عن قوله تعالى :{ وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان } الرحمن آية 9 ، أم أنه اتباع الهوى ؟
هل من حقه أن يستغل صبري وتنازلي عن حقوقي فيجور ويتجرد من مسؤوليته اتجاهي واتجاه بيته وأولاده   في حين يعدل مع غيري ويتحمل مسؤوليته كاملة ؟
أليس من حقي أن أحاسبه على عدم تطبيقه للعدل الذي أمره به الحق سبحانه في قوله تعالى : { فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة .. } ؟
لقد ظلمني أولا حين اغتصب حقوقي كزوجة ، ولكنني صبرت ورضيت واحتسبت ذلك قربة أتقرب بها إلى الله لنيل محبته ورضاه ، وظلمني تانيا حين تزوج علي بأخرى دون أن يخبرني  أو يستأذنني ويستشيرني في أمره كما تعود أن يفعل معبي في سائر شؤونه ،  فكيف يعرف كل الناس بأمر زواجه إلا انا  ؟
وكأنني غريبة عنه لا زوجته التي كانت تشاركه كل شيئ ، فلماذا هذه المرة يقرر فيها أن يفصل بيني وبينه بأسوار عالية ؟  وهل يبيح له الشرع أن يعدد رغما عن إرادتي وموافقتي ،  وعلى الرغم من الظلم الذي اقترفه في حقي ؟
إنني أعيب عليه ممارسته لحقه الشرعي الذي أباحه الله له دون تطبيق مبدأالإصاف ، وعلى اتباعه لهواه ، ومبالغته في الميل للزوجة الثانية
فأين تطبيقه لما نهاه الله عنه في قوله سبحانه  : { فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما } النساء الآية 29 ؟
واستمرت قائلة : إنني لا ألومه على ميله القلبي للزوجة الثانية ، لأنني أعلم أن هذا  فوق قدرته وإرادته ، ولكنني أحاسبه على جوره في قسمته فيما يملكه ، وعدم التزامه بالتسوية بيني وبينها في النفقات وآداء الحقوق ..
وعلى الرغم من كل هذا ، لا أملك أن أنس أنه زوجي ، وأب أولادي ، وأن له علي حقوقا وواجبات  ، ولكنني أخاف عليه من عقاب الله ، وأن يصدق فيه قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( من كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه مائل )( أبو داود والنسائي )
لقد أجبرني على قبول واقع أرفضه ، وحياة لا تحفظ لي كرامة ولا حقوقا زوجية، حتى صرت أرى نفسي كالمعلقة التي لا هي بالمطلقة التي تبتغي زوجا آخر ، ولا هي بذات زوج يعرف ما لها من حق الرعاية والاهتمام .. لم أعد أعني له إلا كمدبرة بيته وأم أولاده ، أما زوجته بما تحمله من معاني فلا  ، حتى صرت أشعر وأنا ببيتي غريبة عنه ، وكأنني في سجن أحلم بالخلاص والفرار منه .
إنني لم أطالبه بالمستحيل ، فقط كنت أتمنى أن يحترم مشاعري وأحاسيسي ، ويقدر كل ما قدمته له ، ويحفظ لي مكانتي وكرامتي كزوجة وكأم وكمرأة لها وضعها الاجتماعي ، فلا يضعني في مواطن الاتهام والتجريح والتنقيص من قدري ..
... مرت أكثر من ساعة وهي جالسة أمامي ، تسرد علي قصتها ، وتطرح علي أسئلتها ، ظلت تحك وتحك وتحك ..  وتشتكي لي ، تارة تذرف الدموع ، وتارة تبتسم لي ،  وتارة اخرى تتوقف عن الحديث لدقائق حين يعتريها التعب ، فأحاول أن أخفف عنها ، وأطيب خاطرها بكلمات أصبرها بها ، فتواصل حديثها .
