29 جمادى الأول 1430

السؤال

السلام عليكم أنا مخطوبة ومعقود قراني إلا أنني إنسانة عفوية جداً وأحيانا أكون جارحة في كلامي دون قصد مني وحساسة كتيراً ودائما أغضب خطيبي وهو يتحملني لأنه يحبني وأنا احبه ولكن لا أعرف كيف أتصرف معه فهويريدني أن أكون صاحبة مسؤولية و اشعر بأنني لا أتحمل هذه المسؤولية..
ساعدوني لأجد الحل..فلا أعرف ماذا اريد.ولا ماذا أفعل؟؟!!

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

الزواج هو المحطة الدائمة التي يفترض أن يستقر بها الإنسان لما يتوفر فيه من أجواء الراحة النفسية، وإشباع الغرائز الفطرية، حيث يسكن الزوج الى زوجته ويطمئن لها وتطمئن له وتنشأ بينهما المودة والرحمة ويشارك كل شريك شريكه في فرحه وترحه، ويعينه على هموم الدنيا ومسئولياتها ومشاكلها، فإن لم يكن احد الزوجين أو كلاهما على قدر المسئولية اختلت هذه القاعدة وأصبح الزواج نقمة لا نعمة.
أختي الفاضلة..
عليك أن تدركي أن هناك خطا فاصلا بين الصراحة والوقاحة، فعليك أن لا تتجاوزي ذلك الخط .
زني كلماتك وتصرفاتك جيدا قبل أن تقدمي عليها.
ضعي نفسك دوما في الموقع الآخر، وتخيلي انك أنت الشخص الآخر، فان لم تشعري بأي حرج أو ضيق من التصرف الذي سيصدر منك استمري، أما إذا شعرت عكس ذلك، اكبحي جماح نفسك ولا تقدمي على ذلك التصرف.
تذكري أن لكل إنسان قدرة على التحمل، وانه قد ينفجر متى ما زادت عليه الضغوط، فلا تنتظري ذلك الوقت لأنك ستخسرين عندها الكثير، وحاولي أن لا تتمادي في عفويتك الغير مدروسة، وحذار أن تمسي كرامته أو رجولته أو تستهزئي به ولو بالمزاح, فقد ينقلب المزاح إلى جد ولا تتمكني من علاج الموقف.
تذكري المثل القائل "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" وحاولي أن تطبقيه في الأوقات التي تشعرين فيها انك لا تسيطرين على نفسك وتصرفاتك.
عليك أن تتعودي عليه وعلى طريقته، وتتأقلمي على أسلوبه وأفكاره، وتتخلصي من العادات والتصرفات السلبية لديك لتكوني اقرب الناس إليه.. كوني له زوجه وأم وأخت وحبيبه وصديقه، وتجنبي الخلافات العقيمة وجرح المشاعر قدر الإمكان، ليغفر لك هفواتك وزلاتك التي قد تصدر منك دون قصد.
لا تعلقي أو تبرري سلوكك معه على عفويتك وحسن نيتك، وتتمادي في ذلك لأنك إذا تماديت في ذلك السلوك، سيظل مرتبطا بك ولن تتمكني من التخلص منه إلا بشق الأنفس.
تعودي أن تحاسبي نفسك دوما، وحاولي تغيير سلوكياتك السلبية قدر المستطاع ولا تستسلمي لنفسك أو تقنعيها أبدا بأنك امرأة غير مسئولة أو فاشلة أو غير قادرة على التغيير. فليس هناك فشل ولكن هناك نتائج وخبرات مكتسبة من المحطات التي نتعثر بها في حياتنا . وعليك الاستفادة من دروس الماضي وهفواته، لإحداث التغيير الإيجابي ولتتمكني من النجاح في التغيير والاستمتاع بالمستقبل .
عليك أن تؤمني بقدراتك على اكتساب السلوك السليم لتنعمي بحياة مستقرة وسعيدة.. وتأكدي انك قادرة على التغيير، فلا يوجد شيء مستحيل... فالإنسان قادر على فعل أي شيء متى ما شاء .. شرط أن يتسلح بالصبر والعزيمة والإصرار والمثابرة.
تذكري انك امرأة بالغة عاقلة يمكنك التحكم في عقلك وتصرفاتك ..
عليك أن تجلسي مع نفسك جلسة صريحة وتمسكي بالورقة والقلم.. حددي فيها نقاط ضعفك وقوتك .. دوني الأسباب التي تدفعك لتغيير وضعك إلى الأحسن.. دوني أيضا النتائج السلبية التي يمكن أن تحدث إذا لم يحدث التغيير.... دوني الخطوات التي يمكنك أن تبدئي بها طريقك إلى التغيير المطلوب .
حاولي أن تدرسي نقاط الضعف الموجودة لديك وتعالجيها بعد أن تتعرفي على أسبابها.. ويمكنك ان تشاركي زوجك في ذلك ليكون عونا لك.
