أنت هنا

تجنيد بعض العراقيين عن بعد
16 ربيع الثاني 1430
سارة علي
الاحتلال الأمريكي على العراق فسح المجال للكثير من الجهات الاستخباراتية والتجسسسية أن تدخل هذا البلد وعملياتها لا تقتصر على العراق بل تشمل ذلك دول المنطقة بأسرها بل وتتعداها إلى دول أخرى, وليس غريبا بعد ذلك أن تتواجد حوالي خمسة عشر جهاز استخباراتي لمختلف الدول ولشتى الغايات وهذا ما أكده رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي عن تواجد هذه الأجهزة في العراق , وبالتأكيد تسعى هذه الأجهزة إلى تجنيد بعض العراقيين لتحقيق مصالحها وقد يدرك العراقيون المتعاونين مع تلك الأجهزة حقيقة عملهم أو قد يصلون إلى عدم إدراك ذلك وان كنت لا اشك في نباهة وذكاء الفرد العراقي ولكن تجنيد العراقيين لحساب الموساد فهذا هو الخطر الكبير ليس على العراق فحسب وإنما على سائر دول المنطقة .
أما طرق التجنيد والعمل لصالح تلك المؤسسات التجسسية فقد يكون بالعمل المباشر كما هو الحال بالكثير من تلك الأجهزة التي تعمل بكردستان العراق ويعمل فيها الكثير من العراقيين وغير العراقيين بعد أن أصبحت كردستان العراق ساحة مفتوحة لدخول الإسرائيليين وإقامة الكثير من الشركات والمشاريع والتي من خلاله يمكن إقامة شبكات التجسس , أو بطرق غير مباشرة فالأمر في بغداد ليس صعبا حيث يكون من خلال المؤسسات الأمريكية والجيش الأمريكي الذي استباح العراق بكل مرافقه ومؤسساته والأمر لم يقتصر على ذلك إذ إن الكثير من الشباب العراقي صار تجنيدهم لصالح الموساد الأمريكي يتم عن طريق موقع اليوتيوب حيث يتم اصطياد الكثير من الشباب العراقي من خلال هذا الموقع لكي يعملوا لصالح جهات تجسسية وهذا ما أكده المستوطن اليهودي الذي أطلق على نفسه اسم ( أبراهام أكرم-38 عاما) وهو يهودي من أصل عراقي وان أهم أهداف عملهم هذا حسب قوله :((الموساد لديه عدة أهداف من ذلك لكن أبرزها جمع المعلومات عن نشاط المجاميع المسلحة واختراقها وكذلك معرفة التوجه السياسي لإفراد الجيش العراقي وطبيعة حياتهم الاجتماعية واختراق الطلبة وشراء العقارات والبيوت والسيطرة على التجارة إضافة إلى معرفة الوضع ألمعاشي الاجتماعي داخل العراق أولا بأول)) , وكشف هذا المستوطن الذي يقطن في (حي محاني يهودا ) بالقدس الغربية,إن الموساد الإسرائيلي استطاع تجنيد العشرات من الشبان العراقيين المسلمين في مدن عراقية مختلفة أبرزها بغداد والحلة والموصل والبصرة وفقا لما قال, وأضاف أن الموساد الإسرائيلي يستعمل خلال عملية التجنيد صور قديمة تعود إلى القرن الماضي يظهر فيها مشاركة اليهود في (طقوس تطبير عاشوراء) إضافة إلى صور أخرى يظهر فيها التعايش بين اليهود والمسلمين في العراق كمحاولة لعملية غسل الدماغ في عملية التجنيد الالكتروني مما يدل على أن أكثر المتأثرين بهذا العمل هم من العراقيين الشيعة ولذلك استخدموا معهم صور مشاركة اليهود في التطبير بذكرى عاشوراء لما لذلك اثر في نفس العراقي الشيعي .
أما دوافع عمل هذا اليهودي بهذا العمل فيعتقد أن العراقيين هم السبب في إن هجر أجداده من العراق واضطروا الاستيطان في فلسطين والعمل بخدمة اليهود الغربيين الاشكناز لان اليهودي الأوربي مفضل على اليهودي الشرقي ويبقى الأخير يعمل في أعمال اقل من التي يعملها الغربي والذي له حق الحصول على الوظائف والأعمال المهمة في فلسطين المحتلة أما اليهودي الشرقي فيبقى خادما لليهودي الغربي ويقول عن ذلك قال:( نحن نعيش في إسرائيل بدرجة ثانية كيهود مزارعين ,نشعر بأننا حطب لتدفئة الاشكيناز بينما كان الأجداد يعيشون بأوضاع أفضل بكثير في العراق,ومعلوماتنا تشير إلى أننا هجرنا من العراق ونهبت أموالنا خلال فترة الأربعينيات بواسطة العصابات الصهيونية بتأمر مع  الحكومة العراقية آنذاك عكس ما اعتقدوه الأجداد بان المسلمين كان لهم اليد في تهجيرنا)؟  
ويؤكد أبراهام أن التجنيد للعمل مع الموساد في العراق ليس بالأمر الجديد حيث يؤكد :((يوجد لدينا الكثير من الأقارب و الأصدقاء يعملون داخل الموساد منذ عدة سنوات بحكم إجادتهم للهجة العراقية ومعرفتهم بالعادات والتقاليد,عددنا ربع مليون يهودي عراقي في إسرائيل)وعن التفجيرات والأحداث والاقتتال الطائفي الذي حصل في العراق هل إن وراءه أيدي الموساد ومن تعامل معهم يقول :((لا استطيع أن أؤكد أو اجزم ذلك فمثل هكذا عمليات خارجية تحاط بسرية تامة داخل الموساد وتقاس ضمن معايير أمنية واستخباراتي وسياسية فضلا إلى دراسات وبحوث معقدة للغاية,لكن في شهر تشرين الثاني نوفمبر عام 2005 ,زارنا احد أصدقاء والدي وهو أستاذ في قسم تاريخ الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب وقال جملة لازلت اذكرها جيدا بان النهاية في العراق تبدأ في سامراء) ويقصد بذلك تفجيرات المرقدين في سامراء والتي أشعلت فتيل الحرب الطائفية في العراق وما لحق بعد ذلك من حرق لبيوت الله وتقتيل وتهجير العراقيين وخاصة من أبناء المذهب السني في العراق واستباحة كل شئ.