* إلى أن  ختمت حديثها وقالت لي : أنا أعرف أنك لا تملكين حلولا لما أشعر به الآن  ولا لما يعتلج صدري ، ولكنني أطلب منك طلبا واحدا ، أكتبي قصتي  كما سردتها عليك إن كنت تتقنين الكتابة ، ولا ألزمك بذلك ، إنما  هي خدمة ستقدمينها لإنسانة تحمل معاناة ، ربما يقرأها زوجي فيدرك حجم الظلم الذي اقترفه بحقي ، حينها قد يتغير ، وقد يصحح أخطاءه ويعترف بوجودي في حياته ، وربما يقرأها غيره من الأزواج فيفكروا  ألف مرة ومرة قبل أن يتخذوا قرار التعدد ، ويضع الواحد منهم  أمامه ميزان العدل والانصاف ، فيعدل بين كفة رغباته وكفة تطبيقه لشرع الله
أنا قبلت بمصيري ورضيت به ، ومهما غبت عن بيتي لابد وأن أعود إليه ، لأنه لا يحق لي أن أتخلى عن مسؤوليتي اتجاه زوجي ولا أبنائي ، لست بالتي تعاتب غيرها على الظلم والجور في الحقوق ، وأكون أنا  أول من يجور ولا يعدل في الحقوق , ولكني أحتاج لأضمد جراحي ، وأصحح أخطائي ، وأستنشق هواء نقيا يمنحني القوة لأواصل حياتي من جديد .
... لم أجد كلاما أرد به على أسئلتها ولا على كلامها ، ولكنني طلبت منها أن لا تغيب طويلا عن بيتها ، لأنه مملكتها ، ولأن كل أفراد أسرتها بحاجة لوجودها
وعدتها بأن أبذل جهدي لنشر قصتها ، نصحتها بأن تعتبر كل ما حصل لها اختيارا لها وهو قدرها ونصيها الذي قسمه الله لها بعدله وحكمته ، وأن ما تمر به هو محنة وابتلاء من رب العالمين ، وهو برحمته وكرمه سوف يعوضها ويأجرها إن صبرت واتقت كل الخير في الدنيا والآخرة ..
أكدت عليها بأن هجرها لبيتها ليس حلا ، وإنما الحل الحقيقي ستجده من داخل بيتها لا من خارجه ، ومع زوجها وأولادها ، وان بقاءها مع زوجها  بهذا الوضع وهذه المعاناة ، وحرمانها من حقوقها  ،  وحقوق أولادها  خير لها ألف مرة من اتخاذ قرارالانفصال عن زوجها وحرمان أولادها من وجود أب معهم  ..
*قلت لها : تذكري بأن الدنيا ليست دار بقاء ، وأن متاعها ناقص وزائل في النهاية ، والنعيم المقيم والسعادة التامة لا يجدها العبد إلا في  الجنة وليست في الأرض .. وأن الراحة الحقيقية عند ملاقاة الله والفوز بالجنة
حينها توقف القطار عند المحطة ، فلملمت ملفاتي ،  ووضعت كتابي في حقيبتي ، وودعت هذه السيدة وقلت لها : عسانا نلتقي ثانية ، في محطة أخرى ، ولكن هذه المرة أتمنى أن أراك مبتسمة ومشرقة ولا أرى دموعا تنزل من عينيك
غادرت القطار ولم تعرف هذه السيدة ما فعلته بي ، لقد ظلت قصتها تعيش بداخلي سنوات ، كلون الربيع الذي ينتصر على كل الألوان ، حاولت مرارا أن أنشر قصتها ، فتعذر علي ذلك لأسباب كثيرة ، ولكن تجري أقدار الله بتصريفه وتسييره ،  فأركب هذا القطار ،  وأحمل كتابي هذا، الذي  يتحدث عن موضوع تعدد الزوجات ، فتعصف بي رياح نسائم ذكريات مضت ، فأقرر أن أنشر قصة هذه السيدة ، ويكرمني الله  وييسر لي هذا المقصد ، لأفي بوعدي بعد كل هذه السنوات ..
هذه هي قصتها أيها القارئ الكريم ، والتعليق لك لا لكاتبته