تذكري أنك دوما تملكين أحقية الاختيار ولديك القدرة على الاختيار الصحيح، فاختاري طريق النجاح والسعادة والاستقرار الأسري
كوني دوما القائد الماهر لسفينتك، برمجي عقلك الباطن على كل ما تريدين وستحصلين بإذن الله على نتائج جيدة .. حاولي أن تبرمجيه لتتغيري بشكل ايجابي عن طريق العقل الواعي .
يجب أن تتخذي قرارك وأنت عازمة من داخلك على تنفيذه... وابدئي فورا واحذري من التسويف .
عليك أن تبدئي أولا بتحسين نفسك، ابدئي من داخلك وتذكري "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" . فاذا أردت اكتساب أي عادة جديدة يجب أن تكون لديك الرغبة الصادقة في ذلك التغيير.
عليك أن تكوني مستعدة لكل ما يمكن ان يواجهك من صعاب.
تذكري أن مستقبلك بين يديك ، وانك أنت وحدك بعد الله من يستطيع بناءه بالشكل الذي تريدين... فهو يعتمد على اعتقادك وتفكيرك وإيمانك بقدراتك الذاتية... فإذا كنت تؤمنين أنه لا يمكنك أن تتغيري... فتأكدي انك لن تستطيعي التغير لان عقلك الباطن سيستقبل أفكارك ومعتقداتك ويعتبرها أوامر صارمة عليه تنفيذها ويشرع في تحقيقها. وهناك مقولة مشهورة تلخص ذلك في 4 عبارات
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال. . . راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع . . . راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك
يمكنك استخدام تقنية البرمجة النفسية لتغيير أي سلوك سلبي لديك، أو اكتساب أي سلوك جديد، وطريقة ذلك كما يلي:
عليك أن تحددي السلوك المطلوب مثلا "المسئولية"... ثم ترسلي رسائل ايجابية إلى عقلك الباطن كأن تقولي " أنا أتحمل المسئولية"... يجب أن تكون رسالتك واضحة ومحددة، كما يجب أن تدل على الوقت الحاضر" أنا أتحمل المسئولية الآن ببساطة واستمتع بذلك".. يجب أن يصاحب رسالتك الإحساس القوي بمضمونها حتى يقبلها العقل الباطن ويبرمجها داخله... .يجب أن تكرري الرسالة داخلك وبصوت مسموع وبحماس يوميا عدة مرات لمدة 21 يوما إلى أن يستوعبها عقلك الباطن .. ويبدأ في تطبيقها وتنفيذها .
دوني 5 رسائل سلبية في طريقة معاملتك مع زوجك في ورقة " أنا عفوية بطريقة مزعجة" .. " أنا جارحة في كلماتي" .. "أنا جارحة في تصرفاتي" .. "أنا حساسة بشكل مرضي" .. " أنا امرأة غير مسئولة" .. اقرئي هذه العبارات ثم مزقي الورقة والقها في سلة المهملات ، واستشعري أثناء ذلك انك تتخلصين من هذه الصفات السلبية إلى الأبد.
والآن دوني 5 رسائل إيجابية يمكنها أن تعطيك الإحساس بالقوة والقناعة بأنك إنسانة جديدة يمكنها تحقيق كل ما تريد ، ابدئي عباراتك دائما بكلمة " أنا "ليستوعب عقلك الباطن انك أنت الشخص المطلوب فيبدأ في التغيير.. " أنا إنسانة مسئولة". . "أنا أحسن التعامل مع الآخرين"... " أنا أثق في قدراتي" ... " أنا أحسن اختيار الكلمات والعبارات" .. " أنا أسعد نفسي ومن حولي".
بعد أن تكتبي العبارات في ورقة ، خذي نفسا عميقا، ثم اقرئي الرسائل الواحدة تلو الأخرى .
ثم ابدئي من جديد ، خذي نفسا عميقا واطردي أي توتر من داخلك.. ثم أقرئي أول رسالة كتبتها عشر مرات بإحساس قوي وأنت مقتنعة تماما بما تقرئين.... أغمضي عينيك وتخيلي نفسك في ثوبك الجديد واستشعري ذلك بقوة.. ليستقر كل ذلك داخلك.
كرري نفس الطريقة على جميع الرسائل والعبارات الايجابية التي كتبتها.
شجعي نفسك دوما على أي إنجاز حققته.. وكافئيها على ذلك.
حاولي أن لا تتركي شيء للظروف ولا تدع الحياة تقودك مهما كلفك ذلك من وقت أو جهد ... وتوكلي على الله قبل كل شيء.